الرقابة وتطبيق القانون

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم كريم عبد السلام
رغم ما يبدو على السطح أن مشاكل الدولة والمجتمع المصريين كثيرة ومزمنة ويصعب حلها فى سنوات قليلة، إلا أن المتأمل لتلك المشكلات وتحولات المجتمع والدولة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، سيكتشف أن الحلول السريعة واردة وممكنة خلال سنوات قليلة لو خلصت النوايا وارتفعت الهمم وسادت المصلحة العامة وخدمة الوطن على مبدأ التهليب والمصلحة الشخصية.
 
أولى المشكلات التى تحتاج إلى حل حاسم هى الغش، ولا أعنى بذلك الغش فى الامتحانات فقط، ولكن الغش بمفهومه الواسع ودرجاته المتعددة، من الإهمال والتكاسل إلى الأداء العشوائى عدو الإتقان والانضباط وانتهاء بتعمد الغش للتربح من ضغط التكلفة أو تقليل وقت الإنجاز الخ، ومثلما قالوا قديما إن الغش يفسد كل شىء، فإن الإتقان هو ترمومتر ضبط المجتمعات والدول ومعيار تقدمها وازدهارها.
 
كيف نحارب الغش ونحقق الإتقان والانضباط فى كل ما نعمله؟ أولا باستخدام ردع الرقابة المشددة وتطبيق القانون حرفيا لتقديم العبرة والعظة، فمن آفات سنوات الانحطاط التى عشناها مؤخرا أن كثيرين من المتقنين المنضبطين قد تحلوا عن انضباطهم وإتقانهم لشعورهم باليأس وعدم الجدوى، ولذا فإن إظهار العين الحمرا والتشدد فى محاسبة الغشاشين كفيل باستنهاض الهمم اليائسة واستعادة الأمل فى انضباط غائب وردع ضرورى لأنصار الفهلوة وهدم القيم والتكسب من وراء إهدار المصالح العامة للدولة.
 
مع الرقابة المشددة والحسم فى تطبيق القانون، علينا أن نستفيد من تجربة النقاط المضيئة التى طبقتها الهند لتحقيق التحول الكبير فى مجتمعها واقتصادها ونهضتها عموما، فالهند كانت تعانى مثلنا من فقر قطاعات كثيرة بالدولة ومن ضعف الفئات المتعلمة وعدم توطين التكنولوجيا، واهتدى كبار مخططيها وعلمائها إلى نظرية النقاط المضيئة، بأن ينشئوا مراكز للتكنولوجيا والتصنيع والتعليم أيضا بشكل متفرق ومكثف فى المناطق المرجو النهوض بها، مع متابعتها بشكل جاد والتخطيط لجعلها منتجة وتستطيع تحقيق أرباح مما تنتج، فتصبح كل نقطة مضيئة أو مصنع أو أو مدرسة مهنية أو جامعة فى مدينة ما مركزا للتعلم والإنتاج، وفى نفس الوقت يمكن أن يتم تكراره بالجهود الأهلية فى القرى والمراكز والمدن المحيطة، وتنتقل وتتوسع تلك النقاط المضيئة بفضل الإدارة الجيدة وانتشار مبدأ التعلم واكتساب المهارة مع قيمة الإتقان والاعتماد على الذات والكد لتحقيق الأهداف بدلا من التكاسل وأحلام الثراء السريع أو المهن الهامشية غير المنتجة مثل سواقة التوكتوك التى أصبحت سرطان فى القرى والأحياء المزدحمة.
وللحديث بقية
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محافظ نابلس: الاحتلال يشن حرب استنزاف ومصر تقود الموقف العربى ضد التهجير

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور


رئيس الأركان يهنئ الفريق أول صدام حفتر لتوليه نائبا للقائد العام للجيش الليبى

فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

سموتريتش: نتنياهو يدعم ثورة الاستيطان بالضفة الغربية

إكسترا نيوز: 141 شاحنة مساعدات تدخل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم


ماك أليستر يصف محمد صلاح بـ"الوحش": أفضل محترف رأيته في حياتي

نسرين طافش عن نجاح روقان وسط البومات نجوم الغناء: العمل الحلو بيفرض نفسه

الرئيس الفلسطينى يدعو اليابان للاعتراف بالدولة الفلسطينية

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

شاهد استعدادات الزمالك لمواجهة المقاولون ..فيديو

مطاردة مرعبة على طريق الواحات.. 3 شباب يتسببون في حادث لفتاتين والداخلية تتحرك.. الجناة يعترفون: حاولنا توقيف الضحيتين ومعاكستهما.. وثقنا الواقعة فيديو وسخرنا منهما.. والسجن المشدد مصير المتهمين.. فيديو

التيك توكر مورى تعترف فى التحقيقات: نشرت مقاطع خادشة لكسب المال

ليوناردو دى كابريو يكشف عن الفيلم الأقرب إلى قلبه

مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

بريطانيا تستبدل 30 ألف جندى فى أوكرانيا بـ"قوة طمأنة".. "اندبندنت" تكشف السبب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى