تشكيليون يطالبون بمحاسبة مدير وأمناء "الفن الحديث" بعد سرقة لوحات محمود سعيد

أثارت سرقة لوحات الفنان محمود سعيد غضبا كبيرا داخل حقل الفنون التشكيلية، حيث طالب عدد كبير من الفنانين بمحاسبة مدير وأمناء بمتحف الفن الحديث، مؤكدين أنهم هم المسئولون عن حادث السرقة، نتيجة الترخى فى العمل وعدم الحفاظ على محتويات المتحف.

وقال الدكتور والفنان التشكيلى أشرف رضا، رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، إنه من المفترض أن جميع مخازن القطاع مأمنة بشكل متميز من خلال أنظمة أمنية حديثة مثل كاميرات المراقبة، إضافة إلى تواجد فريق أمنى مدرب على أعلى مستوى.

وأوضح أشرف رضا، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الخطأ الذى حدث فى متحف الفن الحديث هو ترك الجانى بدون متابعة من قبل أمناء المتاحف أثناء قيامة بعملية تصوير، مضيفا أن الخطأ الثانى الذى حدث هو السماح بعملية تصوير من الأساس.

وأضاف أشرف رضا: لا بد من أن تكون جميع المتاحف مجهزة بأسطوانات محملة بصور الأعمال الفنية بجودة وطباعة جيدة، إضافة إلى توافر "كتالوج" للوحات بشرط أن يكون "الكتالوج" لا يصلح للتكبير أو لنسخ الأعمال الفنية منع للتزوير.  

ولفت أشرف رضا إلى أنه أثناء توليه منصب رئيس قطاع الفنون التشكيلية عام 2011، قام بإعداد مشروع لتوثيق كل الأعمال الفنية فى متحف الفن الحديث، وذلك على أن يكون لكل لوحة بطاقة هوية عليها اسم الفنان وسنة العمل والمقاس والخامة وكل بيانات اللوحة، وذلك للحفاظ على الأعمال الفنية.

وأضاف أشرف رضا، أن الخمس لوحات التى سرقت من متحف الفن الحديث على وجه الخصوص، متواجدة فى الكتاب الدولى للفنان محمود سعيد الذى يشرف على إصداره الدكتور حسام رشوان، وقد صدر الأسبوع الماضى هذا الكتاب فى قاعة "كريستيز" للمزادات العالمية فى دبى.

وطالب أشرف رضا من قطاع الفنون التشكيلة، بمنع قيام الأشخاص بتصوير الأعمال الفنية، وتوفير كتالوج لكل متحف، وذلك لمنع محاولة السرقة والتزوير، وأيضا يطالب باكتمال مشروع توثيق الأعمال الفنية.

وفى السياق ذاته، أبدى الفنان التشكيلى والدكتور صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، تعجبه من تصرف أمناء متحف الحديث، بعد السماح بدخول شخص يقوم بتصور الأعمال الفنية دون مرافقة أى من الأمناء، كما ألقى اللوم على مدير متحف الفن الحديث لعدم تطلعها على تصريح الدخول، مطالبا بمحاسبة مدير المتحف والعاملين على هذا الخطأ الكارثى.

كما أشار صلاح المليجى، إلى ضرورة أن يكون أمين المتحف يقظا طوال الوقت، وذلك لآن المتحف يضم ثروة قومية ينبغى الحفاظ عليها، مضيفا أنه سعيد برجوع أعمال المسروقة والقبض على الجانى فى وقت قصير.

ومن جانبه استنكر الفنان التشكيلى، محمد عبلة، سرقة لوحات محمود سعيد، متسائلاً كيف ترك أمناء متحف الفن الحديث شخص يدخل المتحف دون تفتيش، وأيضا دون مراقبته أثناء قيامة بعملية استبدال اللوحات الأصلية بغيرها المقلدة، مضيفا أن هذه السرقة تعد سقطة أمنية خطيرة من قبل القائمين على المتحف سواء مديره أو الأمناء وأفراد الأمن.

وأوضح محمد عبلة، أنه لا بد أثناء عملية جرد جميع الأعمال الفنية المتواجدة فى متحف الفن الحديث، التأكد والتحقق من أصل جميع الأعمال الفنية، مطالبا الإعلان عن نتائج التحقيقات مع القائمين على المتحف أول بأول.

وأضاف محمد عبلة أنه لا بد من توافر مجلس أمناء من قطاع الفنون التشكيلية ومن المجتمع المدنى أيضا، وذلك لأن الأعمال الفنية تعد ثروة الشعب وليس ثروت قطاع الفنون فقط.