10 توصيات لـ"حقوق الإنسان بالبرلمان" حول دور الأيتام.. أبرزها تدريس مادة المواطنة للنزلاء لمنع استغلالهم سياسيا.. عقد برامج توعية للأطفال.. تفعيل دور وزارة التضامن الرقابى.. واستمرار الزيارات المفاجئة

• تقرير لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان يكشف: غرف  مبيت "جمعية أولاى" تشبه العنابر ورائحتها كريهة والحمامات تخلو من النوافذ.. ويؤكد: فتيات "رسالة" يشتكين من سوء معاملة موظفى "التضامن" وعدم كفاية الخبز

•  على عبد الونيس يطالب بتقديم بلاغ للنائب العام ضد "جمعية أولادى" ويصفها بـ"المؤسسة العقابية".. وعلاء عابد: زيارات مفاجئة للصعيد والوجه البحرى

قررت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، برئاسة النائب علاء عابد، خلال اجتماعها اليوم الأحد، تنظيم زيارات ميدانية مفاجئة لدور الأيتام فى محافظات الصعيد والوجة البحرى الفترة المقبلة، للوقوف على  مدى ملائمتها، وذلك بعدما استعرضت التقرير المبدئى لزيارتها الميدانية المفاجئة إلى جمعية دار أولادى "بنين" بحى المعادى بمحافظة القاهرة، وجميعة رسالة "بنين وبنات" بحى فيصل بمحافظة الجيزة.

علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان

وأوصت اللجنة فى تقريرها المبدئى الذى حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، بأن تفعل وزارة التضامن رقابتها على دور الأيتام لمتابعة أداء القائمين عليها، وتلبية كافة الاحتياجات الصحية والغذائية والنفسية والاجتماعية للأطفال واحترام خصوصيتهم، وتوفير الشروط الصحية فى المبنى والتهوية الجيدة والإضاءة ومياه الشرب ودورات المياه النظيفة، وتوفير غرف منفصلة للمشرفين عن أماكن إقامة ومعيشة الأطفال، والاهتمام بالملعب المخصص لمزاولة النشاط الرياضى، وتجهيز المطبخ والمطعم بالتجهيزات المناسبة والأدوات اللازمة لتحضير وحفظ الطعام، والتأكيد على الاهتمام بالوجبات المقدمة للأطفال، وضرورة أن تحتوى على بروتين حيوانى.

وشددت اللجنة، على أهمية توفير كافة إجراءات الأمن والسلامة والحماية المدنية، وعقد برامج توعيه للأطفال لدعم القيم المجتمعية والثقافية وتنمى لديهم روح المواطنة، وتدريس مادة المواطنة لنزلاء الدور، لتنمية غريزة الانتماء للمجتمع، منعا لاستغلالهم من قبل بعض تيارات العنف السياسى.

وطالبت اللجنة، وزارة التضامن الاجتماعى بمطالبة دور الأيتام بالإعلان عن ميزانيتها السنوية على موقع الوزارة، ومراجعة تراخيص دور الأيتام القائمة ومدى مطابقتها للائحة النموذجية للعمل بدار الأيتام وقانون الطفل، وعقد دورات تطوير مهارات التعامل مع الطفل، وتشكيل لجنة من الوزارة للتحقيق فى شكاوى الأطفال الخاصة بعدم حصولهم على شقق بنك الإسكان المخصصة لهم، وإحاله المتورطين لجهات التحقيق.

علاء عابد

واستعرض التقرير، ملاحظات اللجنة حول تفقدها لمقر جمعية "أولادى"، مشيرة إلى أن الدار مكونة من 4 طوابق وملحق بها ملعب، ويوجد بكل طابق غرف معيشة "شبيهة بالعنبر"، وملحق بكل طابق حمام مكون من 3 عيون، ولا يوجد سخانات فى حمامات الدار، وأن عدد النزلاء 112 طفلا.

ورصدت اللجنة فى تقريرها، خلو غرف مبيت الأطفال والحمامات من النوافذ، علاوة على وجود رائحة كريهة جداً بالغرف، ووجود أسرة مصنوعة من الأسمنت، ومراتب "بالية" رقيقة السمك، وأن المشرفين يبيتون فى غرف الأطفال، ولا يوجد لهم غرفا منفصلة كما تنص اللائحة النموذجية المنظمة للعمل بدور الأيتام، لافتاً إلى أن الدار تحتوى على مطبخ واحد فقط يعمل به 2 من الطباخين بما لا يتناسب مع عدد النزلاء بالدار، ويوجد بالمطبخ 3 ثلاجات خاوية تماماً من أى أطعمة أو معلبات، عدا ثلاحة واحدة كبيرة بها لحوم مجمدة.

جانب من لجنة حقوق الإنسان

وحسب تقرير اللجنة، فإن اللجنة وجدت غرفة خالية من الأجهزة الطبية يوجد بها طبيب لمدة 3 أيام فقط، والدار متعاقد مع مستشفى الفاروق التابعة إلى الجمعية الطبية الإسلامية، مشيراً إلى وجود استراحة بالدار، وعلى الرغم من وسعها نسبيا لا تحوى إلا على "كنبة" واحدة متهالكة وشاشة تلفزيون 17 بوصة، وكذلك وجود ملعب بأرضية أسمنتية غير مستوية لا تصلح لممارسة أى نشاط رياضى، فضلا عن كونها تشكل خطورة على الأطفال أثناء اللعب، حسب التقرير.

وأكدت اللجنة سوء مستوى النظافة والغذاء والأدوات المستخدمة فى الطهى، ما يهدد صحة النزلاء، علاوة على أن الغذاء غير كاف، وكذلك عدد المشرفين على الدار "غير كاف" لتهيئة المحيط الاجتماعى والمناخ الأسرى، وعدم توافر إجراءات الأمن والسلامة والحماية المدنية، حيث لا يوجد مياه أو حنفية لاستخدامها فى الإطفاء، ولا يوجد خراطيم مخصصة للإطفاء غير أن الطفايات معطلة، مشيرة إلى أنها تلقت شكاوى من بعض المتمتعين بالرعاية ممن كانوا نزلاء بالدار، لتضررهم من عدم حصولهم على الشقق السكنية المخصصة لهم من بنك التعمير والإسكان.

محمود رشاد

وطالبت اللجنة، وفقا للتقرير، القائم على الدار بإفادتها بعدد من التساؤلات منها عدد النزلاء وعدد المشرفين بالدار، وكشف الشقق المخصصة للدار، وبيان بأسماء شاغليها.

وفيما يتعلق بالزيارة الثانية إلى "جمعية رسالة" لفرعيها البنين والبنات، فأكدت أن موقع دار البنين فى شارع جانبى يصعب وصول سيارات الإسعاف والإطفاء إليه، مما يعرض حياة النزلاء للخطر، وعدم وجود مكان مخصص لممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية، وضعف الإضاءة، مشيرة إلى أن غرف المبيت جيدة من حيث التهوية والأثاث والتغطية والأرضيات، علاوة على وجود مكيفات وحمامات نظيفة، وارتداء الأطفال ملابس جيدة، وتلقى الأطفال تعليمهم بمختلف مراحل التعليم، ويتم إلحاق بعض المتميزين بالمعهد البريطانى، وتوفر الدار فرص الالتحاق بالأندية وأسر بديلة لاستضافة الأطفال.

وفى دار الفتيات، أكدت اللجنة أن موقعها أيضا فى شارع جانبى، ويوجد بها فتيات نزيلات تخطى عمرهن 25 عاما، ويشكين بعضهن من عدم كفاية الخبز المقدم فى الطعام، وأن بعض الفتيات اشتكين من سوء المعاملة من موظفى وزارة التضامن أثناء تفقدهم الدار، فيما توفر الدار فرص لتعلم الفتيات وتتقاضى كل فتاة مصروفا شهريا قدره 400 جنيه، وأن مشرفات الدار تتمتعن بمؤهلات علمية عالية.

جانب من لجنة حقوق الإنسان

من جانبه، أكد النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أهمية استمرار الزيارات المفاجئة لدور الأيتام، للوقوف على مدى صلاحية القائمين على هذه الدور فى التعامل مع الأطفال، مشيراً إلى أن الزيارة التى قامت بها اللجنة مؤخراً كشفت عن سلبيات عديدة فى جمعية "أولادى" بالمعادى مقابل أخرى إيجابية فى جمعية "رسالة".

وقال عابد "إن دار أولادى فى حى المعادى رغم أنها فى منطقة جيدة جداً، والمبنى الذى توجد  فيه يٌقدر بمئات الملايين، إلا أنه بالداخل لا توجد شبابيك للنوافذ رغم أننا فى "عز البرد"، والسخان غير جيد، ولا يوجد ضابط ولا رابط".

جانب من لجنة حقوق الإنسان

وأضاف عابد: "لا ألقى اللوم على القائمين على الدور فقط، إنما المجتمع أيضا، لافتا إلى أن الأمر على النقيض تماماً داخل جمعية رسالة، التى يتميز الأولاد فيها بالالتزام والانضباط والتدين، علاوة على مشاركتهم فى كثير من الرياضيات". 

وتابع "عابد"، أن الزيارات المفاجئة من شأنها تحقيق الردع الخاص والعام، لأنها تجعل جميع العاملين بتلك المؤسسات يشعرون بأن هناك رقابة فعلية، مشيرا إلى أن اللجنة ستقوم بزيارات مفاجئة لصعيد مصر فى ضوء زياراتها الميدانية التفقدية.

اجتماع لجنة حقوق الإنسان

وأكد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن الزيارة التى ستكون برئاسته تضم 10 نواب، منهم أعضاء مجلس النواب عن المحافظات التى ستقع فيها الزيارة، وأعضاء آخرين من اللجنة بينهم النائب محمد الكومى، وعلى عبد الونيس، ومجدى سيف، وشريف الوردانى، وآمال طربية، وعلى بدر. 

فيما طالب النائب على عبد الونيس، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بتقديم بلاغ للنائب العام فى ضوء الزيارة التى قامت بها اللجنة مؤخراً لجمعية أولادى للأيتام بالمعادى.

وقال عبد الونيس، إن هناك تبرعات "رهيبة" على حد قوله، تدخل إلى هذه الجمعية، متسائلا: "من يحاسبهم؟.. إحنا كنا فى إصلاحية أو مؤسسة عقابية مش دار أيتام"، مضيفا: "إحنا قابلنا مسجل سرقات فى هذه الدور".

اجتماع اعضاء اللجنة

من جانبه، طالب النائب محمد ماهر، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، بحصر جميع الجمعيات ودور الأيتام غير المشهورة وزيارتها، قائلا: "للأسف بعض هذه الجمعيات أصبحت تنشأ كسبوبة لجمع المال".

وأكدت النائبة سلوى أبو الوفا، أهمية الرقابة على دور الأيتام، واستمرار الزيارات الميدانية،  وهو ما أكد عليه أيضا النائب محمود رشاد، عضو اللجنة، مشدداً عىى أن زيارات اللجنة تعتبر سابقة جيدة، مع استكمال الزيارات إلى دور الأيتام والمستشفيات.