"أردوغان" يربك حسابات "المرشد الإيرانى" على الملعب السورى.. زيارات مكوكية من طهران لدمشق بعد مخاوف تهميشها فى ملف التسوية.. أنقرة تطالبها بسحب مقاتليها.. ورئيس الأمن القومى يرد: تركيا تحتل أراض سورية

بوتين و روحانى وأردوغان
بوتين و روحانى وأردوغان
كتبت إسراء أحمد فؤاد

حالة من القلق تسود الدوائر السياسية الإيرانية منذ أيام فى أعقاب التقارب بين روسيا وتركيا، والذى ظهر بشكل واضع فى إعلان الهدنة فى سوريا من العاصمة التركية أنقرة 29 ديسمبر الماضى، وفتح الباب أمام عملية سياسية جديدة لتسوية الأزمة السورية فى مدينة استانا عاصمة كزاخستان.

 

وآثارت الضمانات التركية ـ الروسية، والرعاية المنفردة من جانبهما للهدنة ومفاوضات التسوية السياسية مخاوف الإيرانيين من خروج طهران من المشهد، وسحب البساط من تحت أقدامها بعد دعمها المفتوح على مدار السنوات الماضية لنظام الرئيس السورى بشار الأسد فى حربه ضد المليشيات الإرهابية وتنظيم داعش.

 

وعلى الرغم من التزام إيران الرسمية بعدم التعليق على الإتفاق، بل والترحيب بما آلت إليه الأزمة السورية من انفراجة نسبية فى أعقاب تحرير مدينة حلب، إلا أن العديد من الدوائر السياسية ووسائل الإعلام الإيرانية أعربت عن انزعاجها من حالة التهميش التى بدأت تتم مع إيران فى هذا الملف.

 

ولا يزال الدور التركى فى سوريا محل انتقاد لافت داخل إيران، حيث تساءل الحقوقى الإيرانى نعمة أحمدى، فى تعليق بصحيفة شرق الإصلاحية حول مكان إيران فى هذا الاتفاق الثنائى، معربا عن أمله فى ألا يتم تهميش بلاده فى الملف السورى، بعد جهودها المبذولة طيلة السنوات الماضية فى الأزمة السورية، مشيرا إلى فتح تركيا حدودها مع سوريا لإدخال الجماعات الإرهابية التى ترغب فى "الجهاد" - على حد تعبيره - مقارنة بموقف السلطات التركية من السوريين الذين يدفعون ثرواتهم كى يعبروا إلى تركيا.

 

القلق الإيرانى على تهميش دوره فى هذا الملف، أجبر طهران على إرسال وفود كبيرة ضمت مقربون من السلطات الأمنية والاستخبارات المعنية بالملف السورى فى طهران، بالإضافة إلى رجلها الثانى فى الملف السورى، وهو "جابرى أنصارى" مساعد وزير الخارجية الإيرانى فى الشئون العربية والأفريقية، بالإضافة إلى سفر وليد المعلم بصحبة اللواء على مملوك رئيس مكتب الأمن الوطنى، المعروف بإمساكه خيوط الأزمة السورية للقاء مسئولين إيرانيين.

 

وأعقب تلك التحركات زيارة لوفد برلمانى إيرانى إلى سوريا أمس الأول الثلاثاء برئاسة رئيس لجنة الأمن القومى الإيرانى بروجردى للقاء بشار الأسد والمسئولين، ووفقا لتقارير إيرانية، تهدف هذه الزيارات المتبادلة إلى التحضير للمرحلة المقبلة قبيل مباحثات الأستانة، ومواصلة التنسيق خاصة وأن طهران دائما تخشى أن يسبقها حلفاء محور الأسد ( تركيا - روسيا) بخطوة فى هذا الملف، بالإضافة إلى أن الإيرانيون دائما لا يثقون فى روسيا رغم التعاون الكبير بينهما، لكن سياسيها دائما تساورهم مخاوف تجاه أهدافها، وكان ذلك واضح فى الاعتراضات التى تخللت منح طهران قاعدة همدان العسكرية إلى الروس لإستخدامها فى عملياتها فى سوريا.

 

 

 

وفى تطور للأحداث، عبرت إيران عن استيائها من التصريحات الأخيرة التى أعقبت الهدنة لوزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، والتى دعا فيها إيران إلى الضغط على الجماعات المسلحة المدعومة من طرفها، والسلطات السورية، لوقف انتهاك الهدنة فى سوريا، واتهمت تركيا صراحة القوات الحكومية السورية وعناصر حزب الله اللبنانى بأنها هى من يخرق وقف النار من خلال هجومها على وادى بردى قرب دمشق، داعية إيران إلى ممارسة ضغوط، وقالت إنها تعمل مع روسيا على فرض عقوبات على من ينتهك هذه الهدنة السارية منذ ستة أيام. فى المقابل أكدت إيران أنها والمستشارين العسكريين التابعين لها فى سورية يعملون من أجل صمود وقف إطلاق النار.

 

التصريحات التركية استوجبت رد إيرانى، ولأول مرة تتهم طهران أنقرة باحتلال أجزاء من سوريا بعد مرور 5 اشهر على عمليات درع الفرات شمال سوريا، إذ اتهم رئيس لجنة الأمن القومى فى مجلس الشورى الإيرانى، علاء الدين بروجردى، القوات التركية باحتلال أجزاء من سوريا، داعيا إياها إلى "الخروج من هذا البلد".

 

وكشف إعلام طهران أيضا عن مخاوف تعترى النظام السورى فى دمشق وصناع القرار فى إيران تجاه الدور التركى، وقالت صحيفة جوان المتشددة تحت عنوان "المغامرات التركية تحت مظلة أستانة"، أن مخاوف دمشق وأنقرة تزداد بشأن استغلال الأخيرة لمظلة مفاوضات الأستانة لتحقيق أهدافها العسكرية، وقالت الصحيفة الإيرانية أن تفاصيل الاتفاق الروسى التركى ليست واضحة، ويبدو أنه فى إطار هذا الاتفاق فإن الجيش السورى الحر المدعوم من تركيا يجهز لعمليات واسعة للسيطرة على مدينة الباب شمال سوريا.

 

ولا يزال دور أردوغان الرمادى فى سوريا محلق قلق من جانب الإيرانيين، فعندما يستشعر بخطر قيام كيان كردى ملاصق لحدوده مع سوريا - وهو ما يعتبره خطا أحمرا - يميل نحو المحور الروسى الإيرانى، وفى الوقت نفسه تجده طهران يدعم الجيش السورى الحر، لاستغلاله فى تطهير حدوده من حزب العمال الكردستانى المتمرد، وتجد طهران نفسها مجبرة على مواصلة دعمها لسوريا والعمل بمفردها دون الثقة فى أصدقاءها من محور داعمى الأسد.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كل ما تريد معرفته عن قرار لجنة التظلمات بشأن نقاط مباراة القمة

الخارجية: سلامة المصريين فى ليبيا أولوية قصوى.. ومستعدون للتعامل مع أى طارئ

الزمالك: نتواصل مع فيفا لرفع إيقاف القيد بعد سداد مستحقات بوطيب وباتشيكو

عادل إمام.. ذاكرة شعب وعلامة فارقة في تاريخ الفن المصري

اليوم آخر فرصة للتقديم على وظائف بالسعودية بمهنة مندوب مبيعات براتب 7000 ريال


ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

احتفالاً بعيد ميلاده.. عرض الفيلم الوثائقي "الزعيم" على شاشة "الوثائقية".. غدًا

تحطم طائرة إسرائيلية على شواطئ "بات يام" المحتلة.. صور

بيراميدز ضد صن داونز.. كاف يعلن تدشين كأس جديدة لدوري أبطال أفريقيا

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس


العثور على رضيعة عمرها 14 شهرا بإيطاليا.. وفحوصات تثبت تعاطيها الكوكايين

شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية

طائرة مظلمة فوق أراضي العدو.. ترامب يكشف تفاصيل رحلته السرية إلى العراق

التضخم فى إسرائيل يتجاوز التوقعات بفعل ضغوط ارتفاع الأسعار

ترامب: نعمل على تخفيف معاناة أهل غزة ووقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية

خطة برشلونة للاحتفال بالثلاثية مع الجماهير

ريفيرو يتابع مباراة الأهلي والبنك من أرض الملعب غداً قبل قيادة تدريبات الأحمر

الطلاق الغيابى يثير الجدل بعد أزمة بوسى شلبى وأسرة الفنان محمود عبد العزيز

حسام الزناتى يظهر في الصورة لتولى منصب مدير التعاقدات بالزمالك

اعترافات شخصين متهمين بالتنقيب عن الآثار بالقاهرة: هدفنا تحقيق الثراء السريع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى