شيخ الأزهر: أصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها لتبدو شاذة

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على - تصوير أحمد معروف

-       الساحة الآن تعج بتصدُّر بعض أدعياء العلم حلقاتِ تشويه الإسلام والجرأة على القرآن والحديث والتراث في حملة موزعة الأدوار

-       أهل العلم الصحيح وأهلُ الفتوى في أيامنا هذه قد ابتلوا بنوعٍ من الضغوط والمضايقات لم يعهدوه بهذا التحدِّي

-       الهجوم المبيَّت بليلٍ على تراث المسلمين لم يعدم دعاوى زائفة يغلَّف بها للتدليس على الشباب

-       أصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها لتبدو شاذَّة منكرة

-       من المعتاد إدانة الأزهر وإدانة مناهجه بعد وقوع الحوادث الإرهاب وكلما أحرز الأزهر نجاحًا في تحقيق رسالته

-       الهجوم على الحضارة الإسلامية والأزهر يتزامن مع المطالبات بإباحة الشذوذ ودعوات مساواة المرأة والرجل في الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم

-       نقترح إنشاء أقسام علمية متخصصة في كليات الشـريعة أو كليات العلوم الإسلامية باسم «قسم الفتوى وعلومها»

 

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن كلمته اليوم فى مؤتمر دار الإفتاء المصرية عن "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"هى أشبه بنفثة مصدور أو زفرة مكلوم؛ بل هى شكوى الغريب أحملها إلى أهل العلم، وسـدنة الشـريعة وحرَّاس القيم السماوية، مما تعج به الساحة الآن من اكتساح العملة الزائفة للعملة الحرة الأصيلة فى مجال الفتاوى وتبليغ شريعة الله للناس، ومِنْ تصدُّر بعض أدعياء العلم حلقاتِ تشويه الإسلام والجرأة على القرآن والحديث وتراث المسلمين، وجلوسهم على مقاعد العلماء، فى حملة موزعة الأدوار، وفى جرأة ممقوتة، ما أظنها تخفى على أحدٍ، ممن يضيق بهذه الفوضى، وينشغل بهذا الهمِّ الذى لا همَّ يفوق خطره، حتى لو كان همَّ العيش وضرورات الحياة.

 

وأضاف الطيب، أن دور الإفتاء هى الجهات الوحيدة التى يعرفها الناس، ويطرقون أبوابها كلما حزبهم أمر البحث عن حكم الله تعالى فيما يطرأ لهم من شؤون الدنيا والدِّين، وفيما يرغبون أن تستقيم على هديه حياتهم: إبراءً للذمَّة وطمعًا فيما عند الله.. وكان اختيار المفتى هو بمثابة اختيار لمن يبلغ عن الله تعالى.. وقد تبين لى حين كنت فى منصب المفتى أن أغلب أسئلة المستفتين مما تسهل الإجابة عليه، وأن بعضًا منها لا يمكن أن يستقل بالإفتاء فيه وقت واحد، مهما بلغ حظه من الإحاطة بعلم الفقه والأصول، مثل: مسائل البنوك، ونقل الأعضاء، وبنوك اللبن، والحقن المجهرى وتحديد الجنين، وغير ذلك.

 

وأكد الإمام الأكبر، على أن أهل العلم الصحيح وأهلُ الفتوى فى أيامنا هذه قد ابتلوا بنوعٍ من الضغوط والمضايقات لم يعهدوه بهذا التحدِّى، وأعنى به الهجوم على تراث المسلمين، والتشويشَ عليه من غير مؤهَّلين لمعرفته ولا فهمه، لا علمًا ولا ثقافة، ولا حسن أدب أو احترام لأكثر من مليار ونصف المليار ممن يعتزون بهذا التراث، ويقدرونه حق قدره ولم يعدم هذا الهجوم المبيَّت بليلٍ دعاوى زائفة يغلَّف بها للتدليس على الشباب، كدعاوى التنوير وحرية الإبداع وحقِّ التعبير، بل حق التغيير حتى لو كان تغيرًا فى الدِّين وشريعته، وأصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها ومجالاتها الدلالية لتبدو شاذَّة منكرة ينبو عنها السمع والذوق، قبل أن تُبث فى حلقاتٍ نقاشية، تُلصق من خلالها بشريعة الإسلام وأحكام فقه المسلمين عبر حوار ملؤه السفسطة والأغاليط والتشويش والخطأ فى المعرفة، والعجز عن إدراك الفروق بين توصيف الفعل فى ذاته، والآثار الشـرعية المترتبة عليه.

 

وأوضح شيخ الأزهر، أنه ليس من الصدفة البحتة أن يتزامن فى بضع سنوات فقط تدميرُ دولٍ عربية وإسلامية بأكملها مع دعوات مريبة تظهر على استحياء بادئ الأمر، تنادى بضـرورة تحطيم هيبة الكبير واحترامه، وتنظر إلى هذا التقليد الذى نفخر بتنشئة أبنائنا عليه، نظرة احتقار بحسبانه سلوكًا لم يَعُدْ له مكان فى ثقافة الفوضى الحديثة، مع خطة مريبة لتحطيم تراث المسلمين والسخرية من أئمته وأعلامه، وفى سُعارٍ جامح يعكس حجم المؤامرة على حضارة الإسلام، والذى يتزامن مع هجوم مُبرمَج على الأزهر، حتى أصبح من المعتاد إدانة الأزهر وإدانة مناهجه عقب أية حادثة من حوادث الإرهاب، فى سعى بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده فى قلوب المسلمين، وحتى صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد أن رصدناه بدقة، ووجدنا أنه يحدث فى إحدى حالتين: الأولى بعد وقوع حوادث الإرهاب، والثانية كلما أحرز الأزهر نجاحًا فى تحقيق رسالته فى الدَّاخل أو فى الخارج، والخطة فى هذه الحالة إما الصمت المطبق وإخفاء الحسنات، وإما البحث والتفتيش عن الهنات وإذاعتها بعد تكبيرها وتجسيمها.

 

 وبين الطيب، أن الهجوم على الحضارة الإسلامية والأزهر تزامن أيضًا مع المطالبات الجماعية بإباحة الشذوذ باعتباره حقًّا من حقوق الإنسان، وفى جرأة غريبة أشد الغربة عن شباب الشـرق الذى عرف برجولته، وباشمئزازه الفطرى من هذه الانحرافات والأمراض الخلقية الفتاكة، كما تزامن ذلك مع إزاحة البرقع عن وجه التغريب، ودعوات وجوب مساواة المرأة والرجل فى الميراث، وزواج المسلمة بغير المسلم، وهو فصل جديد من فصول اتفاقية «السيداو» وإزالة أى تمييز للرجل عن المرأة، يراد للعرب والمسلمين الآن أن يلتزموا به ويلغوا تحفظاتهم عليه.

 

واقترح الإمام الأكبر على المؤتمر الجامع لأئمة الفتوى فى عالمنا العربى والإسلامى إنشاء أقسام علمية متخصصة فى كليات الشـريعة أو كليات العلوم الإسلامية باسم «قسم الفتوى وعلومها» يبدأ من السنة الأولى، وتصمَّمُ له مناهجُ ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر على علوم الفقه فقط، بل تمتد لتشمل تأسيسات علمية دقيقة فى علوم الآلة، والعلوم النقلية والعقلية، مع الاعتناء بعلم المنطق وعلم الجدل مطبقًا على مسائل الفقه، والعناية –عناية قصوى- بدراسة مقاصد الشـريعة وبخاصة فى أبعادها المعاصرة.

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زى النهارده.. الأهلى يتوج بكأس مصر للمرة التاسعة بثلاثية فى الزمالك

رئيس الوزراء: الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى مشروع كان "حلما"

صورة تذكارية تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية فى العراق

القاهرة الإخبارية: مصر تعرض رؤيتها للقضايا العربية والإقليمية بقمة بغداد

ليلة حسم اللقب.. سيناريوهات تتويج الأهلي بالدوري قبل مباريات اليوم


الرئيس السيسى يؤكد دعم مصر جهود تعزيز التكامل الاقتصادى بين الدول العربية

علا الشافعى تكتب: قمة بغداد.. لمّ الشمل العربى برعاية عراقية.. حضور إسبانى لافت.. رهان مفتوح على دور القاهرة فى إنهاء حرب غزة.. وتفاؤل بخروج سوريا من «أسر العقوبات»

وزارة التعليم: بدء التقديم لأولى ابتدائى ورياض الأطفال أول يونيو المقبل

قبل نظر الاستئناف على حبسها.. تعرف على سبب إدانة البلوجر "روكى أحمد"

طلاب الصفين الثانى والثالث الثانوى غير ملزمين برد التابلت بعد انتهاء دراستهم


غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

لجنة التظلمات تخطر 3 أندية والرابطة بقرارات اجتماع مباراة القمة

بيراميدز ضيفا ثقيلا على بتروجت لاستعادة الانتصارات وملاحقة الأهلي

خدمة للمصريين بالخارج.. خطوات وإجراءات شحن الجثامين إلى مصر

مسودة "إعلان بغداد" تؤكد مركزية القضية الفلسطينية وتدين انتهاكات إسرائيل فى سوريا ولبنان

اللقب مصري.. نور الشربيني تتأهل لمواجهة هانيا الحمامي في نهائي بطولة العالم للاسكواش

غزل المحلة يقرر توجيه الشكر لـ بابافاسيليو وجهازه المعاون عقب الهزيمة من الجونة

الجيش الإسرائيلى يعلن رسميا بدء عملية عربات جدعون وتوسيع الحرب على غزة

موعد مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile والقناة الناقلة

استشهاد 3 أشخاص بينهم طفلة في قصف للاحتلال غرب خان يونس بغزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى