"وصلة" لعبة عربية للكلمات المتقاطعة على "أندرويد" متهمة بتحريف القرآن.. طورتها شركة منسوبة للقدس.. المستخدمون حملوها أكثر من 5 ملايين مرة.. وأستاذ بالأزهر: لا يجوز شرعًا استخدام الآيات فى الترفيه أو الزينة

لعبة وصلة للكلمات المتقاطعة

كتبت سارة درويش

الأحد، 15 أكتوبر 2017 10:30 م

لعبة عربية بسيطة مجانية وسهلة الاستخدام، يمكنها أن تعمل فى غياب الإنترنت وتساعد على إثراء معلوماتك فى شتى المجالات وتنشيط العقل، بهذه الحسبة البسيطة يمكن لأى أب أو أم أن يختاروا تحميل لعبة "وصلة" للكلمات المتقاطعة على هواتفهم الذكية من أجل تسلية أطفالهم أو تسليتهم هم شخصيًا فى أوقات الفراغ، دون أن ينتبهوا إلى مراجعات المستخدمين المنشورة أسفل اللعبة والتى تتهمها بتحريف القرآن وعدم دقة المعلومات الثقافية داخلها، فعلى الرغم من هذه التقييمات يظل تقييم اللعبة على متجر جوجل للتطبيقات مرتفعًا ووصل إلى 4.7 من 5.

مستوى تقييم اللعبة

هذه اللعبة التى نشرت على متجر "جوجل" للتطبيقات منذ عامين تقريبًا تخطى عدد مرات تحميلها حاجز الـ 5 ملايين مرة، وتم تقييمها من قبل 504 ألف و715 مستخدم، وتنتشر على الإنترنت العديد من مقاطع الفيديو والتدوينات التى تتضمن حلول ألغاز اللعبة، فقد بلغ عدد صفحات نتائج البحث عن "حل لغز وصلة" 5.020 نتيجة، وهى واحدة بين 20 لعبة طرحتها شركة للبرمجة تحمل اسم "تطبيقات الرازى" كتبت فى ملف تعريفها أنها تنتمى إلى القدس.

لعبة وصلة

وتقدم اللعبة 120 لغزًا من الكلمات المتقاطعة يتم حلها من خلال إجابة بعض الأسئلة المتنوعة التى تختبر المعلومات العامة حول الجغرافيا والشخصيات العامة والمشاهير وماركات السيارات وأسئلة أخرى، منها من هو قائل العبارة، وأكمل بيت الشعر أو الجملة أو أكمل الآية.

استخدام الآيات القرآنية فى اللعبة

هذا النوع الأخير من الأسئلة تسبب فى اتهام اللعبة بتحريف آيات القرآن الكريم، حيث قال عدد من المستخدمين إنه فى إحدى مراحل اللعبة طلب سؤال أكمل الآية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ" بكلمة "شيطان" دون "ال " التعريف، وانتقد مستخدم آخر سؤالاً يتعلق بمعلومات حول القرآن الكريم كآخر سورة نزلت فى مكة.

جانب من الانتقادات فى مراجعات المستخدمين (2)

انتقادات واتهامات من أحد المستخدمين بتحريف القرآن

جانب من الانتقادات فى مراجعات المستخدمين

انتقد مستخدمون آخرون عدم الدقة الإملائية فى اللعبة مما قد يلقن الأطفال معلومات خاطئة، وانتقدوا أيضًا عدم دقة المعلومات الجغرافية كاعتبار أريتريا دولة عربية.

جانب من انتقادات المستخدمين

ويقول الدكتور محمود عبد الخالق الأستاذ بالأزهر الشريف والداعية بوزارة الأوقاف، إن ما حدث فى اللعبة من استخدام إحدى الكلمات فى آية قرآنية بحروف ناقصة هو نوع من التحريف غير المقصود، ولكنه يدخل فى باب التحريف، فهذا النوع من الأخطاء يمكن أن يخرج الآيات من معناها.

وقال الأستاذ بالأزهر الشريف، إنه لا يجوز شرعًا استخدام الآيات القرآنية فى اللعبة، واعتبر استخدامها استهزاء بآيات الله وهو نوع من التشبه بالكفار.

وأوضح لـ"اليوم السابع"، أن القرآن الكريم نزل لهداية البشر، ونزل ليتعبد به الناس فى الأرض، أما استخدام الآيات القرآنية فى لعب ولهو فهذا منهى عنه شرعًا لأنه يأخذ حكم ما نزل فى المنافقين وأنهم كانوا يأخذون الآيات لعبًا وخوضًا، وأنزل الله فيهم الآية الكريمة: "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ "[التوبة: 65-66].

وتابع: الآيات القرآنية لها مكانتها فى الإسلام، فلا يجوز استخدامها فى لعبة أو وسيلة للترفيه، لأن هذا استخدام فى غير ما نزلت به، وكذلك استخدام الآيات القرآنية فى الإكسسوارات والتزيين فهذا استخدام للآيات فى غير سبب نزولها.

وأشار إلى أن عرض الآيات القرآنية فى ما يشبه عرض شرائح لا بأس به، فلا مانع من استخدام التقنيات الحديثة فى عرض آيات القرآن لحفظها أو تدبرها وليس اللعب والاستهزاء.