185 قرشا ثقافة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
دائما ما تكون الأرقام كاشفة عن الحقائق، وموضحة لأسباب الأزمات ومختصرة للعديد من الكلمات، التى نحاول شرحها فى سطور كثيرة، لذلك عندما يقول الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة: إن ما يذهب للنشاط الثقافى من ميزانية الوزارة هو 160 مليون جنيه، بما يعادل 185 قرشا لكل مواطن فى مصر، فإن الأمر جد خطير. هذا الرقم الهزيل الذى لا يمثل شيئا حدث لأسباب عدة، منها كما يقول «النمنم» لكون أكثر من %92 من الميزانية تذهب أجورا ومرتبات لموظفى وزارة الثقافة، أما الهدف الحقيقى من وجود الوزارة فتقريبا لا وجود له.
 
185 قرشا رقم لا يمكن تخيله، يملكه كل إنسان منا، ويحلم بأن تقدم له خدمة فنية وكتب مميزة ومفيدة وفى شكل معقول وأنشطة تفاعلية، ويتمنى من ورائه أن يجد معرفة ومتعة بصرية وسمعية، أعتقد أن الإحباط فى هذه المسألة وصل لدرجته الدنيا، فكثيرا تكلمنا عن تراجع مخصصاتنا من الثقافة، لكن تصريح الوزير بذلك يكشف الغطاء عن الأمر فى كارثية مريرة. المؤسسات فى مصر تحتاج إلى إعادة تنظيم حتى تحقق أهدافها، عليها أن تقوم بالترتيبات المناسبة مانحة الأولوية لأهدافها الحقيقية، فوزارة الثقافة، مثلا، الأصل فيها القيام بعمليات التثقيف، وتسهل العقبات أمام الكتاب والفعاليات، وأن تقدم أنشطة مختلفة وتسعى فى اكتشاف الموهوبين وتقديمهم فى المجتمع، وأن تساعد المواطنين على صناعة وعيهم الخاص والعام، فإذا بها «قلعة» من الموظفين الذين لا أول لهم ولا آخر، فى واحدة من أكبر الجرائم التى ارتكبتها الأنظمة السابقة، وذلك عندما كان رجال مجلس الشعب يمنحون الوظائف لأقربائهم ومحبيهم بالعمل فى وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة حتى تكدست الهيئات، وأصبح من الصعب الوقوف داخل أحد المكاتب، إضافة إلى آخرين غير منضبطين هم مجرد أسماء موجودة فى دفاتر المرتبات.
 
فى الوزارة يوجد آلاف الموظفين الذين لا تعرف الدولة كيف توظفهم على المستوى الحقيقى، وتحولهم من مستهلكين لأكثر من %92 من الميزانية لمنتجين يمثلون دخلا، لأن مفاهيم حديثة مثل الصناعات الثقافية لا نعرف عنها شيئا سوى ألفاظها، مع أن الصين وأمريكا ودول أخرى كثيرة قطعت أشواطا طويلة فى هذه المجالات، وأصبحت تمثل فائضا عما تحتاجه ميزانياتها، لكننا لا نسعى ولا نتعب أنفسنا فى نقل التجارب الناجحة أو حتى محاولة الاستفادة الجزئية منها.
وبالطبع إذا ما ظللنا بهذه الطريقة، فإننا سنتراجع عما نحن فيه، وسنجد أنفسنا ذات يوم بلا أية متخصصات لثقافة المواطنين، وستقاتل الوزارة لزيادة ميزانيتها حتى تستطيع أن تفى بأجور الموظفين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لقاء الخميسي تحتفل بالعرض الخاص للفيلم العالمي المدبلج للمصرية Grand Prix of Europe

الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

الدورى السعودى يحتفى بعودة أحمد حجازى للظهور مجددا

الحكومة: إطلاق حملة توعية للتأكيد على الحق فى اختيار مكان شراء الزي المدرسي


الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بتعيينات في المحاكم الابتدائية.. بالأسماء

اعترافات صادمة لقاتلة أسرة دلجا بدير مواس: وضعت لهم السم والسبب ضرتي

ريبيرو يستبعد 9 لاعبين من قائمة الأهلى لمواجهة غزل المحلة بالدوري

زوجة الأب سممت الجميع.. الداخلية تكشف سبب وفاة أسرة دلجا بديرمواس

جيش الاحتلال: نتنياهو وكاتس وزامير أشرفوا على هجوم صنعاء من مقر سلاح الجو


ماذا قدم الإسماعيلى والطلائع فى دوري نايل قبل لقاء الليلة؟

وزارة التربية والتعليم: تسليم الكتب للطلاب دون قيود أو شروط

تنسيق المرحلة الثالثة.. 50% حد أدنى للتقدم لطلاب النظامين الحديث والقديم

مصري جديد فى السعودية.. حلمى علام مديرا رياضي لشباب طيبة بالمدينة المنورة

وزارة الصحة: رصدنا واقعة فساد بمستشفى ناصر العام وتعاملنا معها قانونا

الطلائع يهزم الإسماعيلى فى القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة بالدوري

زوجان يتخليان عن ابنهما في المطار لانتهاء صلاحية جواز سفره.. والشرطة تتدخل

طبيب الأهلي يحدد موعد عودة مروان عطية للتدريبات الجماعية

إسراء آخر ضحاياه.. تعرف على عقوبة الإهمال الطبى فى القانون المصرى

ريال مدريد يخشي مفاجآت ريال أوفييدو في الجولة الثانية من الدوري الإسباني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى