قرأت لك.. "ذات يوم" أسرار التاريخ فى يوميات ألف عام وأكثر

ذات يوم
ذات يوم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

 "طفت الجثث على سطح مياه البحر الأحمر، كانت شاهدًا مأساويًا على حجم الكارثة، والكارثة هى غرق العبارة "السلام 98" هذا ما سجله سعيد الشحات تحت عنوان "ذات يوم" متذكرا ما حدث فى 2 فبراير 2006 من غرق العبارة السلام 98  وغرق  1033 شخصا  في مياه البحر الأحمر.

منذ قرابة عام صدر المجلد الأول من "ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر" لـلكاتب الكبير سعيد الشحات، حيث لقى هذا المجلد ردة فعل طيبة من الباحثين والمتابعين، لذا عاد سعيد الشحات لإصدار المجلد الثانى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

ونتيجة لما أثاره المجلد الأول بالأحداث التى انتقاها سعيد الشحات لذا قال فى مقدمة المجلد الثانى "هذا الجدل زادنى ثقة فى أن (ذات يوم) تلعب دورها الذى تمنيته ووضعته هدفا أمامى منذ بدأت فى كتابتها كزاوية يومية فى الأول من يناير 2014 وتنشر بانتظام فى صحيفة اليوم السابع من وقتها، كما حملنى مسئولية أكبر فى البحث عما هو مسكوت عنه فى تاريخنا حتى أقدمه بطريقة ميسرة تجذب القارئ، مع إعطاء فرصة له كى يتوسع إن أراد بذكر المراجع التى عدت إليها واستندت إليها فى سرد حكاياتى التاريخية".

لا يتوقف سعيد الشحات فى بحثه وتنقيبه عند زمن معين بل يفتح مجلد التاريخ على متسعه من أوله  إلى آخره باحثا عن الأسس التى غيرت وبدلت وصنعت الأحداث المختلفة التى وصل تأثيرها إلينا بعد هذه السنوات العديدة. 

 يبدأ المجلد بما حدث يوم 1 يناير 1944 عندما جلس الملك فاروق يدخن البايب أثناء الحفلة التى أقامتها الأميرة شويكار "طليقة والده الملك فؤاد" لوداع عام 1943 وقدوم عام جديد وكانت الحفلة ليلة 31 ديسمبر، وامتدت حتى صباح 1 يناير 1944، فى تلك الليلة تصرف فاروق بجلافة كما وصفه كتاب "القاهرة فى الحرب العالمية الثانية " تأليف الكتنبة البريطانية أرتيميس كوبر ، لأسباب عدة تدل على حالته النفسية السيئة.

واختتم المجلد حكاياته بما حدث فى 31 ديسمبر 1930 وذلك بـ سجن العقاد تسعة أشهر بتهمة "العيب فى الذات لملكية" حيث يقول سعيد الشحات "احتشد الجمهور داخل قاعة محكمة جنايات مصر وخارجها ينتظر الحكم فى القضية التى شغلت المصريين وفور النطق به خيم الصمت التام، وانصرف الجميع فى سكون وهدوء، قضت المحكمة بحبس المتهم محمود فهمى ستة أشهر حبسا بسيطا، وحبس المتهم عباس محمود العقاد 9 أشهر حبسا بسيطا، وأمرت المحكمة بطبع الحكم فى ثلاث جرائد يومية بمصروفات على نفقة المحكوم عليهما.

وبين هاتين الحادثتين رصد المجلد الكثير من الأحداث التى أجاد سعيد الشحات اقتناصها من دهاليز التاريخ، فنجد رحيل بيرم التونسى، وبدء فرح أنجال الخديو إسماعيل والتى استمرت لمدة 40 يوما، وحكايات عن فاروق تاذى طرد رساما بريطانيا من مصر لتردد الملكة فريدة على مرسمه، والوالى سعيد باشا يموت فى كوخ بالإسكندرية، ووفاة الإمام الشافعى فى مصر، ومن قبل ذلك يحزننا ما حدث فى 24 يناير 611 عندما قام عبد الرحمن بن ملجم بطعن على بن أبى طالب أمير المؤمنين.

إذن الأحداث والشخصيات التى ترد فى المجلد تتنوع بين عالمية ومحلية، فلدينا  الكثير من المعاهدات التى تسبب الأذى منها معاهدة فرساى التى أذلت ألمانيا وتشعل ثورة 1919، ولدينا أحداثا عربية مثل "طائرة عسكرية سورية تهبط فجأة فى مطار القاهرة طلبا للوحدة، ، وعندما قال الملك حسين فى اجتماع للقمة العربية فى القاهرة: أمتنا شعب من الخطابات.

المجلد حافل أيضا بالحكايات التشويقية التى يحرص سعيد الشحات على أن يفاجئنا بها، وذلك لأنه  لا يتعامل  مع التاريخ الرسمى فقط، بل يسعى للنظر بين السطور، فيصف لنا ما حدث يوم 12 يوليو 1893 عندما استقبل إسماعيل باشا حفيده عباس الثانى "بدا على الخديو  الأسبق إسماعيل الكبر وضعف البصر، وأوشك على السقوط حينما كان يخطو في اتجاه حفيده الخديو عباس حلمى الثانى الذي كان في أول زيارة إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية، وكان إسماعيل يعيش في تركيا منذ عزله عن الحكم ومغادرة مصر إلى نابولى يوم 30 يونيو 1879.

ومن الأحداث، فريد الأطرش يعود إلى القاهرة، السادات يفصل 111 كاتبا وصحفيا، وفاة عبد الحليم حافظ فى لندن ويوسف إدريس يبكى، العرض الأول لـ أحلام هند وكاميليا، أم كلثوم تجمع مائة ألف دينار للمجهود الحربى من حفلها الأول فى باريس، 3 ديسمبر 1828 إصدار أول جريدة مصرية في 4 صفحات بطول 37 سم  وهى المسماه الوقائع المصرية.

أحداث كثيرة  يعالجها سعيد الشحات فى المجلد بشكل سردى، موثق بالمراجع، تقدم فى مجملها تشكيلا كاملا للحياة بين السعادة والحزن، النجاح والفشل، اليأس والأمل، وربما لو تتبعنا اليوميات المتعلقة بالملك فاروق وأسرته لتمثل لنا ذلك بشكل صارخ، فما بين فاروق وأسرته وحاشيته في رحلة إلى أوروبا في 27 فبراير 1937  مرورا بزواج الأميرة فوزية والأمير محمد رضا في 16 مارس 1939 وانتقالا إلى صدام فاروق والنحاس فى1944 ، ومشهد وصيفة القصر الملكى تعوم مع فاروق، وانتهاء بتازل فاروق عن عرشه في 26 يوليو 1952.  

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمود صابر يتقدم بالهدف الأول للمنتخب الوطنى أمام نيجيريا

الأهلى يترقب موقف توروب من عرض المصرى لضم محمد سيحا

نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

القاضي أحمد بندارى: انطلاق تصويت المصريين بالداخل غدا


محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية


مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. ضربة البداية أمام زيمبابوى

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

تفاصيل مقتل أم ضيف بعد طلاقها فى البدرشين

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

التضامن تفتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية موسم 1447هـ - 2026م

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى