اللهم نجنا من أهل الكهوف

 حنان شومان
حنان شومان
بقلم - حنان شومان
كهف أفلاطون، هو نموذج حى لكل من يعتقد أنه يمتلك الحقيقة ويعيشها، فكل إنسان يعيش فى كهف، ويعتقد أن ما يراه ويسمعه هو الحقيقة، وما يفعله هو الصواب. فكما شرح أفلاطون فى غابر الزمان أن كل إنسان يقبع فى كهفه ولا يريد الخروج منه لمواجهة الحقيقة لأن ذلك من شأنه أن يجعله يواجه الحقيقة، ويتخلص من قيوده التى تربطه بالكهف، وكذلك ستجعله يدرك الحقيقة المرة الطعم أن كل ما بنى عليه تصوراته واعتقاداته ومعرفته بالأشياء كان وهمًا وخيالًا سببه سجنه داخل الكهف، وهذا ما لا تريده الأغلبية من الهاربين أو القابعين فى كهوفهم، وإذا حدث وأتى شخص ما محاولًا إخراجهم من هذا الكهف وتخليصهم من قيود الوهم سيواجهونه بالشك والريبة وقد يتهمونه بالجنون وقد يحاولون قتله لأنه بكل بساطة مخالف لهم ويريهم الحقيقة التى لم يروها ويتغاضون عنها.
 
هناك دائمًا مجموعات من الناس لا تريد أن تعرف الحقيقة، وتفضل العيش فى الوهم بدل إدراكها وعندما تقابل من يريد أن ينير طريقهم يشكون فى مساعيه.
وقد زاد أفلاطون فى نظريته نصيحته الأخيرة، حين قال «لو لم نخرج من هذا الكهف المظلم ونتخلص من القيود والأغلال التى تلفنا وربما تكون فى الغالب مجرد خيالات، فإننا لن ندرك الحقيقة أبدًا التى ستجعلنا نسلك الطريق الصحيح لنبدع ونخلق أفكارًا جديدة تيسر حياتنا وتغيرها للأفضل».
 
تلك هى ملخص أسطورة الكهف التى بنى عليها أفلاطون نظريته فى تفسيره لكثير من مسالك البشر، وجهالتهم واستمرارهم بل واستمرائهم للوهم والجهالة.
أفلاطون صاحب المدينة الفاضلة وأبو الفلسفة، مالنا به، ونحن نكاد نكون فى آخر الزمان، وهو كان من أول الزمان، على الأقل الذى نعرفه.
لا شىء تغير، فكثير من البشر الذين يحيون حولنا ومعنا هم من أهل الكهوف.
 
فهل عسلية قاتل بائع الخمر، إلا واحد منهم، وهل شيخه الذى سحبه معه إلى نفس الكهف هو الآخر واحد منهم.
وعشرات بل مئات وآلاف ممن ينتظرون عودة مرسى للحكم، ويظنون أن الإخوان جماعة طيبة ترغب فى تطبيق الإسلام، أليس هؤلاء سجناء الكهوف.
كل منا قد يكون له كهف يلوذ به أحيانا لينعم بالوهم، ولكن العقلاء فقط هم من يخرجون من كهوفهم لينعموا بشمس الحقيقة، ويعلموا جيدا أن دخولهم الكهوف وحياتهم داخلها ما هى إلا وهم.
 
وكم من أوهام نعيشها ! وإذا كان أهل الكهف فى القرآن هم هؤلاء الذين لاذوا بدينهم وهربوا بالحقيقة من أهل الضلال، فإن فى عصرنا الحالى تبادلنا الأدوار وصار أهل الضلال هم الذين يحيون فى كهوفهم، وينادون على كل عاقل ليلحق بهم، اللهم نجنا من الكهوف وأهلها، وكل سنة ومصر طيبة. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحماية المدينة تسيطر على حريق مصنع دمياط دون خسائر بشرية.. صور

مجلس النواب يقر استمرار مجالس إدارات الهيئات الرياضية حتى نهاية مدتها

"تحديات صعبة".. ماذا ينتظر ريبيرو مع الأهلى في الموسم الجديد ؟

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

تداول فيديو لحريق مصنع إسفنج دمياط ..استمرار محاولات السيطرة على النيران


بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

الصحف العالمية: ترامب يحيى الحرب التجارية بفرض رسوم جمركية على حلفاء أمريكا.. لقاء ترامب ونتنياهو انتهى دون تحقيق إنجاز فى سلام الشرق الأوسط.. وإسبانيا تسجل أكثر من 2100 حالة وفاة بسبب موجة الحر فى عام 2025

الأرصاد الجوية محذرة من الرطوبة المرتفعة: تقارب الـ90% بالقاهرة

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو


الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

معركة الحلم العالمى.. تشيلسى يتحدى فلومينينسى فى سباق التأهل إلى نهائى مونديال الأندية.. "البلوز" يستهدفون استعادة أمجاد البطولات.. نجوم السامبا يحلمون بكتابة التاريخ.. وريال مدريد وباريس يترقبان الفائز

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

الأهلى يطارد مصطفى محمد.. ونانت يضع شرطًا مكلفًا لبيعه

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى