كركوك فى استراتيجية إيران.. لماذا تركت واشنطن طهران تبسط نفوذها على كردستان؟.. 5 أسباب وراء إرسال الحرس الثورى "فيلق القدس" إلى الإقليم بعد الاستفتاء.. وروحانى أراد التفوق على بوتين بأربيل

جانب من عملية استعادة كركوك
جانب من عملية استعادة كركوك
تحليل يكتبه: محمد محسن أبو النور

نجحت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبى مدعومة بقوات من فيلق القدس، وهو الذراع الخارجية لمؤسسة الحرس الثورى الإيرانى، فى استعادة محافظة كركوك من سيطرة قوات البيشمركة الكردية، ولئن كان هذا النجاح يصب فى خانة رئيس وزراء الحكومة الاتحادية ببغداد، حيدر العبادى، إلا إنه يدعم المكانة الإيرانية المتعاظمة فى العراق، بدءا من المركز وانتقالا لإقليم الشمال.

 

استراتيجية إيران فى كركوك

 

تركزت استراتيجية إيران فى كركوك على عدد من الاعتبارات المتمثلة فى ضرورة تقوية نفوذ رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى الذى تعتبره طهران أحد الدائرين فى فلكها، فضلا عن تعزيز مكانة الحكومة المركزية ببغداد من خلال إعادة الثروة النفطية الكركوكية الهائلة التى سيطرت عليها قوات البيشمركة منذ العام 2014 وحتى الآن.

حيدر-العبادي
حيدر-العبادي
 

وتعمل وزارة النفط العراقية الآن على استئناف الصادرات النفطية عبر شبكة خطوط الأنابيب التى تمتد من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركى، مرورًا بمحافظتى صلاح الدين ونينوى.

 

وقال الوزير العراقى، جبار على اللعيبى إنه وَجَّهَ شركات "نفط الشمال" و"المشاريع النفطية"، و"خطوط الأنابيب" بوضع خطة عاجلة للمباشرة بتنفيذ مشروع عملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركى بالجهد الوطنى، ما يعنى أن العراق فضلاً عن المكانة الاستراتيجية يستهدف تعزيز مركزه المالى فى الفترة المقبلة، خاصة أن كركوك وحدها تنتج ما يعادل 20% من نفط العراق.

القوات-العراقية
القوات-العراقية
 

وعلى الجانبين السياسى والاقتصادى بنت إيران موقفها الصلب الداعم بشدة للقوات العراقية فى استعادة كركوك باعتبارها حجر الزاوية فى المواجهة القائمة بين هولير (التسمية الكردية لأربيل، وهى العاصمة السياسية لإقليم كردستان العراق) وبغداد، وبالتالى فإن نجاح إيران فى تلك الاستراتيجية يعنى فى المقام الأول تفوق العبادى على مسعود برزانى وإفقاد الأخير ما تبقى له من شعبيته فى الأوساط الكردية.

 

موسكو وطهران واللعبة الأمريكية

 

على العكس من الإجماع الدولى لم تصدر الحكومة الروسية بيانات تندد بعملية الاستفتاء على الانفصال تلك التى دعت إلى أربيل يوم الخامس والعشرين من سبتمبر الماضى، ويشير الموقف الروسى إلى أن بوتين وصناع القرار المحيطين به كانوا يرومون الاستفادة من تناقض المواقف الإقليمية ـ الدولية وتباين المشاريع الكبرى فى كردستان للدخول إلى الإقليم والحصول على عقود نفطية تعوض خسائر الدب الأبيض بعد حزم العقوبات الغربية ـ الأمريكية الأخيرة.

 

وبالرغم من أن أمريكا لديها علاقات وثيقة بقوات البيشمركة الكردية إلا إنها لم تحرك ساكنا تجاه الانخراط الإيرانى فى المشهد، خاصة أن قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس بالحرس الثورى، زار الإقليم وأدار العمليات الحربية من على أرض الميدان بعد أن وضع أكاليلا من الزهور على قبر الراحل، زعيم حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى ورئيس العراق، جلال طالبانى.

 

ومن الخطأ الظن أن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت سلبية تجاه مشهد استعادة كركوك، بعد أوامر أصدرها مسعود برزانى إلى قوات البيشمركة بالانسحاب، لأن الهدف الأبعد لواشنطن ليس محاربة توسع النفوذ الإيرانى فى المنطقة، بل توقيع الضرر على روسيا من خلال العطب الذى سيلحق بمشروعات الطاقة الروسية فى الإقليم.

 

وهنا تكمن اللعبة الأمريكية التى تضرب الكل بالكل، خاصة أن روسيا حليفة لإيران على كل المستويات فى المسألة السوريا، فضلا عن موقف موسكو الرافق لأى إجراء منفرد تقوم به واشنطن تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووى).

 

مهمة الحرس الثورى

 

تمحورت مهمة الحرس الثورى حول إعادة نفوذ الحكومة المركزية فى كركوك، باعتبار أنها محافظة متنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة المركزية فى مرحلة ما بعد هزيمة البيشمركة لداعش قبل نحو 3 سنوات، وبالتالى السيطرة على حقول النفط الغنية للغاية والتى لا تحتاج بريمات للتنقيب واستخراج ما بها من ثروة.

قوات-البشمركة
قوات-البشمركة

وفى زيارة لنا إلى كركوك الشهر الماضى رأينا بأعيننا أن النفط يخرج إلى سطح الأرض من دون تدخل بشرى ما يعنى ببساطة أن تكاليف استخراجه من حقول كركوك تكاد تكون منعدمة كليا، ما يشير إلى أن النفط هو محور العملية برمتها وأن برزانى كان يريد الانفصال للانفراد بالثروة السوداء من دون شريك، وهو أمر كان مستحيلا فى علم السياسة بسبب توحد المواقف ضد المشروع من أصله.

 

إلى جانب ذلك أرادت طهران رد الهزيمة التى منيت بها فى سوريا على يد الدور الروسى، لأن إيران كان لها القول الفصل فى المسألة السورية قبل الانخراط الروسى العسكرى المباشر فى العملية بحلول خريف العام 2015، وبالتالى عرف الإيرانيون أن روسيا تستهدف دخول الإقليم والخرج بالنفط من دون حرب، فأرادت تعطيل المشروع الروسى والخصم من نفوذها فى الشرق الأوسط.

 

وعليه يبدو واضحا أن إيران تفوقت على الجميع فى المسألة الكردية، تفوقت على أمريكا بأن نجحت فى التوسع بالعراق وهزيمة القوات المدعومة من أمريكا، ونجحت فى لجم المشروع الروسى النفطى، ونجحت فى استخلاص موقف تركى مؤيد لاستراتيجيتها تجاه المسألة برمتها ونجحت فى تثبيت وتقوية مكانة حليفها الجالس على قمة السلطة التنفيذية فى بغداد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مد معرض "ديارنا للحرف اليدوية والتراثية" بالعاصمة الإدارية حتى الاثنين

غدا.. بدء تنسيق وقبول طلاب مدارس المتفوقين والنيل الثانوية الدولية 2025

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

اليوم.. صرف تكافل وكرامة عن شهر أغسطس من الصراف الآلى

جميلة عوض تعوض غيابها عن السينما بـ4 أفلام دفعة واحدة


موسم صيد الإخوان.. أوروبا تنتفض.. «ساعة الحظر» ما تتعوضش.. مصابيح حمراء تضوّى فى العواصم الكبرى وفرصة مثالية للتحرك وإحباط المؤامرة.. القارة العجوز تبدأ مواجهة متعددة الجبهات مع الوجود الإخوانى

انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى السبت 16 أغسطس بالعربى والدين.. وزارة التعليم تكلف الملاحظين وتشكل غرفة عمليات لمتابعة الاختبارات.. وتؤكد: الأسئلة بنفس مواصفة الدور الأول.. وتشدد على مكافحة الغش

تفاصيل إحالة عامل للمحاكمة بتهمة التعدى على سيدة داخل سيارة

24 عاما على أصحاب ولا بيزنس.. إضافة الانتفاضة الفلسطينية بعد التأثر بالحلم العربى

المؤبد وغرامة تصل 5 ملايين جنيه عقوبة إغراق المخلفات الخطرة فى البحر


الزمالك يختتم استعداداته لمواجهة المقاولون بالدورى

البرازيلي خوان ألفينا يترقب الظهور الأول مع الزمالك

91 مليون دولار عالميا لفيلم Weapons حول العالم

مواعيد قطارات خط القاهرة أسوان والإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15-8-2025

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

المصرى يغرد فى صدارة الدورى.. بيراميدز يحقق الانتصار الأول.. ومودرن يواصل الانتفاضة

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى