بعد 15 عاما على إعادة إحيائها.. هل أدت مكتبة الاسكندرية دورها؟.. أستاذة نقد:صراع الكبار عطلها.. والنائب نادر مصطفى:لا ننكر جهودها وتأثيرها على المثقفين أكبر.. ومدير المكتبة:الشباب نقطة ضعفنا والسيسي أوصانى بهم

مصطفى الفقى ومكتبة الإسكندرية
مصطفى الفقى ومكتبة الإسكندرية
كتب محمد سالمان

15 عامًا مضت على مشروع إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية فى عام 2002، كواحد من المشروعات البارزة التى أقامتها الدولة فى العقود الماضية، نظرًا لأنه يمكن تصنيفه أنه عنوان للحياة الثقافية فى مصر، والسؤال الآن هل قام هذا الصرح التاريخى بدوره أم لا؟.

وفقًا لفيلم تسجيلى أذاعته المكتبة للتعريف بدورها، فإن هناك أكثر من مليون زائر يقصدها سنويًا، وأكثر من ألف حدث سنويًا يقام بين جدرانها، كما يوجد بها أكثر من مليونى وعاء معرفى، وكذلك أكبر قاعدة إطلاع فى العالم، إلا أن الملاحظة البارزة على الفيلم الذى تم بثه عبر موقع "يوتيوب"، أن عدد مشاهديه على موقع الفيديوهات لم يتجاوز الـ 46 شخصًا، كما أن عدد المتابعين لقناة المكتبة على الموقع هم 12 ألفا و865 شخص فقط، وبالبحث فى صفحة المكتبة على موقع "فيس بوك" تبين أن عدد المتابعين لها هو 54 ألفا و634، وهو عدد لا يليق مع اسم مكتبة الاسكندرية.

المكتبة ملجأ للباحثين

 

ويعتبر تخطى عدد الزوار حاجز المليون سنويًا أمرًا جيدًا، لاسيما أن أسعار تذاكر الدخول، بالنسبة للمصريين هى 5 جنيهات للأفراد، و3 جنيهات لطلاب الجامعة وجنيه واحد لطلاب المدرسة، أمّا لغير المصريين 70 جنيهًا للأفراد، و10 جنيهات لطلاب الجامعات والمدارس، لكن هل تلبى المكتبة احتياجات زوارها؟، وهذا ما كشفت عنه منى ياسر، أخصائى العلاقة العامة وإعلام فى جامعة الإسكندرية وأحد المترددين على المكتبة بكثرة نظرًا لتحضيرها رسالة ماجستير فى مجال الإعلام، قائلة :"التعامل معنا كباحثين شديد الاحترام، والعاملين داخل المكتبة يتفهمون دوما احتياجاتنا لكن المشكلة أن هناك مجالات يكون فيها عدد الكتب والمراجع أقل، مثلا الإعلام لا يوجد كتب ومراجع بنفس كم مجالات التاريخ والتراث، خاصة أن الإسكندرية لا يوجد بها كليات للإعلام".

وأضافت أخصائى العلاقة العامة والإعلام بجامعة الإسكندرية :"من الأمور التى أتمنى تطويرها خلال الفترة المقبلة الجزئية المتعلقة بالبحث عن المراجع، فلابد دائمًا أن يكون لديك اسم الكتاب بالكامل وليس مجرد رأس موضوع، مثلما يحدث فى باق المكتبات، وبخلاف ذلك فإن الأمور جيدة داخل المكتبة".

وعلى نفس المنوال سارت مها خميس، معيدة بمعهد الاسكندرية العالى للإعلام، مؤكدة أن المكتبة بشكل عام مفيدة للغاية لها كأحد أهم الصروح الثقافية بالإسكندرية وخصوصا بالنسبة للباحثين، لافتة إلى أن بعض الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بتصوير الورق وطريقة إيداع الشنط والتى قد تكون عائقا لدخول المكتبة أحيانًا خاصة فى فترة المدارس نظرًا للإقبال الكبير من الطلاب لكن دون ذلك فالمكتبة مؤسسة يستفيد منها كل باحث بالإسكندرية أو خارجها يأتى للنهل من علمها.

المكتبة والوصول إلى الشباب والشارع

 

الملاحظ أن هناك حالة من الرضا بين فئة الباحثين عن دور المكتبة، لكن ماذا عن الشباب هل وصلت له رسالة تلك المؤسسة أم لا؟.. وهو ما تجيب عنه الدكتورة أمانى فؤاد، أستاذ النقد العربى الحديث بأكاديمية الفنون، قائلة: "لا أرى أن المكتبة قامت بدورها بالقدر الكافى قياسا على تاريخها فى العالم أجمع، فلم أرى لها تأثير فعال، ورغم الدعم الذى كان تلقته من الدول الأخرى، ومجلس الأمناء الذى كان مُشكل من شخصيات كبيرة، بالإضافة إلى إشراف الرئيس الأسبق حسنى مبارك وزوجته سوزان، ورغم هذا كله لا يوجد لها تأثير مباشر على المجتمع المصرى، لكن كان لها قوة جذب لمجموعة المثقفين الكبار المتواجدين فى البلد، الذين هم عادة يستحوذوا على كل شىء فى الوسط الثقافى".  

وأضافت لـ"اليوم السابع"، أستاذ النقد العربى الحديث بأكاديمية الفنون: "الشباب لم يشعر بدور مكتبة الاسكندرية بل الذين شعروا بأهميتها هم مجموعة المثقفين الذين فى الغالب يستحوذون على كل الأنشطة والفعاليات، ولا يهتموا بصنع صف ثانى أو الثالث من الكوادر يواصل المسيرة خلفهم"، موضحة أن مكتبة الإسكندرية دورها ليس مكان للقراءة، لكنه مثل الجامعة يفترض أن بها ندوات ومؤتمرات وأبحاث وجلسات يحضرها الجمهور ويتفاعل مع الأنشطة الثقافية بها، ولا أنكر أن هذا كله كان يحدث فى محيط المثقفين والمقربين منه وهو نطاق ضيق للغاية للأسف".

وتابعت أمانى فؤاد قائلة: "صرح مثل مكتبة الإسكندرية عندما تناقش موضوع هام يهم عدد كبير من المواطنين وتضع حلولا لمشاكلهم بطريقة منهجية وعلمية وقتها سيكون لها تأثير فى الشارع، لكن هذا لم يحدث نهائيا"، مضيفة :"عادة صراعات الكبار تأكل جهدهم، وفى مكتبة الاسكندرية فى أحد الفترات كان هناك صراعا تسبب فى تقسيم الموظفين حزبين، وأصبح هذا الشغل الشاغل لوسائل الاعلام المختلفة، ما أضاع الجهد المبذول".

وحول مستقبل المكتبة تقول أستاذ النقد:"أتمنى أن يكون الدكتور مصطفى الفقى، مدير عام مكتبة الإسكندرية لديه رؤية مستقبلية من أجل صناعة أجيال كصف ثانى وصف ثالث، ويصل بالمكتبة إلى المستوى التى تكون فيه فعالة فى الشارع المصرى وقضاياه، وأن تكون المكتبة مركز لوضع الاستراتيجيات المستقبلية، والقيام بدورها فى تغيير ثقافة المجتمع المصرى".

نظرة عامة على دور المكتبة

 

وبالنسبة لرؤية أهل السياسة لدور المكتبة منذ إعادة إحياؤها، يقول النائب نادر مصطفى، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، إنه لاشك فى قيام هذا الصرح بدور تنويرى هام خلال السنوات الماضية، ويكفى أنها كانت ملاذا للباحثين والمفكرين والمبدعين، مضيفًا :"أذكر العديد من المؤتمرات التى كانت تتم بداخلها لمناقشة سبل مكافحة الإرهاب والتنوير الثقافى ومحاربة الأفكار الظلامية".

وتعليقًا عن مدى وصول المكتبة إلى الفئات خارج الوسط الثقافى، أوضح أمين سر لجنة الثقافة والإعلام: "ربما تأثير المكتبة كان أعلى للمثقفين أكثر من المواطن البسيط"، مضيفًا: "بشكل عام نحن لدينا أزمة فى نشر الثقافة بشكل عام، لذا نحتاج إلى تدشين مشروع جديد للكتاب يتلافى عيوب المشاريع الأخرى، خاصة أننا نستطيع مواجهة كافة الظواهر السلبية فى المجتمع بالقراءة".

السلبيات والإيجابيات

 

فى المقابل، قال الدكتور مصطفى الفقى، مدير عام مكتبة الاسكندرية الذى تولى المسئولية بشكل رسمى فى 11 مايو الماضى، إنه فى العيد الخامس عشر لهذه المؤسسة، لابد من التأكيد على الدور الكبير الذى قامت به فى إثراء الحياة الثقافية فى مصر، وأصبحت مؤسسة عالمية على أرض مصرية، مضيفًا :" يوجد فيها بعض المشكلات، ولكننا نعالجها، وندرك أننا أمام صرح مصرى كبير يستحق كل الاهتمام".

وأضاف مدير عام مكتبة الاسكندرية فى تصريح لـ"اليوم السابع"،:"أنه فى هذه المناسبة نذكر اللذين قاموا عليها منذ بداية تأسيسها".

وتعليقًا على سؤال هل استطاعت المكتبة تأدية دورها فى الوصول إلى الشباب المصرى على الوجه الأكمل، قال الفقى :"هذه هى نقطة الضعف التى نحاول علاجها، وقد أوصانى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الاتجاه إلى إفريقيا والعالم العربى والشرق الأقصى، لأن العالم ليس كله الغرب، وأيضًا الاتجاه للشباب والشارع لأن المكتبة ليست للنخبة، وهذا لا يقلل من قيمة الاشادة الضخمة فى العيد الخامس عشر لهذه المؤسسة العالمية بالنجاحات التى تحققت".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الداخلية تضرب أوكار الجريمة بقوة.. ضبط مئات المتهمين وكميات ضخمة من المخدرات والأسلحة.. الشرطة تطيح بـ 440 متهماً وتنفذ أكثر من 84 ألف حكم قضائى.. ضبط مواد مخدرة مستحدثة وتتحفظ على فرجينيا

رحيل المذيع عاطف كامل بعد مسيرة حافلة فى ماسبيرو

الأهلي يبحث عن هدف التقدم أمام غزل المحلة بعد 30 دقيقة.. والتعادل سيد الموقف

أخبار مصر.. انخفاض فى درجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 34 درجة

أم أطفال دلجا: ضرتى أحضرت لنا بطيخة عليها اسم بنتها وكنت متوقعة إنها بتعمل أسحار


الداخلية تضبط المتهمين بالتعدى بالضرب على المواطنين بدراجة نارية

فور عرض "أزمة ثقة".. المسلسل يتصدر قائمة الأكثر شهرة على watch it

محمد صلاح ضمن أفضل 10 لاعبين فى القرن الحادي والعشرين.. بالأرقام

آسر ياسين يرتدى الحلق والسبب دوره فى فيلم ويجز الجديد "وتر واحد".. صور

الطقس غدا.. انخفاض فى درجات الحرارة وشبورة والعظمى بالقاهرة 34 درجة


التشكيل المتوقع لمباراة نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول.. موقف محمد صلاح

الأهلي فى مواجهة قوية أمام غزل المحلة فى الدوري اليوم.. 98 مباراة جمعت الفريقين.. الصخرة ودروجبا بطلا العميل المزدوج.. إمام عاشور نجم المواجهة الأخيرة.. والشناوى وزيزو وبن شرقى وشريف فى التشكيل المتوقع للأحمر

تنسيق المرحلة الثالثة.. تحذير هام من مكتب التنسيق للطلاب عند تسجيل الرغبات

موعد مباراة نيوكاسل ضد ليفربول فى الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة

ريال أوفييدو ضد الريال.. فينيسيوس يثير الجدل بعد جلوسه على مقاعد البدلاء

الداخلية تضبط التيك توكر أوتاكا بتهمة غسل 12 مليون جنيه فى العقارات والسيارات

بداية انخفاض فى درجات الحرارة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية

تنسيق المرحلة الثالثة.. غدا إتاحة تسجيل الرغبات بحد أدنى 50% لجميع الشعب

اليوم السابع ينشر نتيجة الثانوية العامة دور ثان فى هذا الموعد

تنسيق المرحلة الثالثة.. كيفية التعامل مع موقع التنسيق وتسجيل الرغبات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى