من أين لكم هذا؟!!

رشا الجندى
رشا الجندى
بقلم : د. رشا الجندى

هناك أناس يتولون قيادة آخرين، فيلوثون الصحة النفسية لهؤلاء الآخرين.. من أين لكم هذا!! كيف وصلتم لولاية أمور أناس وأنتم لا تعرفون معنى الإنسانية !!

بحكم عملى كدكتورة بالجامعة ففى أحد الأيام كنت أقوم بالإشراف على لجان امتحانات الطلاب، كنت أتفقد اللجان وانظر إلى الطلاب وأتذكر يوم كنت طالبة كيف كان تفكيرى وإحساسى، كانت هذه الذكريات تزيدنى حنانا وعطفا تجاه هؤلاء، وتجعلنى أتصور مستقبل كل منهما، وكيف يمكن لأى بلد أن يكون أجمل بلد فى العالم ينتابه السلام إذا تم استثمار براءة هؤلاء بالشكل النفسى الصحيح، أثناء هذه الحالة من الدراما العاطفية التى انتابتنى فإذا بإحدى الزميلات تمر على اللجان وتسحب ورقة الطالبة مباشرة بصوت مزعج قائلة ( يالا محضر غش اخرجى بره). هذه الجملة جعلتنى أخلع ثياب التخيل وأرتدى ثياب الواقع لأنظر إلى هذه الواقعة المزعجة. وبالفعل وجدت الطالبة تنحنى أمامها قائلة (أبوس أيدك والله نسيت أقفل الموبايل نسيت بس مش أكتر أبوس رجلك أرجوكى) تقول هكذا والدموع من كثرتها قد بللت ملابسها بالفعل.

 

عزيزى قارئ هذا المقال اسمحلى أن لا استكمل هذه الواقعة، لأن ما حدث بعد ذلك ليس هدف لكتابة هذا المقال، ولكن الهدف الأساسى هو حالة الذل وإهانة النفس التى تقبلتها الطالبة على نفسها وتسببت بها وتقبلتها عليها الزميلة المشرفة.. كيف لهذه الطالبه أن تحب التعليم فيما بعد؟ كيف ستحيا إنسانة عزيزة النفس؟ ماذا ستعلم أبناءها فيما بعد وتلاميذها عندما تصبح معلمة؟

ما سبق ليست الواقعة الفريدة فى مجال عملى أو فى مجال عملكم جميعا، فبالفعل جمعينا يشاهد مثل هذه الوقائع يوميا. نشاهد البشر وقد تحولوا لآلات كمبيوتر ينفذون الأوامر دون النظر إلى أن من أمامهم إنسان يمتلك مشاعر وقابل للخطأ والنسيان.

إن كنا جميعاً نريد السلام فلماذا لا يسلم من حولنا من شر أنفسنا وألسنتنا وأيدينا وقراراتنا؟؟!! إن كنا جميعاً يريد الحنان والحب لكى ينمو نموا سويا ويحيا بأمان فلماذا لا نمنح هذا الحنان والحب للآخرين ونرحم ضعفهم ونرحم كونهم إنسان قابل للخطأ والنسيان؟؟!! إن كانت العصا تمنح الخوف للآخر فلا يتجاوز القوانين أمامنا، فإن الحب والاحترام يمنحه حب القوانين والخجل من تخطيها أمامنا أو أمام نفسه، ولذا وضع بعلم النفس ما يسمى (العلاج بالحب).. واسمحوا لى الآن أن أطور هذا المسمى ليكون (العلاج بالاحترام)، فإن ولينا قيادة بشر فعلينا النظر لروح القانون قبل القانون، وإن تجاهلنا روح القانون فعلينا تطبيقه بدون إهانة للآخر سواء فى علو أصواتنا عليه أو إهانته معنويا باليد أو النظرات... الخ.

 

ولنعلم جميعا أن قمة الإنسانية أن نعامل الإنسان كإنسان سواء برىء أو مدان، ومن لم يكن بالأصل إنسان فلابد أن لا يتم توليته قيادة بشر أو التعامل معهم ولكن يمكن وضعه فى منصب يتعامل فيه مع أجهزة ومعدات، لنحمى المجتمع من العديد من المشاكل النفسية التى تتسبب فيما بعد لحدوث معظم الجرائم المجتمعية، التى نقف عاجزين أمامها وننتهى لتحويلها للطبيب النفسى، وعندما يسترجع الطبيب شريط حياة المجرم، يجد أنه ضحية لأم أو أب أو قيادة... إلخ لم تكن سوية نفسياً ولا تعرف كيف تقود آخرين ليصبحوا مفيدين للمجتمع وليسوا مجرمين.. والمدهش فى النهاية أننا قد نجد هؤلاء ينادون بشعارات السلام.. فعجباً لأناس يطالبون العالم بالسلام ويزرعون الجفاء والكرة والإهانة بالوجدان.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 معلومات عن مباراة الأهلى وغزل المحلة اليوم الإثنين فى الدوري المصري

من كهربا إلى كوكا وإبراهيم عادل.. دوريات الخليج تستقطب المواهب المصرية

أمريكا تستعد لإجراء أول اختبار طيران لصاروخ كروز الهجومي "HACM"

The Fantastic Four: First Steps يحقق 475 مليون دولار فى أكثر من شهر

نفذا 11 واقعة.. اعترافات عصابة سرقة الهواتف فى المرج


مميزات شهادة البكالوريا.. تعرف عليها فى 6 معلومات

"ليلة المباراة".. موعد مباراة الزمالك وفاركو فى دوري نايل والقناة الناقلة

وفاة بهاء الخطيب.. رحيل يفتح أبواب الحزن على "درويش وسمير وأحمد عصام"

حمادة صدقى نجم الأهلى الأسبق يحتفل بعيد ميلاده الـ"64" اليوم

وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل


اليوم.. نظر محاكمة 10 متهمين سرقوا محل مجوهرات بالإكراه فى العجوزة

نجم يظهر فى السماء يعلن بداية العد التنازلي لصيف 2025.. تفاصيل

نجاة وزير الكهرباء بعد حادث مروري أثناء توجهه لمدينة العلمين

وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 فى مصر

مميزات كارت المحفظة لركوب مترو الأنفاق.. إنفوجراف

بعد تصدر داليدا التريند.. معلومات لا تعرفها عن المغنية الشهيرة

ذكرى أمينة رزق.. حينما وصفها فريد شوقي بأنها رمز للوفاء والإخلاص

دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة

الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى