أستانة تنتصر لصوت الميدان على شعارات الساسة.. الفصائل المسلحة تطيح بالمعارضة السياسية وتجتمع بالحكومة السورية.. تمتلك ضمانات تنفيذ التسوية.. والأسد يمنحها شرعية لسحب البساط من تحت أقدام السياسيين

الرئيس السورى بشار الأسد
الرئيس السورى بشار الأسد
كتبت آمال رسلان

لم يعد للمعارضة السياسية فى سوريا وزنا، ولم يبق لها ما تملكه عقب خمس سنوات من الخلافات والانقسامات على زعامة واهية، هذا التناحر فيما بينها أدى إلى تسليم زمام الأمور إلى الفصائل المسلحة التى استطاعت التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة مؤخرا، واضحت – بلا خلاف - لها الكلمة العليا على الأرض وتستطيع الالتزام بأى اتفاق مستقبلى مع الحكومة السورية.

 

فمحادثات الأستانة التى تنطلق خلال ساعات بمثابة شهادة وفاة للمعارضة السياسية فى سوريا الغارقة فى خلافات داخلية، حيث يجلس على طاولة المفاوضات - وللمرة الأولى -  وجها لوجه مع حكومة الرئيس السورى بشار الأسد وفد يمثل أكثرية الفصائل المسلحة والتى لها ثقل ميدانى وفى حالة اشتباك مباشر مع قوات الجيش السورى، وهو ما يعد تطوّراً مهماً فى مسار الصراع.

 

وعلى الرغم من أن المسار المرسوم سلفا لمحادثات الأستانة من قبل الأوصياء الدوليين فى موسكو وأنقرة وحتى طهران يؤكد أنها ستبحث فقط فى تثبيت وقف إطلاق النار، وكخطوة تمهيدية لمؤتمر جنيف 3 المنتظر التئامه فى 8 من الشهر المقبل لبحث التسوية السياسية، إلا أن محادثات اليوم ستلقى بظلالها على أى خطوات مستقبلية.

 

مؤشرات عديدة تؤكد أن النظام السورى قد يرى فى أستانة فرصة جديدة ليجد مفاوضين قادرين على اتخاذ زمام الأمور بخلاف من جلس معهم سابقا سواء من الهيئة العليا للمفاوضات أو الائتلاف السورى، ومن خلال الحل العسكرى تنفذ التسوية السياسية، والدليل على ذلك اختيار النظام للسفير بشار الجعفرى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة لرئاسة وفدها للمفاوضات.

 

وهو دبلوماسى وسياسى مخضرم خاض على مدار 6 سنوات مئات المعارك السياسية ما بين قاعات الأمم المتحدة دفاعا عن سوريا، وهى مفارقة قوية لاختيار شخصية بتلك السمات للخوض فى مفاوضات من المفترض أنها ذات طابع عسكرى ومع فصائل مسلحة، مما يؤشر على المحادثات داخل الغرف المغلقة فى العاصمة الكازخستانية قد تخوض فى تفاصيل مغايرة لما هو معلن عنه فقط.

 

 القوة العسكرية على الأرض أكدت منذ اندلاع الأزمة أنها الورقة الرابحة وما عداها بلا جدوى، وهو الدرس الذى استوعبة النظام السورى وربما القوى الدولية التى احتضنت المعارضة السياسية وأخفقت فى نهاية المطاف لإدارة الأزمة، حيث تم اختبارها فى جنيف 1 وجنيف 2 و كان هناك دوما تباين فى الآراء بين السياسيين والمسلحين ينتهى بالغلبة للطرف الأخير، وعقب اجتماعات ومفاوضات وجهود دولية وكُلفة إنسانية تحملها الشعب السورى فشل السياسيين فى إرساء قواعد تسوية سلمية.

 

 فالهيئة العليا للمفاوضات والتى تضم أكبر تجمع سياسى للمعارضة السورية تحظى بتراجع كبير وخاصة على مستوى الدولى وانقسامات داخلية تهدد بنيانها، حتى أنها لم تعد محتكرة للشرعية كما كان فى السابق، فضلا عن خروج عدد من الفصائل المسلحة من تحت مظلتها، مما جعل خياراتها محدودة ولم تعد تمتلك أدوات للمناورة والضغط السياسى، وهو ميزة أخرى تضاف للفصائل المسلحة.

 

واليوم إذا أدت أستانة إلى مخرجات ونجح كلا الطرفين النظام والفصائل المسلحة فى العبور من خلالها نحو جنيف 3، فمن غير المتوقع أن يكون هناك للمعارضة السياسية وزن بعد أن فشلت فى فرض كلمتها، ووقتها سيكون على السياسيين التنحية جانبا وإفساح المجال لمن له سطوة فى الميدان.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الراجل يقرب يا خونة.. مصريون يتصدون لتجاوزات الإخوان أمام سفارة مصر بهولندا.. فيديو

الداخلية تضبط 2 تيك توكرز تقدمان محتوى رقص بحوزتهما أقراص مخدرة.. فيديو

الأهلي يستفسر من لجنة الحكام عن سبب طرد محمد هاني فى مباراة فاركو

فيلم ريستارت يحتل المركز التاسع ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

جوهرة المتوسط.. موقع سفر عالمى: العلمين الجديدة تنافس أهم وجهات السياحة الأوروبية


الزمالك يتفوق على المقاولون فى القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة.. إنفوجراف

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

كواليس استبعاد 7 لاعبين من الزمالك أمام المقاولون.. بانزا والجزيري الأبرز

فيلم درويش لـ عمرو يوسف يحقق 8 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض بالسينمات

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور


غلق شارع 26 يوليو لتنفيذ مونوريل وادى النيل -6 أكتوبر.. اعرف تحويلات المرور

علشان تختار لابنك صح.. أبرز 10 فروق بين البكالوريا والثانوية العامة

أشرف داري يواجه شبح الرحيل عن الأهلي خلال ميركاتو الشتاء

عيد ميلاد مادونا.. ما لا تعرفه عن قصة حبها مع مايكل جاكسون وسبب عدم زواجهما

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

30 أغسطس محاكمة المتهمة بالتشهير بفنانة على السوشيال لحضورها من محبسها

غزل المحلة يتسلح بالجماهير أمام سموحة اليوم في الدورى

برشلونة يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري الإسباني ضد مايوركا

التفاصيل الكاملة لحكاية "بتوقيت 2028" بطولة هنادى مهنا قبل عرضها الليلة

ترامب: أمنح لقائي مع بوتين في ألاسكا تقييم 10 على 10

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى