"التحليل النفسى لشخصية المتحرش".. أساتذة علم النفس والاجتماع: غير سوى و"سيكوباتى" يفتقد المشاعر.. لديه ميول للانحراف ولا يملك السيطرة على نفسه.. يعرفه العلّم بـ"عدو المجتمع".. وقد يسرق أو يقتل إذا أمن العواقب

التحرش الجنسى جريمة ضد المجتمع
التحرش الجنسى جريمة ضد المجتمع
كتب محمود حسن

فجأة يظهر المتحرش، من اللاشىء، يهاجم ضحيته ويرحل دون الكثير من العبء النفسى أو المعنوى، بل ربما يصحبه فى ذلك ابتسامة فخر وانتصار غريب، تاركا خلفه سؤالا كبيرا، كيف يمكن أن تواتى شخص ما الجرأة ليؤذى إنسانا آخر ويتركه متألما بلا أدنى مبالاة، هذا هو السؤال الذى توجهنا به لأساتذة الطب النفسى، لنسألهم عن "نفسية المتحرش"، بماذا يشعر وهو يرتكب جريمته.

 

 فى البداية قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن المتحرش جنسيا هو بالقطع شخصية غير سوية، وهو ما نعرفه فى "علم الطب النفسى" بالشخصية "السيكوباتية"، وسمات هذه الشخصية تتميز بالسلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بتبعية التصرفات، بل إنه يسير فورا خلف أفكاره اللحظية دون التفكير النهائى فى عواقب هذه الأفكار، وبالتالى فإن فقدان تبعية التصرفات يجعل من المتحرش شخصا لا يمتلك مشاعر أو أحاسيس، وهو ما يفسر فى كثير من الأحيان ابتسامة الانتصار على شفاه المتحرشين بعد إتيانهم بفعلهم المؤذى.

 

ويتابع فرويز فى تصريح لـ "اليوم السابع"، أن "الشخصية السيكوباتية"، تتميز بوجود نمطية وتكرار للفعل الخاطئ، لذلك فإن الشخص الذى يقوم بفعل التحرش الجنسى لمرة واحدة على الأرجح سيفعله مرات متتالية، وبالتالى فإن المتحرش الذى يدعى أن تلك هى مرته الأولى على الأرجح كاذب، لأن هذا الفعل الصادر من هذا الشخص نمطى ومتكرر.

 

وأضاف استشارى الطب النفسى، أن كل شخص فى المجتمع عموما لديه بداخله هذه الشخصية "السيكوباتية" بنسبة ما، لكن هناك من يستطيع السيطرة على شخصيته بعد تفكيره فى التوابع الأخلاقية والاجتماعية، وهناك أيضا من يخشى الردع القانونى فيكون لديه الرغبة فى الفعل لكنه يخاف من العواقب وبالتالى يمتنع عن اتيان هذا الفعل، مؤكدا أن ما يزيد من خطورة مسألة التحرش هو كون الشخص يعانى من حرمان أو كبت جنسى أو غير قادر على الزواج.

 

جمال فرويز كان متشائما فى تحليله للظاهرة إذ قال أنه لا يتوقع أن يتم كبحها فى السنوات القادمة، بل ستتزايد مع الوقت وذلك يرجع إلى وجود تراكمات من الإنهيار الثقافى المستمر، وتبعاته من انهيار أخلاقى ودينى وتفسخ فى العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع، مشددا ان الدولة عليها دور هام فى التدخل لإصلاح قضية الثقافة، وتعيين وزير قوى للثقافة، وكذلك ضرورة السيطرة على القنوات القضائية والمسلسلات المسيئة للمرأة والتى تنشر قيما سلبية.

 

أما الدكتور حسن الخولى استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، فقد قال إن المتحرش هو بالقطع شخصية غير سوية نفسيا، ويعمل بداخله ميول للانحراف دون رادع داخلى أو ما يعرف بـ"الضمير"، وهذا يعنى أن المسألة لا تقف عند حدود التحرش، بل إنه يعنى أن غياب هذا الرادع سيجعل منه شخصية من الممكن أن تقوم بأفعال شائنة فى حال تأكده من عدم وجود عواقب أو عدم ضبطه.

 

وأضاف الخولى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن "الرادع" أو "الضمير" يتم انباته فى الشخص خلال فترة طفولته، فإذا كان الشخص قد تعرض لتربية خلال نشأته ضعيفة أو مهملة، فإن هنا يختلط لديه "الحابل بالنابل" وييخرج إلى الوجود شخص لا يخشى عواقب أفعاله.

وفسر الخولى أن استشراء ظاهرة التحرش الجنسى فى المجتمع المصرى مرجعها إلى انهيار النسق القيمى للمجتمع ككل وذلك إذا قارنا الحال بستينات وسبعينات القرن الماضى، فحينها كان الشاب حريصا على حماية الفتاة والمرأة خاصة إذا كانت جارة له، لكن اليوم أصبح العكس هو الصحيح، وذلك مرجعه فى الأساس إلى أسباب اقتصادية وأهمها انتشار البطالة وفقدان إحساس الشخص بقيمته فى المجتمع، وكذلك بعض المشكلات التى تلقى بظلالها على المجتمع مثل مشاكل الإسكان وارتفاع أجور المنازل.

 

كما هاجم الخولى الإعلام الذى أصبح يقدم البطل فى كثير من الأحيان فى صورة "البلطجى"، كما أكد أن ظاهرة الزحام تلقى أيضا بآثارها النفسية السلبية على المجتمع، واتهم أيضا الأسر بضعف رقابتها على أبنائها، قائلا إنه إذا جمعنا كل هذه الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية فإن النتيجة النهائية هو انتشار هذه السلوكيات.

 

أحمد على أخصائى الطب النفسى، ومدير الإعلام بالأمانة العامة للطب النفسى، فسر التحرش بأنه سلوك اندفاعى ناتج عن رغبة مكبوتة تتعارض مع القانون وأعراف المجتمع، فإذا كانت هذه الرغبة المشبوهة تجد طريقا سهلا فى الخروج دون وجود رادع قانونى أو اجتماعى فإنها تخرج على الفور.

"على" شرح أيضا فى تصريح لـ"اليوم السابع" الحالة النفسية لـ "المتحرش" بأنه شخص شديد الإندفاع، لا يحترم القوانين عامة، وهو ما يمكن تعريفه بالشخصية "المضادة للمجتمع"، مما يعنى أن الأمر لا يتوقف فقط عند حدود "التحرش الجسنى" فهذا الشخص ايضا قد يمارس السرقة والاختلاس بل والقتل إذا اتيحت له الفرصة وإذا لم تتوفر له العواقب. 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

وزارة التعليم تمد فترة التقدم لرياض الأطفال حتى 15 يوليو الجارى

بعد سنوات تقشف فرانسيس.. البابا لاون يقضى عطلته بقلعة قيمتها مليار يورو

فاركو يؤكد رحيل ياسين مرعى.. والأهلى يعلن عن الصفقة خلال ساعات

4 سنوات دراسية للثانوية ومواد إضافية.. قواعد تطبيق البكالوريا

بسبب توهج وسام أبو علي.. غزو فلسطيني يقترب بقوة من الإيجيبشن ليج


مها الصغير: أنا غلطت فى حق الفنانة ليزا.. أنا آسفة وزعلانة من نفسى

روسيا تستدعى القائم بالأعمال السويدى على خلفية هجوم على البعثة التجارية فى ستوكهولم

مهلة الـ3 أشهر تنتهى الأربعاء.. إدارة ترامب تضغط على شركائها لإبرام اتفاقات تجارة

أخبار مصر.. السكة الحديد تعلن عودة حركة القطارات على خط القاهرة الإسكندرية

ضبط عملات أجنبية بقيمة 6 ملايين جنيه بالسوق السوداء


الداخلية تضبط 150 قطعة سلاح نارى وتنفذ 72757 حكما قضائيا خلال 24 ساعة

عودة حركة القطارات على خط القاهرة ـ الإسكندرية عقب إعادة العربات لمسارها

وزارة التعليم: تسليم طلاب الثانوية العامة 5 أوراق مفاهيم بامتحان الأحياء

جامعة حلوان تعلن مواعيد وطرق التقديم لاختبارات القدرات لعام 2025/2026

مواعيد مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة

التحفظ على السائق فى حادث مصرع طالبة وإصابة 11 من عاملات اليومية بالشرقية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى