كيف تنجح الحكومة فى زيادة الصادرات إلى أفريقيا؟.. مطالب بالتوجه للشرق الأفريقى للمزايا الجمركية للمنتجات المصرية.. 1% حجم الصادرات نتيجة عدم تفعيل الاتفاقيات.. وعلامات استفهام حول المجالس التصديرية

طارق قابيل وزير التجارة
طارق قابيل وزير التجارة
تحليل يكتبه عبد الحليم سالم
تناست الحكومة فى أواخر عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك أن هناك سوقًا أفريقيًا كبيرًا وواعدًا تربطنا به اتفاقيات تجارية متنوعة مثل الساداك والكوميسا وشرق أفريقيا، والنتيجة أن السوق الذى كان "خام" يحتاج إلى السلع والمنتجات والتكنولوجيا بات ملعبًا مفتوحًا للعديد من الدول البعيدة عنه التى استغلت فراغه بما يساهم فى زيادة الصادرات الخاصة بها.
 
وبشكل قاطع أثرت السياسة على الاقتصاد فتجاهلت الحكومة أهمية فتح السوق الأفريقى أمام الصادرات المصرية رغم وجود المجالس التصديرية ومجالس الأعمال ومكاتب التمثيل التجارى، والدور الرئيسى لها التصدير وتسهيل مهمة رجال الأعمال.
 
وبعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى سدة الحكم تغيرت النظرة، ولمَ لا وأول زيارة خارجية قام بها الرئيس كانت لعدد من دول القارة ما أعاد إلى الأذهان مجد عبد الناصر القديم فى دول القارة والمكانة الكبيرة لمصر فيها.
 
الرئيس وجه الحكومة بضرورة التوجه إلى القارة شكلاً وموضوعًا، وبالتالى بدأت الحكومة فى السعى لاستعادة مكانة مصر مجددًا، والسعى لفتح أسواق جديدة فى القارة.
 

والسؤال كيف يمكن للحكومة النجاح فى القارة فى ظل المنافسة الدولية؟

 
الإجابة تقتضى أن تحدد الحكومة ممثلة فى وزارة التجارة والصناعة وأيضاً وزارة الاستثمار خطتها فى القارة وأهدافها على المستويين القريب والبعيد.
 
الأهم أن تركز وزارة التجارة على الدول الغنية نوعًا ما، ومثلاً لا يمكن قبول قيام الوزارة بفتح مكتب تمثيل تجارى فى دولة مثل جيبوتى تعتمد على المنح والمساعدات وتترك دول الشرق الأفريقى الغنية.
 
وإذا أرادت وزارة التجارة والصناعة الاستفادة بشكل مباشر من القارة عليها أولاً التوجه إلى دول الشرق الأفريقى القريبة من الساحل، ومن نهر النيل ومنها كينيا وأوغندا ورواندا وبورندى والكونغو وزامبيا ثم أنجولا، لأن نقل البضائع لها لا يتجاوز أسبوعًا فى حين نقل البضائع لدول الغرب الأفريقى يحتاج إلى 45 يومًا تقريبًا.
 
لابد أن يكون التوجه لأفريقيا شرقًا بالدرجة الأولى وليس غربًا لاعتبارات عديدة أولاً حوض وادى النيل، ثانيًا قرب المسافة من ناحية النقل، ثالثًا أنها دول ضمن اتفاقية الكوميسا، وفيها مزايا جمركية للمنتجات المصرية.  
 
إذن التوجه إلى الشرق الأفريقى مهم للغاية لتسهيل نقل البضائع والانطلاق منها إلى الغرب الأفريقى وأيضًا الاستفادة من نهر النيل بشكل كبير فى النقل هذا فى المرحلة الأولى.
 
وتزامنًا معها لابد من توسيع التجارة مع دول الشمال الغربى الأفريقى بداية من ليبيا إلى الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا.
 

والسؤال هل تأخرت الحكومة فى التوجه بالصادرات المصرية بشكل مكثف إلى أفريقيا باعتبارها من الأسواق المهمة والتى تربطنا بها علاقات قوية؟

 
الإجابة نعم.. تأخرنا كثيرًا فى الاستفادة من استغلال السوق اللأفريقى الكبير فى تسويق المنتجات والصناعات المصرية ما دفع دول أخرى إلى استغلال السوق بشكل كبير للغاية، وبالأرقام فإن صادرات مصر إلى القارة لا تتجاوز سنويًا 1.2 مليار دولار فى حين تستورد دول القارة بـ278 مليار دولار سنويًا، كما أن دول شرق أفريقيا تعتبر المستورد الأفريقى الأول من دول العالم بإجمالى صادرات تصل لـ86 مليار دولار سنويًا، إلا أن إجمالى الصادرات المصرية إليها لا تتجاوز 620 مليون دولار سنويا.
 
وهذا يدل على البعد الكبير للمنتجات المصرية عن القارة وتمثل فقط نحو أقل من نصف بالمئة من واردات القارة ونحن فى قلبها من خلال نهر النيل والعلاقات التاريخية.
 
وإذا كانت أرقام صادرات العام الماضى تحسنت بشكل نسبى حيث بلغت الصادرات لدول الكوميسا 18 دولة بخلاف مصر نحو 1.4 مليار دولار، بلغت الصادرات الإجمالية لقارة أفريقيا نحو 2.8 مليار دولار، إلا أنها لا تمثل إلا 1% فقط من السوق الأفريقى.
  
وإذا كانت الحكومة تتخذ من المجالس التصديرية ومجالس الأعمال ذراعًا للتوغل فى القارة، فلابد أيضًا أن تراقب الحكومة أداء بعض المجالس التى تحولت إلى السعى للحصول على دعم الصادرات بغض النظر عن حجم الصادرات، بل وتسعى لانفاق ما تحصل عليه فى مجاملات ومطبوعات لا يقرؤها أحد ما يستدعى رقابة الحكومة عليها بشكل قاطع، ومراجعة ميزانيات هذه المجالس وأعداد من يتم سفرهم فى المعارض الدولية وأغلبها يتم بالمجاملة.
 
ولا شك أن أموال المجالس التصديرية هى أموال عامة ما يستدعى الرقابة عليها وعدم إنفاقها فى غير مواضعها خاصة أن أرقام الصادرات للعديد من المجالس لا تقارن بحجم الدعم المقدم لها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسماعيلى آخرهم.. 8 أندية تعلن عن مدربيها استعداداً للموسم الجديد

الطقس اليوم السبت 5-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

التعليم: تحصيل 50 جنيها مقابل خدمة التعليم التفاعلى و25 جنيها للمنصات

موسم رحيل الأساطير فى ملاعب العالم.. شيكابالا ومعلول ومودريتش الأبرز

انطلاق ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ.. وفتح باب تلقى أوراق المرشحين اليوم


تفاصيل ظهور شيرين رضا فى فيلم الشاطر مع أمير كرارة وهنا الزاهد

سيناتور أمريكية تدعو لوقف تسليح أوكرانيا

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

تفاصيل العثور على جثة عامل داخل شقة فى الوراق


اليوم عاشوراء.. صيامه سنة نبوية تكفّر ذنوب عام مضى

تصل إلى الحبس 7 سنوات.. عقوبة تنتظر السائق المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى

فيضانات تكساس.. 6 قتلى و20 فتاة مفقودة وسط استمرار جهود الإنقاذ

3 حالات يجوز فيها للطفل الحصول على معاش شهرى.. تعرف عليها

قدم الآن.. فرص عمل فى تأمين محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه

أزمة التأشيرات تقرب بيراميدز من معسكر تركيا

تعرف على تطورات محاولات الأهلي لتدعيم الدفاع الأحمر فى ميركاتو الصيف

فلومينينسي ضد الهلال.. شباك الزعيم تستقبل الهدف الثانى فى الدقيقة 70 (فيديو) وصور

أحزاب القائمة الوطنية من أجل مصر تجتمع الاثنين لاستكمال استعداداتها لانتخابات الشيوخ

المقاومة تُلقن الاحتلال درسا فى الشجاعية.. كمين محكم من حقل ألغام وصواريخ موجهة تضرب قوة إسرائيلية من 30 جنديًا.. ووزير الدفاع الإسرائيلى يعترف: تلقينا ضربة موجعة فى يوم هو الأصعب منذ بداية الحرب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى