بالصور.. ننشر نص كلمة مفتى الجمهورية بالمؤتمر الثانى للأمانة العامة لهيئات الفتوى

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
كتب ــ لؤى على -أسامة طلعت - تصوير أحمد معروف

ينشر "اليوم السابع" كلمة الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، خلال افتتاح المؤتمر الثانى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، الذى يأتى تحت عنوان "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"، وجاء نص الكلمة كالتالى:

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتبع هداه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

صاحب الفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

معالى الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامى

سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان مفتى الجمهورية اللبنانية

معالى الدكتور محمد مطر الكعبى رئيس هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية بأبو ظبى

أصحاب المعالى والسماحة والفضيلة والفخامة ضيوف مصر الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرنى أن أرحب بكم فى وطنكم الثانى مصر … منبع الحضارة والتاريخ، وكعبة العلم والأزهر الشريف، مصر التى كانت - ولا زالت وستظل - منزلا طيبا مباركا للقاصدين من العلماء والباحثين من شتى أقطار الأرض، مصر التى تمد يديها دائما بالخير والأمن والسلام لمن أراد بها ولها الخير، كما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم على لسان نبى الله يوسف عليه السلام: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" يوسف: 99.

فأهلا ومرحبا بكم.

أصحاب المعالى والسماحة والفضيلة، يسعدنى أن نلتقى هنا فى مؤتمرنا الثانى الذى تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم تحت عنوان: «دور الفتوى فى استقرار المجتمعات»، ولا يخفى على شريف علمكم ذلكم الظرف العصيب الذى تمر به مصر والمنطقة بأسرها، بل والعالم كله، بسبب تنامى ظاهرة الإرهاب والتطرف نتيجة إصدار تلك الفتاوى المضللة المنحرفة المجافية للمنهج الوسطى الصحيح واتباعها، مما كان له أسوأ الأثر فى انتشار العنف والفوضى، وتدمير الأمن والسلم، وتهديد الاستقرار والطمأنينة التى تنعم بها المجتمعات والأفراد.

 

وإذا كان العالم بأسره ينتفض الآن لمحاربة الإرهاب فإنه ينبغى على أهل العلم وحراس الدين والعقيدة من أهل الفتوى والاجتهاد أن يعلموا أنهم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، ألا وهو ثغر تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة، وجهادنا فى ميدان المعركة لا ينفك لحظة عن جهادنا فى ميدان الفقه والفكر

 

وأما على الصعيد العالمى والدولى فلا شك أن الإرهاب يسعى لفرض سيطرته وبسط نفوذه على عقول العامة والشباب عن طريق نشر الفتاوى المضللة والأفكار المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، مما كان له أسوأ الأثر فى نشر العنف والفوضى وتهديد السلم والأمن فى كثير من بلادنا، ولولا فضل الله ثم تكاتف الدول العربية والإسلامية فى محاصرة منابع تمويل الإرهاب ومصادره لتغير الواقع بما لا تحمد عقباه. ومن ثم، فإنه ينبغى على أهل العلم -وأخص منهم المعنيين بشأن الفتوى والاجتهاد ومتابعة المستجدات- أن تتوحد كلمتهم فى شأن مكافحة الإرهاب ومحاصرة الفتاوى الشاذة المضللة المهددة لاستقرار وأمن المجتمعات. وهذا المؤتمر العالمى الذى تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم ليعد فرصة كبيرة لتحقيق هذا الغرض، وإن الأمة الإسلامية، بل العالم أجمع، ليتابع عن كثب ما ينتج عن هذا المؤتمر من نتائج وتوصيات تصلح أن تتحول إلى برامج عملية فى واقعنا المعاش.

 

أصحاب الفضيلة: ولا تتوقف أهمية هذا المؤتمر عند حد قضية مكافحة الإرهاب والتطرف، بل يتسع ليشمل النظر فيما تسببه فوضى انتشار الفتاوى والآراء الشاذة وافتراض الصور النادرة البعيدة التى لا تمت للواقع بصلة من بلبلة وحيرة وعدم استقرار فى عقول الناس وقلوبهم وحياتهم، وقد يستحسن التخيل وافتراض بعض الصور فى مجال بحث الأحكام الفقهية للدربة وإعمال القواعد الفقهية والضوابط المرعية، أما الفتيا فمجالها ما يشغل الناس بالفعل ويمس حياتهم وواقعهم، ووظيفة المفتى أن يجد الحلول الناجعة لمشكلات الناس وفق مقاصد الشرع الحنيف، لا أن يشتت أذهانهم ولا أن يشغل عقولهم بما لا يعود عليهم بنفع فى دينهم أو دنياهم.

 

ومما لا شك فيه أن قضية الفتوى وما يتعلق بها من ضوابط وقواعد من أهم قضايا العصر التى يجب أن ينشط لها أهل العلم والاجتهاد، وذلك لضبطها وبيانها، فإن كثيرا من المتصدرين لهذا الأمر بغير حق لم يفرقوا بين الفتوى التى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، وبين الحكم الذى هو أمر ثابت بناء على فهم معين للدليل الشرعى وفق مذهب المجتهد، ومن ثم فقد أحدث تصدر غير العلماء وغير المؤهلين اضطرابا كبيرا نتج عنه خلل واضح فى منظومة الأمن والأمان، وأصبح السلم العالمى مهددا نتيجة التهور والاندفاع والتشدد الذى اتخذه البعض مطية لتحقيق أغراض سياسية بعيدة تماما عن تحقيق مقاصد الشريعة السمحة الغراء. وبناء عليه، فإن مؤتمركم هذا تنعقد عليه آمال كبيرة فى القيام بحركة تصحيحية تنير الطريق وتزرع معالم الهدى والرشاد للفتوى العصرية المواكبة لمطالب الحياة والإحياء والتحضر والاستقرار، وتتصدى لفوضى الإفتاء بالوسائل الوقائية والعلاجية معا، وتضبط منظومة الفتوى ضبطا محكما يسد المنافذ على العابثين ودعاة الفوضى.

 

السادة الحضور الكرام: لا يغيب عن شريف علمكم أن الفتوى هى اسم لما يصدره الفقيه فى نازلة معينة، وهى منصب عظيم جليل استحق صاحبه أن يكون موقعا عن رب العالمين تبارك وتعالى، وهى معلم من معالم الإسلام ودرجة عليا رفيعة من مراتب التفقه فى الدين، يبذل فيها الفقيه وسعه لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلات الناس ومعضلات الحياة التى تتسارع حركتها وتتعقد مشكلاتها فى كافة المجالات تعقيدا يستحيل معه أن تقف رؤية المفتى عند ما سطره الأسلاف فى زمان غير الزمان وواقع غير الواقع. وتتمثل الإشكالية التى يواجهها المفتى دائما فى أمر الفتوى، فى أنه مطالب بأمرين لا غنى عن أحدهما بالنسبة إلى الناس:

 

الأول: إيجاد الحلول المناسبة لقضايا الناس ومشكلاتهم التى تصل أحيانا إلى درجة من التعقيد تحتاج إلى جرأة وشجاعة فى الاجتهاد وفق ضوابط الفقه والشريعة الغراء.

 

الثانى: أن تنسجم هذه الحلول انسجاما تاما مع التزام الناس وتعايشهم وتمسكهم بالشريعة الإسلامية الغراء، ورحم الله الإمام سفيان الثورى إذ يقول: إنما العلم الرخصة من الثقة، وأما التشديد فيحسنه كل أحد. ولا شك أن هذا المعنى مضمن فى قوله تعالى: "هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج" الحج: 78، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين يسر".

 

ولهذا تم اختيار موضوع هذا المؤتمر بدقة وعناية، إيمانا منا بأهمية الفتوى ودورها فى استقرار المجتمعات وأمنها، فموضوع المؤتمر ومحاوره خطوة فى غاية الأهمية فى منظومة تجديد الخطاب الدينى، وهو بدوره يعمل على سحب البساط من تيارات الإرهاب والتطرف التى تحاول الإفساد فى الأرض من خلال نشر فتاوى التطرف والعنف.

 

ولذا، تعمل الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم على إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للمتصدرين للفتوى فى العالم يكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى التى يستعين بها المسلم على العيش فى وطنه وزمانه دون اضطراب أو عنت، كما ترسخ عنده قيم الأمن ومعالم الاستقرار

 

 وبناء على ذلك وضعت الأمانة خريطة محاور المؤتمر التى بنيت على دراسة الفتاوى الشاذة ورصدها، وتعقب الحركات المتطرفة، وتقديم المبادرات الإفتائية التى تمثل عنصرا مهما من عناصر حل مشكلات انتشار الفتاوى الشاذة من غير المتخصصين أو من الجماعات المتطرفة بما يساعدنا على تأصيل الاستقرار المجتمعى ونشر قيم التعايش السلمى بين الناس. ونحن نأمل من هذا المؤتمر أن يعود بالخير والتنمية والرقى على الأمة الإسلامية.

 

ولا يفوتنى فى هذا المقام الكريم إلا أن أتقدم بموفور الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لرعايته الكريمة لهذا المؤتمر الذى أتى استجابة للمبادرة التى أطلقها بضرورة تجديد الخطاب الدينى ومحاربة الأفكار والتيارات المتطرفة، ونشكر أيضا على الدعم الكبير الذى يقدمه لدار الإفتاء المصرية وللأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.

 

أسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الخير فى القول والعمل، وأن يكلل الجهود القائمة على هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق. أجدد شكرى وترحيبى بالسادة الضيوف، وأرجو لهم إقامة طيبة … والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

ترامب "أنا صوتكم".. البيت الأبيض يطلق حسابا على تيك توك

أهم المعلومات عن مشروع مونوريل غرب النيل.. صور

عادت الخضراء.. تونس تنجو من فخ الغنوشى والتنظيم الدولى.. تواصل معركة النفس الطويل مع الإخوان بعد قرارات 25 يوليو المفصلية.. تنقية المؤسسات بداية الخلاص والتعافى من المؤامرة.. وبرلمانى تونسى: خططوا للبقاء الأبدى

صانع التاريخ.. الصحف العالمية تحتفى بثلاثية محمد صلاح الذهبية

تامر عاشور يطرب جمهور ليبيا فى حفل غنائى الخميس


الجيل الثانى لمنظومة الرى المصرية 2.0.. القاهرة تتصدر المشهد الإقليمى فى معالجة المياه لتعظيم الاستفادة من كل قطرة.. 3 مشروعات عملاقة لمعالجة الصرف الزراعى.. الاستراتيجية تساهم فى إنجاز 4.8 مليار م³ طاقة معالجة

الإنسان أولا.. مصر ترسم خريطتها التنموية حتى 2029.. اعرف تفاصيلها

الجونة يستدرج غزل المحلة اليوم فى الغردقة بحثا عن العلامة الكاملة بالدورى

"زعيم ألمانيا".. ألقاب بايرن ميونخ المحلية بعد التتويج بالسوبر "إنفوجراف"

الإليزيه: رسالة نتنياهو لماكرون لن تمر دون رد وتحليلاته "وضيعة وخاطئة"


إلغاء قوانين الإيجار القديمة بعد مرور 7 سنوات من تطبيق القانون الجديد

بشرى لأهالى الإسكندرية.. هدم كوبرى المندرة بالكامل وحل أزمة المرور شرقا.. المحافظة تعلن انتهاء المسارات البديلة.. المشروع امتداد لتوسعة الكورنيش 5 حارات.. وتجهيز الطريق لاستكمال مسار مترو أبوقير.. فيديو وصور

وزير الخارجية السوري يبحث مع وفد إسرائيلي تعزيز الاستقرار في سوريا

بعد الإسماعيلي.. بيراميدز منتقدا التحكيم: 4 حالات طرد فى 3 مباريات فقط بالدورى

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

تنفيذ حكم الإعدام فى قتلة الإعلامية شيماء جمال.. والأسرة تعلن موعد العزاء

مرسى علم مالديف مصر قلب الطبيعة البكر فى محمية وادى الجمال.. الأسطورة التى سقطت من السماء فى بحيرة النيزك.. وموطن السلاحف وعروس البحر فى أبو دباب.. ويستقبل مطارها الأسبوع الجارى 185 رحلة طيران أوروبية.. صور

بورتريهات الفيوم.. فن ميز حضارة المحافظة منذ آلاف السنين.. ترجع للعصور اليونانية والرومانية.. لوحات زيتية مرسومه بالشمع على الخشب أو القماش بأحجام 20× 30 سم.. وجميع المرسومين يتميزون بالشعر المجعد.. صور

"الوزراء السعودي" يدين ما يُسمى بـ"رؤية إسرائيل الكبرى"

حياة كريمة فى البلد.. تجهيز وتشغيل 10 وحدات صحية ببنى سويف.. توريد تجهيزات طبية وغير طبية لـ10 وحدات أخرى.. افتتاح 4 وحدات لذوى الهمم بـ 4 مراكز.. والشريف أول وحدة طب أسرة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى