أين ذهبت كتب المعارك الفكرية؟.. مثقفون: زمن طه حسين انتهى.. وليس كل ضجة مفيدة.. البرامج التليفزيونية أصبحت البديل لإثارة الجدل.. ويؤكدون: المؤلفون مشغولون بالجوائز

كتاب الإسلام وأصول الحكم
كتاب الإسلام وأصول الحكم
كتبت بسنت جميل
هل يمكن القول إن الكتاب الأزمة اختفى، أو على الأقل تراجع؟ ولم نعد نسمع عن أزمة فكرية تثيرها رواية أو كتاب تاريخ.. طرحنا هذه السؤال على عدد من الكتاب والنقاد والذين اتفقوا على ذلك لكنهم اختلفوا فى أسبابه.
 
قال الناقد الدكتور حسين حمودة، إن غياب كتاب الأزمة حاليًا ملحوظة صحيحة، هناك كتب عربية متعددة طرحت ونشرت فى فترات مختلفة، وأثارت قضايا كبيرة ومهمة، وحركت المياه الراكدة أحيانا، بعضها استدعى الوصول إلى شاحات القضاء.
 
 
وأوضح حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" بعض هذه الكتب كانت مهما جداً،  مثل كتاب طه حسين "فى الشعر الجاهلى" وكتاب على عبد الرازق  "الإسلام وأصول الحكم"، ورواية نجيب محفوظ "أولادنا حارتنا، وهناك كتابات أخرى أثارت ضجة من نوع آخر، عندما اصطدمت بالرقابة المهتمة بالسياسية أو الجنس أو الدين مثل مسرحية عبد الرحمن الشرقاوى "الحسين ثاثراً"، ورواية حيدر حيدر "وليمة لإعشاب البحر"، وراوية أحمد ناجى "استخدام الحياة"، هذه الكتابات الأخيرة كان صدامها مع الرقابة جزئيا إلى حد ما.
 
وفسر حسين حمودة، غياب الكتب التى تعمد إلى قضايا كبرى، وتؤدى إلى صدام كبير، بأن كثيرًا من المفكرين والمثقفين والمبدعين الآن مشغولون بقضايا الواقع الراهن القائم أكثر مما هم مشغولون بالأسئلة الكبرى، وبعض المنظرين يرون أن هذا العصر، ليس عصر القضايا والأسئلة والكبرى.
 
ولفت حسين حمودة، إلى أن الأسئلة والقضايا التى راودت الإنسان فى أزمنة قديمة سابقة سوف تظل تراوده فى الأزمنة القادمة، ومن يدرى؟ ربما تطرح وتنشر كتب جديدة تحرك المياه الراكدة. 
 
ومن جانبه، قال الدكتور الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن، إن الكتب التى تثير ضجة تظهر على فترات متباعدة ولا نقيس الأمر على سنة أو ثلاثة سنوات. 
 
وأوضح عمار على حسن، أن الكثير من الأمور الدينية التى كان ينظر إليها باعتبارها أمرًا غير مقبول لم تعد على حالها الآن، كما أن حالة التقديس المزيف التى كانت سائدة لبعض الأفكار لم تعد على حالها الآن. 
 
 
 
وأكد عمار على حسن، أنه تم كسر شوكة التيارات الدينية، ولم تعد على حالها، علاوة على ذلك أن هناك منبرًا آخر يثير الجدل وليس الكتب فقط، فالبرامج التليفزيونية يعلق عليها الناس بدل من الكتب. 
 
وتابع عمار على حسن: "هناك قرارات سياسية معينة تثير الجدل مثل قرار المساواة بين الرجال والنساء فى الميراث بدولة تونس، فهذا القرار آثار جدلاً أكبر  بكثير من الكتب التى تناقش قضية معينة". 
 
وأضاف عمار على حسن، الأمر لم ينته تمامًا فهناك بعض الكتب يلاحظ أنها تكسر حدود المسموح فى السلطة بالطرح السياسى وليس الدينى.  
 
وفى السياق ذاته، قال القاص الكبير سعيد الكفراوى، إن هناك أسبابًا موضوعية لغياب الكتب التى تثير أزمة حقيقة، فأولاً الثقافة  المصرية كتاريخ وتراث خلال السنوات الماضية توقفت عن تجديد نفسها، فهى تمارس الآن إعادة إنتاج  ما قدمته سابقا بسبب البيروقراطية لم تعد تضيف جديدًا. 
 
 وأوضح سعيد الكفراوى، أن الكتب التى تثير الجدل وتمارس النقد وتسعى إلى المعرفة من ثم تسبب الخلاف لا تجد المناخ الليبرالى الحر لكى تتنفس فيه، مضيفًا أن الكتابة جميعها الآن سواء التى تناقش فكرة سياسية أو إبداعية أو نقدية يكون مؤلفها منشغلاً فى وقت تأليفها بالجوائز.
 
 
ولفت سعيد الكفراوى، إلى أن غياب الحوارات بين الأحزاب والمؤسسات وعدم وجود تيارات فكرية جديدة، عمل على غياب المعارك الفكرية وغياب الأفكار العظمية مثل التى قدمها طه حسين قديمًا. 
 
وأضاف سعيد الكفراوى، أن الخلاف الثقافى قادر على إنتاج الأفكار الكبيرة، التى تخلق التيارات، لهذا نحن نحتاج إلى مناخ عام وثورة فكرية لتجديد الأفكار والدخول فى زمن الحداثة. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بيراميدز يفقد 4 نقاط في 3 مباريات في انطلاقة الدوري.. تعادلان وفوز

وزير الرى: التكنولوجيا تلعب دورا محوريا فى إدارة المياه والتنبؤ بمخاطر المناخ

لايبزيج فى ضيافة بايرن ميونخ فى افتتاح الدوري الألماني الليلة

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

طلبات طاعة بعد شهور من الزواج.. كيف تسقط الزوجة اتهامات الزوج لها بالنشوز


حكاية أشهر لوحة فى متحف محمود سعيد بالإسكندرية.. لوحة "زانيرى" أشهر مصور إيطالى ولد وعاش بعروس البحر المتوسط.. وخبير: عبقرية الأداء الفنى وتمازج الألوان الطبيعية للبشرة والملابس وسميت منطقة كلمبة باسمه.. صور

"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

موعد مباريات الجولة الرابعة من الدوري الممتاز

المصري يستأنف تدريباته بعد انتهاء الراحة استعداداً لمواجهة حرس الحدود

تعرف على أبطال مسلسل House Of Guinness الجديد


14 عاما على رحيل كمال الشناوى.. دخل قائمة أفضل 100 فيلم بـ6 أفلام

هل ينجح لبنان فى معركة "حصر السلاح"؟.. حزب الله يتمسك بسلاحه ويهدد باحتجاجات فى الشوارع.. إيران تجدد الدعم.. جلسة لمجلس الوزراء فى نهاية أغسطس لمناقشة الجدول الزمني للتنفيذ.. وضغوط إسرائيلية تزيد المشهد تعقيدًا

حكاية مقبرة "نى كاعنخ" مشرف القصر أو مشرف المدن الجديدة فى الدولة القديمة.. نحتت على هيئة مصطبة صخرية بهيكلها 16 تمثالا لصاحب المقبرة وعائلته.. ولها بابان وهميان فى جدارة الغربى ونحت خلفهما بئران عموديان.. صور

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. محكمة أمريكية تلغى حكما طال ترامب.. نتنياهو: الجيش سيسيطر على غزة..واجتماع وزارى طارئ "للتعاون الإسلامى" لمناقشة العدوان على الفلسطينيين

محمود ناجى حكما لمواجهة السنغال والكونغو فى ربع نهائى "الشان"

اتحاد الكرة يمدد موعد سداد اشتراك الأندية فى كأس مصر

محمود فوزى: نظام البكالوريا مجانى ومتعدد ويقضى على شبح الثانوية العامة

بالتزامن مع عمرة المولد النبوى.. إطلاق منصة"نسك عمرة" بـ7لغات بدون وسيط.. تمكين المعتمرين من التقديم المباشر للحصول على التأشيرات.. واختيار باقات الإقامة والمواصلات والجولات الإثرائية عبر المنصة

مبادرة صحح مفاهيمك توضح خطورة الشائعات وأسبابها وكيفية التصدى لها.. وتؤكد: سلاح مدمر والعلاج يكون بالتزام الصدق والتثبت ونشر الوعي.. والحذر من الشائعات واجب ديني ووطني لحماية المجتمع من الفتن والقلاقل الداخلية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى