المحتكرون للثورية والوطنية.. هم الخطر فاحذرهم

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم محمد الدسوقى رشدى
أن أردت النجاة لمصر، اطلب من رب السموات والأرض أن يرحم أهلها وشعبها الطيب مرتين، الأولى من هؤلاء الذين جعلوا 25 يناير صنما من عجوة يعبدونه وكأنه كامل الألوهية بلا أخطاء لا يقبل نقدا ولا مراجعة، والثانية من هؤلاء الذين جعلوا من 25 يناير شيطانا يكرهونه ويتمنون لو رجموه حتى ولو سقطت حجارتهم على رأس الوطن نفسه.
 
لا حقيقة مطلقة فى السنوات الست الماضية سوى هذا الوطن، وهؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجله سواء كانوا مجندين صغارا أو مدنيين حلموا بمستقبل أفضل أو ضباط شرطة وجيش يخوضون حربا متواصلة لسد الثغرات التى فتحتها معارك المصالح والابتزاز منذ 25 يناير 2011 وحتى هذه اللحظة.
تعيش مصر فى المنتصف بين ميدانين، الأول لبقايا أهل 25 يناير، والثانى لتجمع المصالح الذى استعاد شبابه بعد 30 يونيو، ولكل ميدان متطرفوه ومجانينه من البشر، وفى كل ميدان منجنيق يقذف حجارة التخوين والعمالة والإساءة والإهانة على الآخر.
 
فى منتصف تلك المعركة التى يصنعها الباحثون عن مكاسب شخصية لا تحصل مصر سوى على التدمير، تدمير نسيجها المجتمعى، وتدمير ما تبقى لها من وقت لإنقاذ وطن خربه فساد مبارك، وفتته طمع وسذاجة مرسى وجماعته الإرهابية، وأنهكته أيام ما بعد الثورة، وأرهقته مراهقات وميوعة من يحتكرون لأنفسهم مصطلح الثوار، أو شباب الثورة وكأن أحدا غيرهم لم ينزل الميادين أو يشارك فى حلم التغيير.
 
العقل يقول، إن مصلحة مصر أهم من مراهقى ومحتكرى الشرف والحقيقة من أبناء الفئة الأولى، وأعظم شأنًا من الرغبة الانتقامية للفئة الثانية، ولذا تبدو اللحظة مناسبة الآن لإطفاء هذه النار بحسم وقوة، بإهمال وتجاهل وإعلاء التبرؤ من كل الخارجين عن ما أقره الدستور بخصوص 25 يناير، وكل من لا يريد الاعتراف بأن ثورة 25 يناير، أصابها ما أصابها من عطب، أو خروج عن المسار، أو سوء استغلال.
 
السياسيون، أو من يدعون أنهم كذلك، وبعض المثقفين وأهل الإعلام، انقسموا على أنفسهم بعد 30 يونيو إلى فريقين، وكل منهم ارتدى فانلة غير الأخرى، وطبع نفسه بطبائع جماهير الدرجة الثالثة، وتركوا المباراة، وتفرغوا لتبادل الاتهامات والشتائم والسباب.
 
غرقوا فى مستنقع «سيب وأنا سيب»، و«ثورتنا أحسن من ثورتكم»، وأصبحت شعائر المعركة بين ممثلى 25 يناير و30 يونيو واحدة من مسببات الشهرة، يقتات بعض الكتاب والمذيعون على سب 25 يناير، كما يقتات بعض السياسيين والنشطاء من نغمة الثورية ودفع الأذى عن الثورة، بينما فى المنتصف تقف مصر مشلولة، ومشغولة بمعركة هامشية تهدر وقتها المفروض تخصيصه للتنمية، وتأسيس مشروع ديمقراطى جديد.
 
فى 1996 أنتج التليفزيون المصرى «أوبريت» استعراضيًا شهيرًا للفنانة نيللى بعنوان «اللعبة»، وعلى مدار السنوات الست الماضية يعيد عدد من أهل السياسة والإعلام والنشطاء ومحتكرو صكوك الثورية والوطنية إنتاج نفس الأوبريت، ولكن بوجوه لا تحمل أبدًا نفس براءة، ولا بشاشة نيللى، وجوه تكسوها ملامح المصلحة والهستيريا والصراخ، ولكنهم يفعلون كما فعلت نيللى مع الأطفال فى الأوبريت.
 
كل طرف منهم أمسك بأطراف ثورة 25 يناير، و30 يونيو وتجاذبوا الشد وهم يغنون: «اوعى سيبى اللعبة بتاعتى - لا دى بتاعتى - يا سلام ياختى - متشدش طب يلا سيبيها - لا دى بتاعتى - لا دى بتاعتى - ما تشدش - ما تشديش إنتى»، مستمرين فى فعل ذلك حتى انقطعت أوصال هذا الوطن مثلما تمزقت أوصال اللعبة وخرج من جوفها من أعاد تربية الأطفال.. فهل يتحرك أحدهم لإسكات هذه الأفواه التى لا تكل ولا تمل من توجيه قاذورات الشتائم والاتهامات بالعمالة والتخوين؟ أم نستمر فى عملية التراشق حتى يخرج لنا من أسفل حجارتها وشتائمها مارد يعيد تربيتنا جميعًا بسوط الصمت، ورغبة الشعب فى الخلاص من تلك المعركة الهامشية.
 
يقول العقل، إن توقف الحرب، وإخماد نيران المصالح خير ألف مرة من أن تستمر حرب لن نحصد من خلف استمرارها مشتعلة سوى خراب وطن.. ولكنهم لا يسمعون!
 
من حق أى مواطن مصرى أن يعلن تحفظه على مسار 25 يناير، كما من حق أى مواطن مصرى أن يفخر بـ25 يناير كثورة شعبية اشتعلت من أجل الإصلاح، ولكن ليس من حق أحد حتى ولو جاء لنا بمليون صورة له داخل ميدان التحرير، أو مليون صورة وهو فى مسيرات الزحف ضد الإخوان فى 30 يونيو أن يستمر فى ابتزاز هذا الوطن وشعبه تارة، محتكرا الوطنية بصفته ثائرا فى يناير، وتارة أخرى محتكرا الوطنية بصفته ثائرا فى 30 يونيو، مصر أبقى من الجميع وتحتاج للجميع، وظرفها الزمنى الآن لا يتحمل وجود مواطنين فى صورة أعباء تثقل كاهلها المتعب بمعارك المصالح الشخصية والبحث عن السلطة والنفوذ.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

ليفربول يحتفل بإنجازات محمد صلاح التاريخية فى موسم 2024-25

أسد الحملاوى يرد على شلاسك البولندى بعد اتهامه بالهروب من معسكر الفريق

الداخلية تضبط سائقين يسيرون عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو

السماء تمطر أموالا.. هليكوبتر تسقط دولارات على "روح" مواطن أمريكى.. فيديو


صراع الكبار فى مونديال الأندية 2025.. باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى لقاء نارى.. ميسي فى مواجهة التحدى والذكريات أمام إنريكي.. وملحمة أوروبية لاتينية بين بايرن ميونخ وفلامنجو لخطف بطاقة ربع النهائى

جيش الاحتلال يعلن مقتل رقيب في الكتيبة الهندسية 601 بمعارك شمال غزة

إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

بث مباشر.. مباراة مصر وألمانيا فى ختام تحديد مراكز بطولة العالم لشباب اليد

الأهلي يُخطر وسام أبو علي بموقفه النهائي من عروض الرحيل


رئيس الوزراء يوجه بإعفاء كامل من المصروفات الدراسية لأسر الـ19 شهيدة بحادث المنوفية

تداعيات حادث المنوفية.. مجلس النواب يكتسي بالحزن على وفاة 19 فتاة.. بدء الجلسة العامة بدقيقة حدادا على أرواح الضحايا.. نواب يلقون بيانات عاجلة ومطالب بمحاسبة المقصرين.. والحكومة: لن نتهاون مع المهملين

حقن مضادة للشيخوخة ولعب اليوجا.. تعرف على سبب وفاة شيفالي جاريوالا

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

بنفيكا ضد تشيلسي.. ماريسكا: أمريكا لا تصلح لاستضافة مباريات كرة القدم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى