أنور الرفاعى يكتب: عندما تكون ضرورات التعديل الوزارى مطلبا شعبيا.. الحكومة أصبحت مترهلة وعبئا على الرئيس وبلا إبداع.. ومصر بحاجة إلى تعديل فى السياسات وليس تغيير وجوه بأخرى

أنور الرفاعى
أنور الرفاعى

تزايد فى الأيام الأخيرة الحديث عن تغيير وزارى، وهل هو تعديل وزارى، أم تغيير الحكومة، وكان لصفحات التواصل الاجتماعى دور بارز ومهم فى هذا الجانب، ولم يأت الحديث عن ضرورة التغيير إلا بعد أن تبين المواطن من أداء بطىء لبعض الوزارات، مما انعكس على الصورة الكلية لمجلس الوزراء بالكامل، فكثير من المواقف ظهرت الحكومة ضعيفة وليست لديها القدرة على الإبداع فى مواجهة الأزمات، خاصة الأزمات الاقتصادية التى تثقل كاهل المواطنين، بل إن بعض الوزراء يزجون بالحكومة فى معارك جانبية تأخذ من رصيدها، وبات ضخ دماء جديدة فى صفوف الحكم أمرا ضروريا ومهما لتحقيق رؤية التقدم والتنمية.

 

كان التعديل الوزارى فى فترات الحكم السابقة يمثل تحديا كبيرا فى الشارع المصرى، فكنا نتحدث ونطالب بضرورة تعديل وزارى، ويضج الشارع ويصرخ، إلا أن الرئيس كان فى الماضى يتحدى الشارع، ويحمى رجاله، ويتركهم فى السلطة حتى ولو كان أداؤهم بطيئا وسيئا، ولكن الأمر الآن مختلف لأن الرئيس يتواصل مع أنات الشارع، وعندما أدرك الرئيس أن تعديل الحكومة بات مطلبا شعبيا كانت التوجيهات تسير فى اتجاه التعديل إيمانا من أن الشارع المصرى هو الحكم فى تقييم أداء الحكومة.

 

إن هذه الحكومة صارت تمثل عبئا على الرئيس، وظهر أمام المواطن أن المسافة بين الرئيس والحكومة تحولت إلى مسافة بعيدة، لدرجة أن البعض وصف المشهد بأن هذه الحكومة ليست لديها القدرة على مواصلة الماراثون مع الرئيس فى طريقة عمله وأدائه اليومى السريع.

 

الحكومة الآن تنتظر الرئيس ليصدر توجيهاته للوزراء، وهو الأمر الذى يعيدنا للوراء عندما كانت كل القرارات الوزارية وحركة أعضاء الحكومة تقوم كلها على عبارة "بناء على توجيهات الرئيس"، فى الوقت الذى تجاوزنا فيها هذه المرحلة ليكون الوزراء أصحاب قرار ورأى وموقف.

 

إن هذه الحكومة بضعفها وترهل قراراتها تؤدى إلى ضياع ما تحرزه السلطة من تقدم على مستويات مختلفة، خاصة فى محاربة الفساد، واستحداث رؤى شاملة وموضوعية لمواجهة أزماتنا الاقتصادية التى باتت هى الترمومتر الذى يقاس به أداء الحكومة عليه.

 

وبعض الوزراء ما زالوا حتى الآن لم يدركوا بعد أنهم أصبحوا فى موقع المسئولية، وإن كثيرا منهم ما زالوا يعيشون حالة الانتشاء بالسلطة، ولم يتعرف بعد على احتياجات وزارته، وهذا النوع من الوزراء يعيشونها حالة من الوجاهة وليست حالة من المسئولية.

 

مصر قد انتقلت من حالة مكافحة الإرهاب إلى حالة بناء ما خلفه هذا الإرهاب الأسود، لتصدق مقولة "يد تبنى ويد تحمل السلاح"، ولم يعد هناك مكان للأصوات الحنجورية ولكن المكان يتسع لأصحاب الرؤى، والأداء تحت ضغط، من أجل بناء مصر الحديثة.

 

يتبقى التأكيد أن المطلوب فى التعديل الوزارى ليس تغييرا للأشخاص الذين لم يكونوا على قدر المسئولية، ولكن مصر الآن بحاجة إلى تعديل وتغيير فى السياسات، نعم هناك وجوه لا بد وأن ترحل، ولكن الأمر لا يتوقف عند تغيير وجوه بوجوه، مصر بحاجة إلى وزراء مبدعين، فالمرحلة مرحلة نضال وعمل وليست مرحلة وجاهة وكسل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد شاهين يطرح أغنيتين جديدتين.. اعرف التفاصيل

لاريجانى: نحن لا نتدخل فى الشئون الداخلية للبنان لكننا نقف إلى جانبهم

أوليانوف: لروسيا الحق فى الحصول على ضمانات أمنية كما تطالب أوكرانيا

انطلاق مباريات الجولة الثالثة للدوري المصري الممتاز غداً

الأغذية العالمى: نصف مليون شخص فى غزة على شفا المجاعة


هل يفلت المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين من المؤبد؟ .. اعرف التفاصيل

مها عبد القادر تكتب: وهم إسرائيل الكبرى بين الغطرسة الاستعمارية وحتمية الأفول التاريخي.. الاحتلال يتخفى خلف شعارات مضللة منها الأمن القومي ومعادة السامية

محافظ الفيوم: إنشاء مستشفي جديد بيوسف الصديق بطاقة 5 آلاف سرير لخدمة أهالي المركز.. 5 ملايين جنيه لتطوير الخدمات بمستشفي الرمد وتطوير قسم جراحات الشبكية.. والمحافظة تستقبل كل جراحات القلب بمنطقة شمال الصعيد

سامح حسين يعلن وفاة الطفل حمزة ابن شقيقه عن عمر يناهز الـ 4 سنوات

إعلام عبرى: نحو مليون إسرائيلى تظاهروا الأحد لمطالبة الحكومة لإنهاء حرب غزة


جهود متواصلة لتطوير قرية دهتورة بزفتي فى محافظة الغربية.. تأهيل الطريق والكوبري المؤدي لقناطر الـ 50 عين لجذب السياحة الداخلية.. وأهالي زفتي يخرجون لقضاء أوقات الاستجمام على ضفاف النيل.. صور

أخبار 24 ساعة.. تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكيًا

سان جيرمان يبدأ رحلة الدفاع عن اللقب بفوز صعب أمام نانت بمشاركة مصطفى محمد

وزارة النقل تشغل القطار الخامس لتسهيل العودة الطوعية للأشقاء السودانيين.. صور

تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكياً

"يديعوت أحرونوت": إسرائيل تدرس شن هجوم على مدينة غزة

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

إحالة أوراق المتهم بخطف طفل وهتك عرضه بالشرقية للمفتى

الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى