نظام الخرطوم يلهث خلف الدولار.. دور مشبوه للسودان فى انتخابات اليونسكو

الرئيس السودانى عمر البشير
الرئيس السودانى عمر البشير
كتب محمد أبو النور

كعادته منذ أضاع جنوب السودان وانحاز للميليشيات وفلول الإخوان وأطلق يد الجنجاويد وغيرهم ضد مواطنى دارفور، يسير النظام السودانى باتجاه مصلحته الشخصية ومصلحة رؤسه، حتى لو تعارضت مع مصالح الدولة نفسها، ولا يفوت نظام الخرطوم فرصة للهاث خلف كل نظام يملك دولارات، ليس حبا فى جلب التمويلات والتبرعات للشعب السودانى المغلوب على أمره، بل للحصول على مكاسب شخصية تحققها الدائرة العليا المحيطة بالرئيس عمر البشير، الذى لعب مندوبه فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" دورا مشبوها لدعم المرشح القطرى حمد بن عبد العزيز الكوارى ضد المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب.

اليوم، وقبل التصويت الأخير فى الجولة الرابعة من أيام التصويت الترجيحية لاختيار مدير عام جديد للمنظمة الدولية العريقة، ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، وحينما كانت كل الدول حريصة على استخلاص مواقف مؤيدة لمرشحيها، عن طريق الترويج والإقناع والتفاهم السياسى، لم يذهب المرشح القطرى ولا وزير خارجيته لمندوب السودان لإقناعه بالتصويت لصالحه، وكأنهما يضمنان هذا الصوت ويضعانه فى جيوبهما الخلفية.

الأغرب من تجاهل المرشح القطرى لمندوب السودان، وعدم ذهابه له كما فعل مع مندوبى باقى الدول، أن ما حدث هو العكس تماما، إذ ذهب مندوب السودان الدائم لدى اليونسكو لغرفة وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، الذى لم يظهر داخل أروقة اليونسكو إلا اليوم، للمرة الأولى منذ انطلاق جولات انتخاب المدير العام الجديد للمنظمة، واجتمع به فى لقاء استمر أكثر من نصف الساعة.

الموقف الغريب من مندوب عمر البشير فى اليونسكو، يعنى ذلك ببساطة أن السياسة السودانية وصلت إلى حد من الهوان يجبر مندوبها فى المنظمة الدولية الثقافية العريقة على أن يكون تابعا يأتمر بأوامر وزير خارجية الدوحة بدلا من وزير خارجية الخرطوم، وبدلا من أن يجلس فى غرفته ويستقبل المرشحين ويستمع لبرامجهم الانتخابية، هو من بادر وذهب لقطر لتلقى الأوامر والتوجيهات على ما يبدو، مقابل الحصول على الامتيازات المالية التى ينتظرها رؤوس النظام فى السودان.

 

يأتى هذا بينما تخوض المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب حربا دبلوماسية ضروسا، يلعب فيها المال السياسى دورا رئيسا فى تحريك الفاعلين الكبار داخل المنظمة التى ارتضى أعضاؤها تنحية مرشحى الحضارات الكبرى، مثل مصر والصين وفرنسا، واختيار مرشح دولة لا يزيد عمرها على نصف القرن، ولا تملك أى تراث ثقافى أو حضارى، وإضافة لكل هذا التراجع والإسفاف فإنها ترعى الإرهاب وتدعمه باعتراف كل المنظمات والأنظمة حول العالم.

الآن تستعد الدول الـ58 الأعضاء فى المجلس التنفيذى للمنظمة للجولة قبل الأخيرة فى انتخابات اختيار مدير عام جديد لليونسكو، خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا، إذ يخوض المرشحون الخمسة المتبقون، بعد انسحاب مرشحى أذربيجان وفيتنام، سباق الجولة الرابعة المنتظر أن ستحدد بشكل كبير هوية الفائز بالمنصب، إما بحصول أحد المرشحين على 30 صوتا وحسم الأمر، أو تأجل الحسم للجولة الأخيرة غدا، التى سيخوضها المرشحان الأكثر حصولا على الأصوات فى جولة اليوم.

ولا تعتمد قطر بشكل جوهرى على البرنامج الانتخابى لمرشحها حمد بن عبد العزيز الكوارى، لأنه فى تلك الحالة ربما لن يحصل على أصوات تتجاوز أصابع اليد الواحدة، فالشائع عنه عالميا أنه دون مؤهلات أو ثقل سياسى وثقافى، لكن يبدو أن الخفة الثقافية والتاريخية التى تسيطر على الدويلة المحدودة قد تركت أثرها على شخصية مرشحها، وعليه فالدوحة تعتمد فقط على قدراتها المالية فى شراء الأصوات، وهو ما تناولته تقارير دولية أبرزها ما بثته شبكة "فرانس 24" الفرنسية التى رأت أن محاولات قطر لا ترتكز على القدرات الدبلوماسية، قدر ما تعتمد على تأثير اللوبيات التى تحركها بعض المؤسسات المتخصصة بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وعلى رأسها ESL و"نيتوورك" و"بورت لاند".

إلى جانب هذا، تلعب قطر على وتر الدول البراجماتية التى تستهدف الحصول الفورى على مكاسب مالية، حتى لو انحازت فى ضوء هذه المكاسب لمواقف لا تخدم قضاياها ومصالحها وأمنها القومى فى المديين القريب والمتوسط، وهنا إشارة صريحة إلى "السودان" تحديدا، التى غلّبت المال والمصالح المباشرة لعدد من رؤوس نظام عمر البشير، على الانتماء لمحيطها العربى وعلاقاتها التاريخية بمصر.

ولا يعنى اللجوء السودانى لقطر وعرض شراء صوتها مناكفة لمصر فحسب، بل مناكفة لحلفائها الخليجيين أيضا، أولئك الذين يطالبون قطر بالكف عن تمويل الإرهاب والتدخل فى شؤونها وتبنى أعدائها من الجماعات والميليشيات الإرهابية، لأن نجاح المرشح القطرى يعنى تقوية موقف الدوحة فى المحافل الدولية ضد الدول العربية بالكامل، واستمرارها على خطها السابق فى دعم القلاقل التى تشهدها دول المنطقة، وصنع مزيد منها، وهو خطأ استراتيجى لا يدرك النظام السودانى ولا الرئيس عمر البشير تداعياته المرحلية، والأفدح أنه إلى جانب هذا الارتباك فإن النظام السودانى يفسح المجال لعناصر الجماعات المتطرفة المقيمة على أراضيه للهجوم على مصر ومرشحتها، والدفاع عن وتأييد ومبايعة المرشح القطرى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أمريكا تلغى تأشيرة دخول فرقة بوب فيلان.. وبريطانيا تحقق في الإساءة لإسرائيل

الحكومة الإيرانية: لم يتم إتخاذ قرار بشأن الدخول فى مفاوضات

سيدة تتهم سائق تاكسى بالاعتداء عليها أمام أطفالها في بورسعيد.. صور

علا الشافعى تحيى ذكرى ميلاد وحيد حامد: الدنيا من غيرك ناقصة كتير

لحظة العثور على جثمان الطفلة مريم في عرض البحر.. فيديو متداول


مجلس النواب يحسم قانون الإيجار القديم فى جلسة اليوم

اختفت 3 أيام فى البحر.. عوامة وأمواج وغفلة الأب تفاصيل غرق الطفلة مريم

مواعيد مباريات اليوم.. ريال مدريد ضد يوفنتوس فى ختام دور الـ16 للمونديال

جوارديولا: الهلال استحق الصعود أمام مانشستر سيتى.. وبونو وسافيتش الأفضل

20 % أعمال سنة من مجموع طلاب الشهادة الإعدادية بتعديلات قانون التعليم


صرف معاشات يوليو 2025 بالزيادة 15% بدءا من اليوم

الزمالك يعرض على المدرب الجديد الصفقات المرشحة لتدعيم الفريق

خالد صلاح يكتب: رسالة إلى طلاب الثانوية العامة.. "فكروا في الشغل الأول".. ولا تقعوا في وهم كليات القمة والتفاخر الاجتماعي الأحمق

الزمالك يستفسر من محمد السيد عن حقيقة التوقيع للأهلي

الأهلي يسابق الزمن لحسم صفقة المدافع الجديد لحل أزمة "المساكين"

حروب التجارة وتوترات الشرق الأوسط تلقى بظلالها على اجتماع كبار محافظى البنوك المركزية

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى