أنظار العالم تتجه إلى أستانة.. مشاركة الولايات المتحدة بالمفاوضات تهدد معادلات إيران فى سوريا.. طهران توفد رجلها الثانى وتسبق المفاوضات بمشاورات مع الوفدين السورى والتركى.. وأنقرة تتراجع عن بقاء الأسد

رجب طيب أردوغان وبشار الأسد وفلاديمير بوتين
رجب طيب أردوغان وبشار الأسد وفلاديمير بوتين
كتبت إسراء أحمد فؤاد

تحركات إيرانية - سورية قبل يومين من مفاوضات السلام المقرر عقدها فى العاصمة الكازاخستانية أستانة، الاثنين المقبل، فى وقت تتجه فيه أنظار العالم مترقبين ما سيخرج به هذه المفاوضات، لكن تلك التحركات الأخيرة تبرز المخاوف التى تعترى قادة طهران من تهميش دورهم ورؤيتهم فى ملف التسوية السورية، زادت هذه المخاوف بعد دعوة حليفها الروسى للولايات المتحدة الأمريكية لحضور المفاوضات وتغيير نظرتها السياسية للإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب، وهو ما أزعج طهران فى وقت ينبئ بتصاعد الصدام بين طهران وترامب على خلفية الاتفاق النووى ودور إيران فى المنطقة، ما يهدد المفاوضات وقدرتها على حل الأزمة السورية.

 

ترى طهران نفسها الدولة الوحيدة التى تمسك بخيوط الأزمة السورية منذ البداية، ووقوفها إلى جانب الرئيس السورى بشار الأسد عبر إرسال خبراء استراتيجيين من قوات الحرس الثورى وتدريب المقاتليين وإرسالهم، ومقتل العديد من خبراءها الأمنيين على الأراضى السورية، كل ذلك خلق لدى صناع القرار وقادة طهران قناعة باحتضان الملف السورى والخوف على مصالحها فى هذا البلد وعدم تهميش دورها مهما كلفها الأمر.

 

ويترأس وفد طهران فى المفاوضات الرجل الثانى فى الملف السورى مساعد الخارجية للشئون العربية والأفريقية حسين جابرى أنصارى، وسيبدأ جولته بالتشاور مع وفدى روسيا وتركيا، لتوفير التمهيدات اللازمة لعقد المفاوضات بنجاح.

 

ومشاركة الولايات المتحدة فى مفاوضات أستانة ستشكل أول اتصال رسمى بين موسكو والإدارة الأمريكية الجديدة وسيفتح الطريق لزيادة فاعلية محاربة الإرهاب في سوريا بالنسبة لروسيا، لكن بالنسبة لإيران سيشكل أول تهديد لمعادلاتها ودورها فى ملف الأزمة السورية، لأن التقارب الروسى الأمريكى -فى ظل إدارة ترامب- على الأراضى السورية يخلق مخاوف لدى صناع القرار فى طهران بتغيير المشهد والمعادلة فى سوريا فى غير صالحها، وهو ما لا يرجحه قادة طهران فى هذا التوقيت، فالتقارب الروسى الأمريكى يتزامن مع تقارب روسى تركى أيضا وبدء شن أول عملية مشتركة بين الجانبين فى حلب، لذا يأتى موقف طهران من مشاركة واشنطن على نقيض الموقف الذى اتخذه البلدان الآخران روسيا وتركيا.

 

ورفضت قادة طهران بشكل قاطع مشاركة الولايات المتحدة فى المفاوضات، وخلال لقاءه مع رئيس الوزراء السورى، عماد خميس، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى على شمخانى على أن بلاده سوف يكون لها دورا فاعلا ومؤثرا فى العملية السياسية فى سوريا باعتبارها تمتلك صاحبة الدور الرئيسى فى دعم الحكومة السورية الحالية فى مكافحة الإرهاب مؤكدا على أن بلاده تشترك فى توجيه الدعوة الولايات المتحدة، معتبرا أن دعوتها ربما تأتى  بصفة مراقب من قبل الدولة المضيفة كازاخستان.

 

تطمح طهران من خلال المشاركة فى محادثات أستانة إلى إبعاد أطراف الدعم المسلح فى سوريا، حتى يتثنى للأطراف السورية السورية بدء حوار سياسى، وقال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، "نأمل أن تأتى جميع الأطراف الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار إلى أستانة معتزمة التوصل إلى وقف الأعمال القتالية إلى أمد بعيد وبدء العملية السياسية، إنه مشروع طموح مدعو للجمع بين السلطة والمعارضة فى مدينة واحدة، وآمل أن يكون ذلك تحت سقف واحد، لمناقشة توسيع عملية وقف إطلاق النار ووقف القتال وضمان وصول إنسانى أفضل".

 

وتحصن إيران علاقتها بسوريا بالاتفاقيات التى توقعها خلال الزيارات المتبادلة بين البلدين، وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين، والتى تكون رمزيتها فى المرتبة الأولى أن طهران تتمسك بمصالحها مع الحليف السورى مهما ظهر لها من حلفاء آخرين أو انسجام المواقف التركية فى بعض الأوقات مع محور داعمى الأسد.

 

وفى واحدة من الزيارات المتبادلة بين الجانبين أبرمت سوريا وإيران الأسبوع الماضى، على هامش زيارة رئيس الوزراء السورى عماد خميس، إلى طهران 5 عقود فى مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والنفط والاتصالات، ولاستثمار أحد الموانئ السورية واعتبر خميس أن العقود تشكل نواة لتعاون ضخم بين البلدين فى مجال الصناعة والاستثمارات، لافتا إلى أن الآلية، التى تم فيها توقيع العقود تترجم العلاقة المتميزة بين البلدين، كما تعتزم إيران إنشاء ميناء نفطى فى سوريا.

 

كما أكد روحانى خلال لقاءه بعماد خميس على أن تشكل اجتماع أستانة بداية لمفاوضات "سورية – سورية" حقيقية وأن تثمر عن الوصول إلى ما يتوخاه الشعب السورى.

 

على صعيد آخر لا يزال الموقف التركى من بشار الأسد يحيطه الغموض، وقد نفى نائب رئيس الوزراء التركى محمد شيمشك تصريحات نسبت له، مفادها أن أنقرة لم تعد تصر على رحيل الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة، وقال "إنهاء النزاع في سوريا والعراق" أن "الولايات المتحدة لم تقم بما يقع على عاتقها، وتمكنت روسيا وإيران من تغيير الوضع في الميدان". يأتى ذلك فى وقت رحب مجلس الأمن الدولى، بالجهود التى تبذلها روسيا وتركيا لوقف نزيف الدماء فى سوريا، معتبرا اجتماع أستانة خطوة مهمة لاستئناف المفاوضات السورية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدف ملغى فى شوط سلبى بين تشيلسي ضد كريستال بالاس.. فيديو

موعد مباراة منتخب السلة فى ربع نهائي بطولة الأفروباسكت

حاصرونا بـ3 عربيات وطلبوا منا نركن علشان نقعد معاهم..نص التحقيق بواقعة فتيات طريق الواحات

تايسون وهاني خليفة وكاملة أبو ذكرى والسعدنى يشاركون فى وداع تيمور تيمور

تأجيل استئناف شهاب "بتاع الجمعية" على حكم حبسه سنتين لجلسة 7 سبتمبر المقبل


ترتيب الدوري المصري بعد نهاية الجولة الثانية.. المصري البورسعيدى يتصدر

باستوديو تحليلى من أرض الملعب.. "أون سبورت" تنقل مباراة منتخب ناشئى اليد أمام أيسلندا

الكوبرى العملاق.. شاهد أعلى كوبرى فى مصر بعد اكتماله.. صور

أخبار مصر.. غدا آخر موعد للتقديم بمرحلة تقليل الاغتراب عبر موقع التنسيق

حكاية "حنان" من عضو بالجماعة الإرهابية إلى داعية إسلامية.. عاشت بين الولاء لتنظيم الإخوان ونداء الضمير حتى خرجت من الجماعة ليس رفضا للدين بل بحثا عن الدين الصحيح.. كاشفة عن أسرار من قلب اعتصام رابعة


عزاء مدير التصوير تيمور تيمور اليوم فى الحامدية الشاذلية

مؤتمر صحفى مشترك بين وزير الخارجية ورئيس وزراء فلسطين أمام معبر رفح غدا

انفصالات متكررة.. سيلينا جوميز تمر بحياة عاطفية غير مستقرة مع 6 رجال

مواعيد مباريات اليوم.. قمة مان يونايتد ضد أرسنال ونانت أمام سان جيرمان

وزارة النقل تمد الخط الرابع للمترو لميدان الحصرى ومطار العاصمة الإدارية.. المرحلة الثانية تصل من الفسطاط للقاهرة الجديدة مرورا بجامعة الأزهر.. تشغيل المرحلة الأولى 2027 وتوريد أول قطار مايو 2026

الونش وصبحى على رادار المنتخب الوطنى فى معسكر سبتمبر المقبل

ما معايير لجان حصر مناطق الإيجار القديم في تحديد القيمة الإيجارية؟

التتبع الدوائى سلاح هيئة الدواء لمواجهة التهريب والغش الدوائى.. بدء التطبيق أول نوفمبر ويشمل المصانع والمخازن والصيدليات.. الدكتور على الغمراوى: هدفنا ضبط وحوكمة سوق الدواء وتأمين وصول الدواء للمرضى بأمان

الزراعة تعلن انطلاق حملة للتطعيم ضد عترة جديدة من الحمى القلاعية السبت المقبل.. الفيروس ينتقل بسرعة عبر الاتصال المباشر بين الحيوانات المصابة والسليمة.. ولا ينتقل عبر تناول اللحوم أو منتجات الألبان المطبوخة

إبراهيم عادل يترقب الظهور الأول مع الجزيرة الإماراتي تحت أنظار النني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى