"إحنا شعبين شوف الأول فين والتانى فين".. كيف تحدث أهالى الشهداء أمام تجار الدماء.. أصحاب البطولة يحولون المآتم لأفراح ويعلنون استعدادهم للخدمة مكان أبنائهم.. والإخوان والنشطاء يتاجرون بدمائهم

شهداء الواحات قدموا افتدوا وطنهم
شهداء الواحات قدموا افتدوا وطنهم
كتب ــ حسن مجدى

لا يمكن أن نقارن بين الأبطال وباعة الدماء، بين من ربوا أولادهم على عشق تراب هذا الأرض وبذل دمائهم فدائه، ووضعوا أنفسهم وسط النيران لنعيش جميعا فى أمان، وبين من يبيعون أنفسهم قبل أن يبيعوا أوطانهم لأى مشتر آت، ولكل من يدفع أكثر، من الصعب المقارنة بين المحاربين على الجبهة ومحاربين الكيبورد وتغريدات تويتر، ولكن ربما يكشف لنا ما قاله أهالى الشهداء، أصحاب الدم والألم والبطولة، وما قاله تجار الدماء الخيط الرفيع الذى يفصل بين الصدق والكذب، بين صاحب الألم العاشق لوطنه، وبين مدعى الألم الذى يقتل القتيل قبل أن يسير فى جنازته ليبكى عليه.

 

بين ما تقرأه من باعة الدماء عبر مواقع التواصل الاجتماعية، وبين الأصوات الصادقة لأهالى الشهداء ترتسم كلمات الخال الأبنودى، أحنا شعبين شعبين.. شوف الأول فين والثانى فين.. وآدى الخط ما بين الاثنين بيفوت.. أنتم بعتم الأرض بفاسها.. بناسها.. فى ميدان الدنيا فكيتوا لباسها.. وإحنا بتوع الأجمل وطريقه الصعب.

عمرو-صلاح

 

 

بصوت قوى، يتحدث وكأن وطن عمره 7 آلاف عام، يقف بشموخ يحمل جسد ابن ضحى بنفسه.. نطق والد البطل النقيب عمرو صلاح، يقول بقوة ووضوح، ابنى مش خسارة فى مصر.. وأنا مستعد أروح مكان أبنى وأكمل مسيرته".. ويتحدث شقيقه: "عمرو عاش راجل ومات راجل وهنفضل دائماً فخورين بكل اللى عمله".. يخرج بجوارهما صوت والد الشهيد أحمد شوشة يقول بفخر وعزة "نجلى تنمى الشهادة ونالها.. والجنازة كانت عُرس.. ابنى وحيد على بنتين.. ولو عندى 10 زيه هقدمهم فداء للوطن".. يتحدث الدكتور علاء الحايس، والد الشهيد محمد الحايس "محمد راجل ودافع عن بلده وشعبه".

 

تقف مذهولا أمام كلماتهم الثابتة، منطقهم الراسخ، تكتشف أن الله لا يرزق أحدا بالشهادة إلا وإن كان يستحقها، تتأكد أن هؤلاء من طينة أخرى، أن كلمة "خير أجناد الأرض" قيلت عن جند مصر لسبب واضح، أن هذا الوطن ظل صامدا 7 آلاف عام لوجود هؤلاء، لوجود شباب يقفون على خط النار، ولوجود آباء مثل ذرعوا كلمة وطن فى قلوب أبنائهم، ولوجود أمهات تكتم ألمها، وتخرج لتدعم وطنها دون أن تنتظر مقابل.

27514-الفريق-أحمد-شفيق-رئيس-الوزراء-الأسبق-(2)              

إلى الجوار كان يكتب باعة الدماء، كل يكتب على شاكلته، أحمد شفيق يجلس على وسادته المريحة فى الإمارات، يمسك هاتفه الحديث ويكتب بغطرسة عن الخلل الأمنى، ويتجار بدماء الشهداء على طريقته الخاصة، إلى جواره يخرج حزب النشطاء السياسيين لا تختلف تدويناتهم كثيرا عن تدويناته البائسة، لا تختلف رائحة تنظيراتهم وتحليلاتهم الاستراتيجية عن رائحة العطن المنبعثة من كلماته.

 

إلى الجوار يظهر الإخوان بميلشياتهم الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعية، يتاجرون بالدماء على طريقتهم الرخيصة، يرفعون أرقام الشهداء ويحاولون سكب المزيد من البنزين على النيران المشتعلة فى نفس وطن كامل، يستخدمون نفس الطريقة التى يستخدمونها فى كل مرة ولا يجنون منها سوى المزيد من الكره، والمزيد من الرفض من الملايين من الشعب المصرى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى: استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من استقرار مصر ومهتمون بإعادة إعمارها

ارتياح في البنك الأهلي بعد عودة محمد شريف إلى القلعة الحمراء

غدا.. رئيس الوزراء يشارك فى قمة مجموعة "بريكس" نيابة عن الرئيس

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. الإعلان خلال أيام بعد انتهاء تجميع الدرجات

الدستورية تؤيد اختصاص جهة القضاء العادى بنظر منازعات تسجيل العلامة التجارية


وزارة الصحة تعلن المستشفيات المخصصة للكشف الطبى للمرشحين لانتخابات الشيوخ

تحريات لكشف ملابسات انهيار جزئى لعقار فى شبرا مصر

البرتغال تودع جوتا اليوم.. وليفربول يخصص رحلة جوية لحضور الجنازة

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 5 يوليو 1954.. اللبنانيون يخرجون فى مظاهرات ضخمة لوداع الوفد المصرى بقيادة صلاح سالم.. و«الهضيبى» يقود وفدا من جماعة الإخوان لزيارة الأردن ولبنان وسوريا

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم


المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

ترامب يوقع على قانون خفض الضرائب والإنفاق "الكبير والجميل"

ملخص وأهداف مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى كأس العالم للأندية

رادار المرور يلتقط 1097 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى