نحارب الفساد.. ولا نقفل الشباك؟

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم - عادل السنهورى
بصراحة فيه حاجة غلط فى طريقة تفكير عدد ليس بالقليل من المصريين، لأنها ببساطة تفكير يثير الدهشة والغيظ أحيانا، وكشف عنه قضية الرشوة الكبرى فى مجلس الدولة، وانتحار أحد المتهمين فى القضية.
 
فالرقابة الإدارية هى التى كشفت القضية بتفاصيلها وأطرافها، واستدعت المتهمين، وقررت حجزهم للتحقيق لمعرفة باقى أعضاء الشبكة، وعندما لا يحتمل أحدهم ويقرر الانتحار، تتدفق سيول الشكوك والتفسيرات حول الأسباب ومعظمها- إن لم يكن كلها- تشكك فى الحادثة وتشير بأصابع الاتهام إلى الدولة.
بشكل شخصى، أنا مندهش من كم هذه التفسيرات «السينمائية» على مواقع التواصل الاجتماعى وفى المنتديات العامة وفى الحوارات العادية بين الناس بشأن واقعة الانتحار.
 
فالدولة والقيادة السياسية أعلنت الحرب على الفساد بلا هوادة، وحققت الرقابة الإدارية ضربات قوية خلال العام الماضى، ومازالت ومع بداية العام الجديد ينتشر رجالها فى كل مكان لكشف الفاسدين والمفسدين، وأعلن الرئيس السيسى أن لا أحد فوق المحاسبة، واصطحب معه فى كل افتتاح لمشروع جديد الدكتور محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، وتوجيهه بالرقابة على المشروعات.
لكن يبدو أن ميراثا ثقيلا من «عدم الثقة»، فيما تقوم به الدولة من مجهودات لمحاربة الفساد، تراكم عبر أكثر من 40 عاما، وترك بصماته فى وجدان ونفوس المصريين للشك فى كل شىء.
 
إذا لم تحارب الدولة الفساد، هاجت الدنيا وأصبح الكلام عن الفساد المنتشر هو حديث الصباح والمساء، وإذا توفرت الإرادة السياسية لمواجهة الفساد والكشف عن القضايا، بدت لغة الشك فى النوايا، يعنى «كده مش عاجب ولا كده عاجب»، رغم أن ترتيب مصر فى مؤشر الشفافية الدولى لمكافة الفساد تقدم إلى المركز 88 بعد أن كان قبل 6 سنوات 119.
 
هنا نعود للسؤال الشهير فى مسرحية «القضية 68» للكاتب الكبير الراحل لطفى الخولى، التى تم عرضها فى الستينيات على المسرح القومى على لسان الفنان الرائع أحمد الجزيرى «نفتح الشباك.. ولا نقفل الشباك»، وظلت هذه الجملة هى الأشهر حتى وقتنا هذا، وصارت مثالا للتدليل على الحيرة والاندهاش والارتباك فى القرار.
 
وكما أطلق الفنان أحمد الجزيرى صرخته، اعتراضا على تغريم المحكمة له بعد فتحه شباكا فى بنايته بعد أن غرمته أيضا لأنه أغلقه دون تصريح: «نفتح الشباك.. ولا نقفل الشباك يا خوانا؟»، فنحن أيضا نقول للمتشككين «يا ترى الدولة تحارب الفساد.. ولا تقفل الشباك؟».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

ضبط طفل يقود سيارة في شبرا الخيمة معرضاً حياته والمواطنين للخطر

تغييرات كبيرة فى بطولات أوروبا الثلاث الموسم المقبل

بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان

فلومينينسي ضد تشيلسي.. جواو بيدرو يدون أول أهدفه مع البلوز "فيديو"


"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

محافظة القاهرة: تركيب 4 كبائن أمام سنترال رمسيس لربطها بالسنترالات المجاورة

قائمة الأجانب تهدد مفاوضات الأهلى لتدعيم الدفاع والهجوم

مانشستر يونايتد يضع فاردى ضمن خيارات تدعيم الهجوم فى الدورى الإنجليزى


أسر شهداء حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها

الاتحاد السكندري ينهي إجراءات استعارة لاعب الزمالك

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

بوابة الجحيم.. حفرة مشتعلة فى تركمانستان منذ أكثر من 50 عامًا تثير الدهشة

إيلون ماسك يخسر 15.3 مليار دولار من ثروته بعد إعلان تأسيس حزب أمريكا

مسلسل مملكة الحرير .. عودة جليلة ومواجهة شقيقيها بجيش العبيد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى