هل "أبوتريكة" أفضل من "فاطمة" بنت "رسول الله"؟!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم دندراوى الهوارى

وهل يمكن قبول مبدأ إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد؟!

 
سبحان الله، ما أشبه اليوم بالبارحة، فخلال الساعات القليلة الماضية، لا حديث فى مصر إلا أن محمد أبوتريكة، لاعب النادى الأهلى السابق، وكيف تجرأت محكمة جنايات شمال القاهرة وتقرر إدراج اللاعب "الفذ" ضمن 1500 شخص على قائمة الإرهاب، طبقا لقانون الكيانات الإرهابية، وذلك عقب اتهامهم بتمويل جماعة الإخوان الإرهابية، تسعى لتخريب وتدمير البلاد؟!
 
بالرغم أن نفس هؤلاء المتذمرين والساخطين والغاضبين، كانوا يهللون ويشيدون بالقضاء وشموخه أيما إشادة قبل قرار إدراج أبوتريكة والقيادات الإخوانية ضمن قائمة الإرهاب، بساعات قليلة، عقب صدور قرار المحكمة الإدارية العليا برفض الطعن على قرار بطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.
 
وأوجه الشبه بين اليوم والبارحة، أننى كتبت مقالا "البارحة" وتحديدا يوم الأحد 10 مايو 2015، أى منذ ما يقرب من عامين، بعنوان، "هل «أبوتريكة» أفضل من «فاطمة» بنت محمد رسول الله؟!"، عقب الضجة الضخمة، حينذاك، لقرار التحفظ على شركة سياحية مملوكة للاعب، واليوم، ونظرا لتشابه نفس التعاطف مع أبوتريكة، عقب إدراج اسمه ضمن قائمة الإرهاب أعيد نشر المقال، مع التعديل ليتوافق مع الحدث الجديد.
 
ووسط حالة الهياج العاطفى لجماعة الإخوان وذيولهم والمتعاطفين، لابد من التأكيد على أن القانون لا يعرف أبوتريكة أو غيره، ولا يمكن قبول مبدأ إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.
 
ومن المعروف أن اللاعب محمد محمد أبوتريكة، كل مجده أنه لاعب، يركل الكرة بقدمه، فيسجل هدفا فى «مباراة» ونظرًا لمهارته وإجادته فن «المراوغة» تمكن من أسر قلوب عشاق اللعبة المجنونة، وحقق من خلالها الحسنيين، الشهرة والمال معا.
 
إذن أبوتريكة لم يصنع مجدا علميا، أو صناعيا، أو نصرا عسكريا، ولكن هو مجرد لاعب كرة قدم، نال ما ناله من مال وشهرة، وكان قبل الثورة تربطه علاقة قوية بنظام مبارك، واستطاع كمراوغ أن يخفى انتماءه الإخوانى.
 
وبعد ثورة 25 يناير، كشف أبوتريكة عن وجهه الإخوانى الحقيقى، وتزعم خلية كبيرة فى النادى الأهلى ضمت الدكتور إيهاب على، طبيب النادى الأهلى السابق، وشقيق أيمن على مستشار الرئيس المعزول محمد مرسى، وهادى خشبة، وسيد عبد الحفيظ، وشريف عبد الفضيل، وأحمد عبد الظاهر، الذى رفع إشارة رابعة فى المباراة النهائية لبطولة رابطة الأبطال الأفريقية عام 2013، عند إحرازه هدفا، بجانب تجنيد الألتراس لخدمة الجماعة.
 
وعندما قررت لجنة حصر وإدارة أموال جماعة الإخوان التحفظ على ممتلكات أبوتريكة، بعد أن تبين مشاركته لأحد قيادات الإخوان المسلمين بالإسكندرية فى شركة سياحية، تمول الإخوان من بين 8 شركات أخرى اتخذتها الجماعة كواجهة لتمويل الجماعة، والألتراس، كما تقوم بتنظيم رحلات إلى تركيا بمبالغ زهيدة لا تتجاوز 4 آلاف جنيه، ثم إدراجه ضمن قائمة الإرهاب، هنا هبَ عدد من الوسط الرياضى، والألتراس، والإخوان، ونشطاء، ومتعاطفين "على أنفسهم" للدفاع عن أبوتريكة، وشنوا هجوما ضاريا ضد الدولة، وأشهروا سيوفهم فى وجهها، فى محاولة حثيثة لمنح أبوتريكة حصانة عدم المثول أمام القانون، وتمويل جماعة إرهابية، والتحريض على القتل، وإثارة الفوضى.
 
وكأن أبوتريكة أفضل من السيدة فاطمة، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجة على بن أبى طالب، وأم سيدى شباب أهل الجنة، الحسن والحسين، حيث قال والدها رسول الله: «وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أن فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».
 
وأتعجب من هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم خِصما وحَكما، وبدأوا الدفاع عن لاعب صدر بحقه قرار وليس حكما قضائيا، ويحق له أن يطعن بالنقض عليه خلال 60 يوما من صدور القرار، بتقديم ما يثبت براءته بالقانون، وليس بالصراخ والتهديد والوعيد، وإثارة الدوشة لتقنين الأوضاع.
 
الجميع يعلم أن محمد أبوتريكة إخوانى الهوى والتنظيم، وأعلنها بنفسه فى عشرات المناسبات، أبرزها عندما اعترف أنه يؤمن بمشروع الجماعة، والأستاذية لحكم العالم، وأنه داعم للمعزول محمد مرسى، ومشروعه النهضة، واعتراف قيادات الإخوان بأن مختار مختار وهادى خشبة ومحمد أبوتريكة أعضاء تنظيميين فى جماعة الإخوان، وهو اعتراف مسجل صوتا وصورة.
 
ومع ذلك تجد الإخوان وذيولهم والمتعاطفين "على أنفسهم"، يشوهون الحقائق بأنه قدم لمصر الكثير، مع أن الحقيقة أن مصر هى التى قدمت له المال والشهرة والنجومية، ولم يكن عالما فى الذرة، أو فى وكالة فضاء، أو خبيرا فى الاقتصاد، وإنما مارس لعبة من باب اللهو والمتعة الشخصية، وجلبت له مالا وفيرا وشهرة كبيرة.
 
أبوتريكة يا سادة ليس أفضل من فاطمة بنت محمد، وسيخضع للقانون، وأن مصيره مصير كل مواطن يخالف القانون، هذا هو مبدأ العدل والمساواة، يا دعاة الثورة والثورية، و«حكوك» الإنسانية!!.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأمازون على شفا كارثة.. حرارة وجفاف غير مسبوقين منذ 10 ملايين عام

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى

مركز المناخ: أمطار غزيرة على السواحل الشمالية تصل للسيول بشمال سيناء

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل


سباق مع الزمن داخل الزمالك لفك إيقاف القيد قبل ميركاتو يناير

محمد شريف وياسين مرعى ينتظمان اليوم فى تدريبات الأهلى

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر


تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مشاهد صادمة لفيضانات إقليم آسفى بالمغرب وارتفاع القتلى إلى 21.. فيديو وصور

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى