فضل شاكر بطلا تراجيديا

 وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
من يعرفونه يؤكدون أنه كان مثالا للطيبة والتساؤل والحيرة، شعوره المرهف هو ما جعله يدخل إلى قلوب الملايين، إخلاصه للحالة الغنائية جعلته فى أوائل سلم الطرب برغم إمكانياته الصوتية المتواضعة، كان فضل شاكر بحق «معبود الجماهير» يقبلون عليه فى كل الأحوال، إن غنى أغنيات جديدة أو قديمة، يعيدون اكتشاف إرثهم من الماضى الجميل، يتمايلون مع أغانى وردة التى أداها بصوته، يتذكرون «ليلى مراد» يصدحون بروح عبدالحليم ومحرم فؤاد، وظل فضل شاكر هكذا لأكثر من عشر سنوات، صاعدا صاعدا نحو التألق والنجومية، صاعدا فى قلوب محبيه حتى وصل إلى العنان، ودون سابق إنذار انحرف فضل شاكر عن مساره، وفى أول ظهور له، رأينا شخصا آخر، اختفت الوسامة تحت الجهامة، وانطفأت الابتسامة من خلف اللحية السوداء، والجميع يسأل ما الذى حدث؟ والجرائم وحدها هى التى تجيب.
 
كلمة السر التى حولت فضل شاكر إلى هذا المسخ بعدما كان شمسا مشرقة هو الداعية السلفى «أحمد الأسير» فقد ظهر شاكر مع الأسير مرة، وبعدها اعتزل الفن واحترف التطرف، لم يمتلك هذا الأساس الفكرى الراسخ الذى يمكنه من الجمع بين الخير المتناثر فى كل شىء، تعرض لعملية غسيل مخ وقحة، أشعل «الأسير» الحقد فى قلبه الذى ملأ القلوب حبا، نمت الطائفية فى قلب «فضل» فتطوع لقتال بشار الأسد وحزب الله فى سوريا تحت لواء الإرهابيين، حتى تورط فى قتال الجيش اللبنانى، فحكمت المحكمة عليه مؤخرا بالسجن 15 عاما، مأساة متجسدة تطرح التساؤل: لماذا ترك كل هذا الجاه وذهب إلى ما لا يحمد عقباه ليعلن بعد هذا توبته عن «السلفية المزيفة» وينال عقابا قاسيا؟
 
الإجابة للأسف هى «السطحية»، فقد صعد شاكر إلى قمة النجومية قبل أن تكتمل خبراته الإنسانية، فظهر فى ثوب المراهق الذى يسهل التأثير عليه باستغلال روحه الحائرة ورغبته فى الخلاص من الشرور، شعارات جوفاء وقع «فضل» فى فخها، وهو ما يؤكد أن روح الفن السمحة الفاضلة ربما تغيب عن أشهر الفنانين الذى يسهل التأثير عليهم باستغلال طيبتهم وسعيهم الدائم للفضيلة، لم يمتلك «شاكر» هذا الوعى الذى امتلكه فنانون عظام مثل نجاح سلام ورياض السنباطى ومحمد القصبجى وغيرهم عشرات ممن اشتهر عنهم ميلهم للورع وإعلاؤهم للروح الإيمانية دون تعارض مع رسالتهم الفنية السامية، ولم يعرف أن للفن دورا لا يتعارض مع دور الدين وإنما يعضده، وهكذا صار «فضل شاكر» بطلا تراجيديا مثل أبطال المسرحيات الكلاسيكية، لا ذنب له سوى عدم الانتباه إلى نقاط ضعفه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

هل يُشارك إمام عاشور فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا الليلة؟

تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا


رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

بلاغ ضد نادية الجندى بتهمة القذف والتشهير بفريال يوسف

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير

تفاصيل مقتل أم ضيف بعد طلاقها فى البدرشين


أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

المصري يرفض التفريط في صلاح محسن بعد عرض الوداد المغربي

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

تفاصيل تعاون هيدى كرم مع محمد سعد لأول مرة فى عيلة دياب عالباب

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

كواليس مفاجأة مونتيري المكسيكى لـ"أهلى البدري" لحرمانه من تكرار إنجاز المونديال

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى