سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 أكتوبر 1882.. توفيق يعزل شيخ الأزهر ويزين شاطئ النيل بالأنوار أثناء مأدبة «سراى الجزيرة» لضباط الاحتلال

الخديوى توفيق
الخديوى توفيق
تلألأت الأنوار فى سراى الجزيرة،كما ازدان شاطئ النيل أمامها بالأنوار التى تبهر الأبصار ، وذلك لاستقبال الضباط الإنجليز فى المأدبة الكبيرة التى أقامها الخديو توفيق احتفالا بهم يوم 2 أكتوبر (مثل هذا اليوم) من عام 1882،لهزيمتهم جيش عرابى فى التل الكبير يوم 13 سبتمبر 1882 واحتلال مصر بعدها،وعرفانا لهم لأنهم حافظوا على عرشه.
 
كان«توفيق» يواصل احتفالاته عرفانا للاحتلال الذى حافظ على عرشه،وكان يصدر قراراته لتعزيز الاحتلال، والقضاء على ما تبقى من الثورة العرابية،وشهد يوم 2 أكتوبر حدثين فى هذا ،الأول هو إصدار أمر إلى الداخلية برجوع الشيخ محمد العباسى المهدى إلى مشيخة الأزهر بعد استعفاء الخديو للشيخ محمد الأنبابى فى آخر استعراضه للجيش الإنجليزى يوم 30 سبتمبر 1882، حسبما يؤكد أحمد عرابى فى مذكراته الصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة–القاهرة»،وكان «العباسى»شيخا للأزهر لكن تم عزله أثناء الثورة، ووفقا لسليم خليل النقاش فى الجزء الرابع من كتابه مصر للمصريين «عن» الهيئة المصرية العامة للكتاب–القاهرة: «كان عرابى من الساعين فى فصل الشيخ العباسى»،ويؤكد عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى «عن»  دار المعارف–القاهرة»: لما قامت الثورة العربية لم يكن الشيخ محمد العباسى من أنصارها،فاستهدف لغضب العرابيين وعزله من مشيخة الأزهر..
 
أما الحدث الثانى فكان تنظيم الخديو مأدبة كبيرة للضباط الإنجليز، ويقدم أحمد شفيق باشا فى الجزء الأول من مذكراته وصفا تفصيليا عن وقائع هذا اليوم، الذى كان طرفا فيه،ولهذا يبدى إعجابه به إلى حد الانبهار، يقولـ«شفيق» فى مذكراته الصادرة عن«الهيئة العامة لقصور الثقافة –القاهرة»: «أقام الخديو فى 2 أكتوبر مأدبة كبيرة فى سراى الجزيرة للضباط الإنجليز،وكانت أنيقة بالغة منتهى الاتقان والفخامة لم أشاهد لها نظيرا فى مصر، فقد ازدان شاطئا النيل أمام القصر بالأنوار التى تبهر الأبصار».
 
يضيف شفيق باشا:«أقيمت فى السلاملك الكبير الذى أنشأه إسماعيل باشا خصيصا لاستقبال الامبراطورة «أوجينى» على طراز قصر الحمراء فى الأندلس،وزينه بالنقوش العربية البديعة المموهة بالذهب على أشكال متنوعة، وأنشأ فى بهوه الكبير حوضا فخما فى وسطه تماثيل من الرخام تمثل أسودا قائمة على قاعدة عالية والماء يتدفق من أفواهها»..
 
يصل«شفيق»إلى اللحظة التى شاهد فيها الضباط الإنجليز قائلا:«كانت الأنوار الملونة الساطعة المنبعثة من جوانبه(سلاملك السراي)وقاعاته تتألق كالشمس المنيرة، وتنعكس أشعتها على تلك النقوش الذهبية البديعة،وتسطع فى ضوئها الأوسمة والنياشين المتلألئة على صدور الضباط وأركان الحرب الإنجليز، فتزيد الحفلة بهجة والمنظر روعة وجلالا،وقد شاهدت ولسلى(قائد القوات الإنجليزية التى هزمت عرابى واحتلت مصر) وسيمور وعليهما الوشاح العثمانى الأول، والجنرال«درورى لو» يحمل العثمانى من الدرجة الثانية، وكان أنعم بها عليهم الخديو».
 
