د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الشك أحيانًا سبب النجاة

داليا مجدى عبد الغنى
داليا مجدى عبد الغنى
هل نختلف على أن هناك الكثير من الأشخاص الذين دائمًا ما تُساورهم الشكوك والريبة من كل حدث يحدث لهم أو أمامهم، فهم دائمًا متشككون، خائفون، يظنون السوء بكل من حولهم، ولكن قبل أن نتعرف على تاريخهم، فربما مروا بالكثير من الأحداث التى أصابتهم بالخوف والفزع من نوايا الآخرين تجاههم، وربما حالفهم سوء الحظ لفترات طويلة فى حياتهم، جعلتهم لا يثقون فى حظهم أو بختهم ؛ لذا يُنقبون وراء الكلام والأحداث ؛ ظنًا منهم أنهم بذلك يتقون شر ما قد يحدث لهم، فالأسباب كثيرة، ولا يُمكن حصرها، ولكن لا يُوجد مرض بلا أسباب، وخُصوصًا المرض المُسيطر على العقل أو النفس، فهو دائمًا محل سبب إما وراثى أو حياتى، وللعلم قد يُصاب أكثر الناس ذكاءً أو نجاحًا، أو عقلاً، بأحد هذه الأمراض ؛ لأن هذه النوعية من الأمراض، من الممكن أن يتعايش معها الإنسان بين البشر، فهى تُؤرقه وحده، رغم أنها قد تُؤثر على المحيطين به، إلا أنها جزء من التركيبة الشخصية للإنسان، أى أنها فى تكوينه، فهذا الشخص دائمًا ما يشعر أن أى موضوع أو حكاية فيها "إنَّ"، ويبحث عن "إنَّ" ؛ حتى يتوصل إذا كان شكـه فى محلـه أم لا.
وأصل عبارة "الحكاية فيها إنَّ"، يرجع إلى رواية طريفة، مصدرها مدينة حلب، فلقد هرب رجل اسمه "على بن منقذ" من المدينة ؛ خشية أن يبطش به حاكمها "محمود بن مرداس"، لخلاف جرى بينهما، فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى "بن منقذ" رسالة يُطمئنه فيها، ويستدعيه للرجوع إلى حلب، ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوى الغدر بابن منقذ، فكتب له رسالة عادية جدًا، ولكنه أورد فى نهايتها: "إنَّ شاء الله تعالى"، بتشديد النون، فأدرك "بن منقذ" أن الكاتب حينما شدد حرف النون، يُذكره بقوله تعالى "إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ"، فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره أفضاله ويُطمئنه على ثقته الشديدة به، وختمها بعبارة: "إنا الخادم المُقر بالأنعام"، ففطن الكاتب إلى أن بن منقذ يطلب منه التنبيه إلى قوله تعالى: "إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا"، وعلم أن بن منقذ لن يعود إلى حلب فى ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس.
ومن هنا صار استعمال "إنَّ"، دلالة على الشك وسوء النية، ولكن علينا أن نُقر رغم انتقادنا للأشخاص المُتشككين، إلا أنه أحيانًا يكون شكهم هم هو أحد أسباب نجاتهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

متعة سهر ليالى مصيف مطروح والساحل الشمالى.. أجواء الترفيه الصاخبة ليلاً تكمل متعة الشواطئ نهاراً.. مدينة مرسى مطروح لا تنام صيفًا وشواطئها تجذب الآلاف يوميا.. ورواج سياحي وتجاري والشوارع تزدحم بآلاف المصطافين

مجمع الشفاء الطبى: انتشار فيروس بين سكان قطاع غزة ولا إمكانية لمعرفة سببه

الوطنية للانتخابات: كثافات غير مسبوقة فى تصويت إعادة انتخابات مجلس الشيوخ

متحدث التعليم: نظام البكالوريا يشبه أنظمة التعليم الأجنبية فى مصر

قرعة دوري أبطال أوروبا كاملة.. نهائيات مبكرة فى مرحلة الدوري


خيركم من تعلم القرآن وعلمه.. فتاة أسوانية تحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية فى حفظ كتاب الله وتفسيره.. زينب: بدأت الحفظ فى عمر 5 سنوات وأتمنى الالتحاق بكلية الطب.. والمحافظ يهديها درعا وجائزة تميز.. صور

22% للإيداع و23% للإقراض.. البنك المركزى يخفض الفائدة 2%.. إنفوجراف

مقتل رئيس نادى علم داغ التركى برصاصة فى الرأس داخل مطعم بإسطنبول.. فيديو

الحبس عام لصاحب جيم والمدير الإدراى فى واقعة تصوير السيدات داخل الحمام

قرعة دوري أبطال أوروبا.. مرموش مع السيتى في مواجهة الريال وليفركوزن ودورتموند


قرعة دوري أبطال أوروبا .. باريس سان جيرمان يصطدم بـ بايرن ميونخ وبرشلونة

لماذا قرر البنك المركزى خفض أسعار الفائدة بنسبة 2%؟

الداخلية تضبط تيك توكر لنشرها فيديوهات خادشة للحياء.. فيديو

طبيب الأهلي يهدد مشاركة إمام عاشور في مباراة بيراميدز

أيفون ذهب وسيارة بـ 5 ملايين جنيه وساعة بفصوص ألماس.. التحفظ على أموال شاكر محظور

جنايات القاهرة تقضى بالتحفظ على أموال التيك توكر محمد عبد العاطى.. اعرف ثروته

موعد مباراة الأهلى وبيراميدز فى الدوري المصري والقناة الناقلة

صدمة يونايتد فى كاراباو وقرعة دورى أبطال أوروبا الأبرز فى صحف العالم

كل دي فلوس.. سقوط شبكة سرقة أموال شركات فى القاهرة

إحباط تهريب 4 أطنان مخدرات برأس سدر بقيمة 290 مليون جنيه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى