المعنى الحقيقى لـ«ابن البلد»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
هو المصرى «الحق» الذى أسس الصورة الذهنية للمصريين فى القلوب والأفئدة، هو خفيف الروح، خفيف الدم، حلو الملامح، ناصع الطلعة، «بلسم» تكاد لا تشعر به، أنيق ولبق وغيور ومتسامح، تقرأ عن وصفه وطبعه وسلوكه فتكاد تشعر بأن أم كلثوم كانت تناجيه وهى تقول: «واثق الخطوة.. يمشى ملكا»، وكأنه يقول إن طباع الملوك ليست قاصرة على أصحاب الدم الأزرق، وإنما هى قرار داخلى يتخذه الواحد، مقررا أن يتحلى بها، فيصير ملكا بين الناس من دون مملكة ولا أسوار، أنت وأنا نتباكى على «مصر الضائعة»، لكننا لا ننتبه إلى أن «مصر» المعشوقة ليست سوى بضعة تفاصيل صغيرة فى لوحة كبيرة، وأن بداية الانهيار الحقيقية لم تكن كما يردد البعض، تزامنا مع «النكسة» ولا حتى «الانفتاح» وإنما مع اختفاء «ابن البلد».
 
يدعى المدعون معرفتهم به، ويكثر المتنطعون الذين يروجونه أنهم هو، لكن رائد الدراسات الشعبية «أحمد أمين» يفضحهم جميعا فى كتابه الرائع «قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية» الذى اعتبره دستور وجدان المصريين والمرجع الأول لفهم الشخصية المصرية ومفرداتها المشتبكة، وقد وصف «أمين» ابن البلد بأمانة يحسد عليها، لم يترك شاردة ولا واردة، دقة متناهية، صورة كاملة، تبدأ من شكل الطربوش ووزنه ولونه وحتى نوع النسيج ولون الحزام وشكل الجبة والقفطان ونوع جلد الحذاء، وشكل خاتم اليد ونوع الحجر الكريم الذى يزينه، كما لم ينس وصف اعتنائه بنظافته الشخصية من حلق الذقن وقص الأظافر ومحبة العطور.
 
بعد أن يصف «أمين» مظهر «ابن البلد» يستطرد ليصف جوهره وهو الوصف الأهم، إذا يعدد مميزاته الخلقية الجمة فهو الذى يكثر من استعمال كلمات مثل «عن إذنك» و«يكرم من سمع» و«بلا مؤاخذة» و«أكرمك الله» و«يا سيد»، ولا تحسب أن مفردات الاحترام الزائد هذه تستبد بشخصيته فتجعله جامدا يابسا أو «منشى» كما يقول البعض، فهو أيضا بحسب «أمين»: «يكثر من التنكيت، ويستطيع أن يرد على النكتة بمثلها أو بأحسن منها»، وفوق كل هذا فهو إنسان حقيقى لا يميل إلى جرح مشاعر أحد، و«يجتهد أن يرضى محدثه كل الرضا، فلا يجرح إحساسه ولا يخدش عواطفه، ولا يسمعه كلمة قاسية، يتحرَّى أن يجعل آخر الحديث نكتة ختامية، فيمتلئ المكان بالسرور، ويتفرق الجالسون وفى نفوسهم الإعجاب»، هذا هو ابن مصر «ابن البلد» الحقيقى، كالنسمة فى سيره، والعطر فى سحره، والرسل والأنبياء فى أخلاقه، كالملائكة فى أناقته، فهل عرفت أسباب الانهيار؟!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حفل جوائز ذا بيست.. لويس إنريكى مدرب باريس سان جيرمان الأفضل فى 2025

غلق31 مقرا انتخابيا بالخارج وبدء الفرز واستمرار عمل 108 لجان

ربيعة وفيصل وفتحي على دكة بدلاء منتخب مصر أمام نيجيريا

القبض على أب متهم بقتل ابنه 9 سنوات بسبب خلافات أسرية

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت


هجوم سيبرانى مريب يضرب مجلس النواب الألمانى خلال زيارة زيلينسكى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش


الأهلى يغلق ملف التفاوض مع الكولومبى بابلو صباغ.. اعرف السبب

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى