حماية الدواعش بزعم احتواء ملالى طهران

كريم عبدالسلام
كريم عبدالسلام
بقلم - كريم عبدالسلام
أغرب وأخبث الطروحات السياسية، التى قرأتها مؤخرًا، مقال لوزير الخارجية الأمريكى ومستشار الأمن القومى الأسبق، هنرى كيسنجر، يحذر فيه من تدمير تنظيم داعش، لأن إزالة التنظيم الإرهابى الأخطر فى العالم الآن، يعنى منح الفرصة لقيام إمبراطورية شيعية متطرفة تمتد من الخليج العربى إلى بيروت على البحر المتوسط.
 
كيسنجر يتكلم فى مقاله المنشور على موقع كاب- إكس وعدد من الصحف البريطانية ومنها الإندبندنت، عن خطورة الأوضاع فى المنطقة حال القضاء على تنظيم داعش، وهو ينطلق من سؤال افتراضى مؤداه: من سيرث أراضى التنظيم، التى يسيطر عليها حاليًا بعد هزيمته؟ السؤال نفسه يستحق التوقف عنده طويلا، إذ يعكس النظرة الاستعمارية التقليدية لدى كيسنجر وكبار المفكرين الغربيين من صناع القرار فى بلادهم إلى البلاد العربية، باعتبارها أراضى خلاء وبلادًا بدون إرادة سياسية، ولا تملك قرارًا فى أمورها، وبالتالى، يمكن تطبيق أى برنامج سياسى عليها وتحريك الإثنيات والعرقيات الموجودة عليها وفق التصورات السياسية المعتمدة من صانع القرار الأمريكى.
 
هذا الفهم الاستعمارى الواضح، لا يعترف بسيادة الدولة السورية على كامل أراضيها ولا بسيادة الدولة العراقية ولا اللبنانية، ولا بسيادة الدولة المصرية، ولذا جن جنون الأمريكيين وحلفائهم فى أوروبا بعد ثورة 30 يونيو والإطاحة بالمشروع المعتمد من إدارة أوباما للسيطرة على مصر وتقسيمها والانطلاق بعدها لاجتياح دول الخليج وإعادة رسم ملامح الشرق الأوسط الكبير القائم على دويلات عرقية وإثنية متناحرة.
 
إذن ثورة 30 يونيو المصرية كانت أول رد حاسم على مشروع أوباما الاستعمارى، وصناع القرار من أمثال كيسنجر، الذين مازالوا يتعاملون مع المنطقة العربية على أنها أراض خلاء ودول بدون إرادة سياسية، وعلمنا بعد ذلك أن نظرية الفوضى الخلاقة تعنى تكوين وتسليح ميليشيات متطرفة ودعمها بالمال وحمايتها جوا لإشعال الحروب الأهلية المميتة فى الدول العربية لسنوات، حتى يتحلل المجتمع، ويفتقد أى قدرة على التماسك والتوحد، وهنا يتدخل المستعمر الأمريكى الجديد ليقسم خريطة بلادنا العربية بالشوكة والسكين، هنا دولة كردية وهنا دولة سنية متطرفة، وهنا دولة قبطية، وهناك دولة للموارنة، وهكذا لتتحول الخريطة العربية من دول مستقرة ذات سيادة إلى مجموعة من الطوائف على أرض بلا سيادة وولاؤها جميعا إلى تل أبيب وواشنطن.
 
إذن، ما زال لتنظيم داعش الإرهابى دور فى المنطقة ومازال لجماعة الإخوان الإرهابية دور ولجبهة النصرة وجماعة فجر ليبيا وأنصار بيت المقدس وتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، التى تعمل على تقويض عناصر الدول العربية المستقرة ذات السيادة والحدود المعروفة والعضوية فى الأمم المتحدة.
وللحديث بقية
 

Trending Plus

الأكثر قراءة

مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الأحد 25-5-2025

الأهلى يواجه الاتحاد السكندرى فى نهائى دورى السلة

صفارات الإنذار تدوى فى جميع أنحاء أوكرانيا

ترتيب هدافي الدوري المصري قبل ختام الأسبوع الثامن للمسابقة اليوم

انتعاشة كبيرة بسوق السمك فى الإسكندرية قبل عيد الأضحى المبارك.. البلطى بـ60 جنيها والبربون بـ130 والدنيس بـ180.. والباعة: إقبال واسع قبل التوقف عن بيع الأسماك للاحتفال بالعيد.. والأسعار مناسبة لكل الفئات.. صور


موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

جنش حارس مودرن سبورت يحتفل بعيد ميلاده الـ"38" اليوم

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام فاركو فى الدورى والقناة الناقلة

كفاراتسخيليا يصنع التاريخ بعد تتويج نابولي في الدوري الإيطالي

الاتحاد السكندرى يستقر على رحيل ناسيمنتو نهاية الموسم


مصرع شابين غرقًا حاولا إنقاذ طفل بترعة فى جهينة بسوهاج

منتخب سيدات السلة 3×3 يتأهل إلى نهائيات تصفيات كأس العالم

نادى أرسنال للسيدات يتوج بلقب دورى أبطال أوروبا بهدف ضد برشلونة

هيئة البث الإسرائيلية: الجيش أدخل ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى غزة

قضية أحمد فاتح تُشعل الجدل.. حقيقة أول رجل عربى يلد طفلة

بتروجت يضغط والزمالك يبحث عن التقدم بعد مرور 15 دقيقة

فلسطينى يروى كيف استخدمه جنود الاحتلال درعا بشرية فى شمال غزة

الريان ضد الغرافة.. تريزيجيه ورفاقه يتأخرون بثنائية فى الشوط الأول

الريال يتقدم على ريال سوسيداد بهدف مبابى فى شوط أول نارى.. فيديو

"ملكة جمال الكون" ديو يجمع تامر حسني والشامي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى