فساد ساركوزى يفتح الباب أمام إدانة تميم بن حمد.. رشاوى مونديال 2022 أمام القضاء الفرنسى قبل نهاية العام.. وتقارير: قانون جديد يمهد لمحاكمة مسئولى الدوحة بباريس بعد تقديم 300 مليون دولار للرئيس الأسبق

فى فضيحة جديدة لإمارة قطر ونظام تميم بن حمد، تقترب السلطات الفرنسية من توجيه اتهام رسمى لأمير قطر ضمن التحقيقات التى تجريها مع الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى فى اتهامه بتلقى رشاوى من الدوحة نظير تسهيل تمرير ملف استضافة مونديال 2022 لصالح الإمارة الراعية للإرهاب.

ونشرت صحيفة الخليج الإمارتية نقلا عن بعض التقارير الفرنسية ملخصا من 79 صفحة للنيابة العامة الفرنسية، يتناول تورط ساركوزى فى ملفات الفساد وسوء استخدام السلطة. ويحتوى تقرير النيابة العامة على "أدلة قاطعة"، حول قيام رجل الأعمال الفرنسى من أصل لبناني، زياد تقى الدين، بنقل مبالغ مالية من طرابلس ليبيا إلى باريس لمصلحة ساركوزى.

ساركوزى وناصر الخليفى

وتبدأ رسمياً محاكمة ساركوزى بتهم الفساد فى نهاية العام الجارى، وهى تهم حتماً ستدق أبواب قطر وأميريها، الحالى الشيخ تميم، والسابق الشيخ حمد بحسب ما نشرته صحيفة الخليج، وهو ما يمثل الكابوس بالنسبة للنظام القطري، فالتهم التى يواجهها ساركوزى هى تلقيه رشوة لاختيار قطر لتنظيم كأس العالم. فالدوحة اشترت ساركوزي، ودفعت له 300 مليون دولار خلال أزمة الممرضات البلغاريات عام 2007. هذه التهمة المثبتة قد تجر أمير قطر الحالى الشيخ تميم ووالده، للمحاكمة فى قضية فساد المونديال، استناداً إلى قانون "سابين 2" الجديد لمكافحة الفساد والإرهاب.

والقانون الفرنسى يتيح محاكمة الأجانب الرسميين وغير الرسميين، سواء كانوا داخل فرنسا أو خارجها، فى حال تورطهم فى الفساد وتقديمهم رشوة لأى مسؤول فرنسي، وهذا بالضبط ما ينطبق على حالة تميم ووالده.

وبحسب الصحيفة، ذكرت تقارير فرنسية إن اجتماعاً سرياً عقد فى قصر "الإليزيه" فى 23 نوفمبر 2010، شارك فيه ساركوزى، والشيخ تميم، والفرنسى بلاتينى؛ للتصويت لقطر، إضافة لصوفى ديون، المستشارة الرياضية لساركوزي، فى حين أكد الرئيس السابق للفيفا سيب بلاتر تدخل ساركوزى فى آخر لحظة ومنح كأس العالم لقطر.

بلاتر وبلاتينى أمام القضاء

ومن جهة أخرى فإن بلاتر وبلاتيني، وصوفى ديون، قد يتم استدعاؤهم كشهود فى المحاكمة، وهو ما قد يسبب المتاعب لقطر ويفضح فسادها. وينص قانون "سابين 2" على أن قضايا الرشوة والفساد يمكن متابعتها فى محاكم فرنسية حتى وإن لم يتم ارتكابها فى فرنسا، وهذا ما سوف يطال الدوحة. ومن أدلة التقارب الفرنسى القطرى آنذاك الذى بنى على الرشى، طلب ساركوزى من أمير قطر شراء نادى "باريس سان جيرمان" الذى كان يعانى شبح الإفلاس مقابل صوت فرنسا فى المونديال، وهو ما يمثل حسب القانون الفرنسى "سوء استغلال السلطة" وتضارب المصالح، فـ"باريس سان جرمان" كان ملكية لشركة "كولونى كابيتال" الأمريكية، وممثلها فى فرنسا سيبستيان بازين وهو صديق مقرب لساركوزى منذ 1993.

بلاتر وبلاتينى

وكشف خالد الهيل المتحدث باسم المعارضة القطرية عن أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى سيمثل أمام القضاء الفرنسى قريباً. وأشار الهيل إلى تقرير "لوموند" بأن النيابة العامة فى فرنسا سوف تستخدم قانون "سابين2" لمكافحة الإرهاب والفساد؛ لمقاضاة تميم فى المحاكم الفرنسية قريباً.

وتم تمرير قانون "سابين" فى 9 ديسمبر 2016 ليتماشى مع المعايير الدولية والأوروبية المشددة لمكافحة الإرهاب. وقبل هذا القانون، كانت قوانين مكافحة دفع الرشاوى من قبل مسؤولى الحكومات الأجنبية غير موجودة فى فرنسا.

وكان الادعاء العام السويسرى فتح تحقيق جنائى بشأن القطرى ناصر الخليفى رئيس نادى باريس سان جيرمان الفرنسي.

وتتعلق الإجراءات القضائية بتحقيق يجرى ضد الأمين العام السابق للاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" جيروم فالكه، وترتبط ببيع حقوق بث مباريات كأس العالم لشبكة "بى إن سبورتس"، التى يشغل الخليفى منصب الرئيس التنفيذى لها.

جيروم فالكه

فضيحة الدوحة فى باريس

وحاصرت ملفات الفساد قطر، وبدأت فرنسا تحقيقات موسعة للكشف عن ملابسات فضيحة فوز قطر بتنظيم منديال 2022. صحيفة "لوموند" الفرنسية نشرت تقريراً صدر عن النيابة العامة الفرنسية مكوناً من 79 صفحة يتناول ملفات الفساد للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، في حين أن قانون "سابين 2" الذي أقرته باريس قد يسوق قطر إلى المحاكم .