نزيف اقتصادى لـ"كردستان" فى "حرب كركوك".. القوات العراقية تسيطر على مطار المدينة وحقول النفط والغاز.. الجيش العراقى يبسط نفوذه على الحى الصناعى.. والأكراد يفقدون قضاء "داقوق" أهم المناطق الزراعية بالمحافظة

تواصل القوات العراقية، تقدمها فى محافظة كركوك، وإحراز المزيد من المكاسب خلال مواجهاتها مع قوات البيشمركة الكردية، التى بدأت فجر اليوم الاثنين، فإلى جانب الانتصارات العسكرية وبسط نفوذ الدولة العراقية على مساحات كبيرة من الأرض، هناك خسائر اقتصادية تتكبدها رئاسة إقليم كردستان، نتيجة لفقدانها تلك البقعة الهامة من الأراضى التى كانت خاضعة لسيطرتها قبل المواجهات العسكرية اليوم.

وفى هذا الصدد، أعلن الجيش العراقى، فى بيان رسمى، اليوم الاثنين، أن القوات العراقية، انتزعت مطار كركوك من أيدى القوات الكردية، وذلك عقب تمكنها فى وقت مبكر مع بداية المواجهات المسلحة، من السيطرة على مقر شركة نفط الشمال، شمال غرب كركوك، ومصفاة نفط تقع بالقرب منها، من القوات الكردية، دون قتال.

القوات العراقية تواصلها تقدمها فى محافظة كركوك

كما سيطرت القوات العراقية على أهداف حيوية أخرى فى جنوب وشمال محافظة كركوك، منها محطة الغاز، والمنطقة الصناعية، ومعمل الغاز فى الشمال، ومحطة كهرباء ملا عبد الله، وحقل بابا غرغر، وجاءت تلك الانتصارات والمكاسب الاقتصادية، عقب السيطرة على أكبر قاعدة عسكرية فى المحافظة، وهى قاعدة "كى وان" الجوية.

وقال بيان عسكرى عراقى، اليوم، إن القوات العراقية انتزعت السيطرة على عدد من المواقع جنوب كركوك من أيدى القوات الكردية، بما فى ذلك "منشأة غاز الشمال، ومصفى بجانب منشأة الغاز"، وكذلك على الحى الصناعى جنوبى المدينة، وأضاف البيان "ما زالت القطعات (القوات) مستمرة بالتقدم".

وفى السياق ذاته، أكد مسئول بوزارة النفط العراقية، لـ"رويترز"، فى بغداد، إن إنتاج النفط والغاز بمنطقة كركوك، يمضى كالمعتاد رغم عملية عسكرية عراقية جارية لانتزاع السيطرة على المنطقة من القوات الكردية.

الأطفال يحيون القوات العراقية خلال تقدمها فى كركوك

فيما قال قائد عسكرى مشارك فى العملية، "بعض القيادات الكردية الأخوية المخلصة، وافقت على تسليم منشآت شركة نفط الشمال، وشركة غاز الشمال، التابعة للدولة"، وقال مسئول الوزارة، "لدينا اتفاق مع بعض القيادات الكردية، بأن تبقى منشآت النفط والغاز بعيدة عن الصراع"، والجدير بالذكر أن نفط الشمال، تساهم بحصة صغيرة من إجمالى إنتاج النفط فى العراق، وتضخ الخام بشكل رئيسى من حقول فى الجنوب.

وفى ظل تقدم القوات العراقية، وتحقيقها انتصارات متتالية، قال تليفزيون "رووداو" الكردى، فى نبأ عاجل، إن البيشمركة الكردية، تراجعت من مواقع جنوب كركوك، كما أفادت مصادر عراقية، بأن قوات البيشمركة، انسحبت بالكامل من قضاء داقوق، الواقع جنوب محافظة كركوك، وقالت المصادر، فى تصريح لقناة (السومرية نيوز) العراقية، "إن قوات البيشمركة انسحبت على شكل أرتال من داقوق، الواقعة على بعد 40 كم جنوب كركوك".

الأهالى يستقبلون القوات العراقية المتقدمة فى كركوك

ويعد قضاء داقوق، من المناطق الزراعية، التى تشتهر بخصوبة أراضيها وبحقولها الخضراء، بالإضافة إلى اهتمام أهلها بتربية الحيوانات، كما يجيد العديد من أهالى داقوق، مهنة النسيج وصناعة السجاد اليدوى والحرف اليدوية الأخرى، ليصبح فقدان هذه المدينة خسارة إضافية على فاتورة الأكراد.

وعلى جدول الخسائر الاقتصادية للأكراد أيضًا، أفاد مصدر أمنى عراقى، فى محافظة كركوك، بأن اشتباكات مسلحة اندلعت فى فلكة، الحى الصناعى، جنوب المحافظة، وقال المصدر فى تصريحات لقناة "السومرية نيوز"، فجر اليوم، إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين القوات المسلحة العراقية، والبيشمركة، فى فلكة، الحى الصناعى، جنوب المحافظة، مضيفًا أن هناك أصوات إطلاق نار متفرقة فى عدد من مناطق المحافظة.

مواطنو كركوك يرحبون بالقوات العراقية المتقدمة فى مدن المحافظة