يواصل «شفيق»: «تجلى الكرم العربى والأبهة الشرقية فى هذه الوليمة الفاخرة النادرة بأجمل مظاهرها حيث مدت موائد عديدة مزينة بالأزهار الجميلة، فبلغ إعجاب الضباط الإنجليز أعظم مبلغ،وأخذتهم الدهشة لهذا البهاء المتقن.. هذا ما كان بداخل القصر أما حديقته على اتساعها، والتى كانت مضاءة بآلاف المصابيح،فقد اكتظت بالمغنين والمغنيات والموسيقات الأميرية والطبل والمزمار البلدى وكثير من الملاهى، وكانت الألعاب النارية تطلق من الضفة الشرقية للنيل، وفى الجملة فقد كانت هذه الحفلة من الروعة والأبهة بمكان يعجز الإنسان عن إيفائها حقها فى الوصف»..
 
يذكر شفيق باشا، أن أهالى العاصمة (القاهرة) شاركوا الخديو فى الاحتفاء بالضباط الإنجليز، حيث أنابوا عنهم محمد سلطان باشا (رئيس مجلس النواب، الذى بدأ مؤيدا الثورة ثم خانها وأصبح من أكبر مؤيدى الخديو) وأحمد السيوفى بك فى مقابلة رياض باشا ناظر الداخلية للسماح لهم فى تقديم هدية من الأسلحة الفاخرة إلى الأميرال سيمور والجنرالين ولسلى ودرورى لو، فسمح لهم بذلك، وقدمت الهدية لهم، حيث قوبلت بالشكر،وهى عبارة عن ثلاث سيوف مرصعة مقابضها بالحجارة الكريمة لكل منهم سيفه، وفى 14 أكتوبر أقام ولسلى بسراى عابدين مأدبة للضباط الإنجليز والنظار المصريين وكبار الأعيان، وأقام له وللدوق أوف كنوت ابن ملكة إنجلترا رياض باشا مأدبة فى يوم 19 أكتوبر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"اليوم السابع" يحصل على حق إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025

25 ألف دولار غرامة على الزمالك بسبب تأخر سداد قيمة صفقة أحمد الجفالي

اليوم.. محاكمة المتهمين بقتل زميلهم داخل المعهد التكنولوجى بالعاشر

خطوات التقديم لمدارس التكنولوجيا التطبيقية والتعليم المزدوج لعام 2026

تنسيق الجامعات 2025.. خطوة بخطوة كيفية التسجيل لاختبارات القدرات؟


ولد أسيرا وارتقى شهيدا.. إسرائيل تقتل أصغر أسير فى العالم

نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة

الرئيس السيسى يتوجه إلى مالابو للمشاركة باجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى

وزير العمل: 1.1 مليار جنيه تعويضات حوادث ومنح لعمالة غير منتظمة خلال عام

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان


صراع رباعى على الكرة الذهبية 2025.. ديمبلي الأقرب ومحمد صلاح ثانيًا

الطقس اليوم.. شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

زى النهارده.. الأهلي يكتسح الكروم بسداسية وأسامة حسنى يسجل 5 أهداف

بسبب تغيرات المناخ.. مخاوف من تراجع نحو 10% من محصول الكاكاو في غرب أفريقيا.. كوت ديفوار وغانا ونيجيريا والكاميرون تساهم بأكثر من ثلثي الإنتاج العالمي.. وانخفاض الإنتاج يرفع احتمالات زيادة أسعار الشوكولاتة

حنان ماضى وفرقتها الموسيقية يحيون حفلا غنائيا فى دار الأوبرا 19 يوليو

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

بوتين يوجه بإعداد خطة لإعمار المناطق الحدودية المتضررة من القصف الأوكرانى

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

كهرباء الإسماعيلية يعتمد التشكيل الكامل للجهاز الفنى استعدادا للدورى الممتاز

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى