ماذا تريد إيران من الدول العربية؟.. طهران تراهن على تنظيم الحمدين وتنسف جسور الحوار مع جيرانها على الشاطئ الغربى من الخليج.. وتصريحات قاسمى عن مصر تكشف تخوف بلاده من أن تكون على موعد مع المزيد من العزلة

حسن روحانى - تميم
حسن روحانى - تميم
تحليل يكتب: محمد محسن أبو النور

حتى الخامس من يونيو بالعام الجارى، لم يكن يحلم أكثر صناع السياسات العليا تفاؤلا، فى الدوائر المقربة من مؤسستى المرشد والحرس الثورى فى إيران من أن يصبح لطهران موطئ قدم فى عاصمة لدولة عضو فى مجلس التعاون الخليجى، حيث الثروة والموقع الاستراتيجى، وبالرغم من أن الدوحة سهلت المهمة على طهران؛ إلا إن الأخيرة لم ترض بهذا الاختراق وتريد مواصلة العبث بالأمن القومى العربى.

 

ومع هذا النجاح فى اختراق الأمن القومى العربى، لم يدرك الإيرانيون أن أى تقدم للأمام فى المسألة القطرية وسكب الزيت على النار، يعنى تراجع عشرات الخطوات إلى الخلف، ولن يؤدى إلا إلى مزيد من عزلة بلادهم وإبعادها على الدول العربية التى طالما حرصت على إعادة العلاقات معها وعلى رأسها مصر.

 

حديث إيرانى مستفز

فى الأسابيع الأخيرة، طالعنا عددا من التصريحات الرسمية العربية تتحدث عن مساعى لتهدئة التوتر مع طهران، بالرغم من أن الأخيرة لم تبدأ حتى الآن في إجراءات بناء الثقة؛ لكن تلك التصريحات الإيجابية لم تلق الرد المتوقع إيرانيا إذ خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى اليوم الاثنين واعتبر أن مصر لم تلعب دورها بشكل جيد فى تأمين استقرار المنطقة، واصفا سياسات القاهرة بأنها "خاطئة".

 

قاسمى الذى غالبا ما يصدر تصريحات على هذا النحو غير المنضبط، قال خلال مؤتمره الصحفى الأسبوعى اليوم: "مصر دولة مهمة ولها مكانتها الخاصة فى العالمين العربى والإسلامي، لكنها لم تلعب دورها بشكل جيد حتى الآن بسبب سياساتها الخاطئة".

 

وبالرغم من الدعم المصرى لجهود حفظ الأمن والسلم الدوليين واضطلاعها بأعباء ربما لا تقوى على تحملها عشرات الدول، إلا إن المتحدث الإيرانى رأى أنه "على القاهرة أن تلعب دورا أكبر فى استقرار المنطقة".

 

وتناقلت وسائل الإعلام الإيرانى الرسمية، بما فيها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية تصريحات بهرام قاسمى بخصوص مصر، تلك التى شدد فيها مرارا على توصيته المسؤولين المصريين ما وصفه بـ"الابتعاد عن الرؤى التقليدية لعدة قرون مضت وإدراك حقائق الجمهورية الاسلامية الإيرانية".

 

رد مصرى سريع

لم تنتظر مصر مضى الكثير من الوقت وفى منتصف النهار ردت على لسان المتحدث باسم خارجيتها المستشار أحمد أبو زيد، الذى قال إن التصريحات الإيرانية تثير علامات استفهام، خاصة ما يتعلق منها بمواقف مصر التاريخية تجاه منطقة الشرق الأوسط وعوامل الاستقرار فيها.

 

أبو زيد رد بشكل قاطع وبعبارات لا تقبل التأويل، مؤكدا أن مصر دائما وأبدا تعتبر استقرار الشرق الأوسط أحد أهم أهداف سياستها الخارجية، وأن الحفاظ على الأمن القومى العربى واستقرار وسلامة الدول العربية، لاسيما دول الخليج، هو ركيزة أساسية من ركائز استقرار المنطقة.

 

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، فى بيان وزعته الوزارة على الصحفيين، أن دعوة مصر الدائمة إلى ضرورة احترام مبادئ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وعلاقات حسن الجوار، والحفاظ على تماسك الدولة الوطنية، ونبذ الطائفية، ومكافحة كافة أشكال الإرهاب والتطرف، كلها تصب فى أهداف دعم استقرار الشرق الأوسط والعالم العربى والتعايش السلمى بين شعوب المنطقة، على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.

 

حول النوايا الإيرانية

فى ظاهر الأمر، تبدو تصريحات المتحدث الإيرانى غير منطقية ولا تتماشى مع التصريحات الإيجابية البناءة التى أدلها بها عدد من المسؤولين العرب، لكن بالتأمل فيها والتدبر فى فحواها يتضح أن هناك ندما إيرانيا على المراهنة الخاسرة على تنظيم الحمدين القطرى.

 

لماذا؟ لأن قطر وإن كانت فتحت أجواءها كليا أمام الحرس الثورى؛ إلا أنها فى الوقت ذاته قامت بخرق بالغ فى منظومة الأمن القومى الإيرانية إذ سمحت لقوات غير خليجية (تركية) بالتواجد على أراضيها.

 

هكذا وجدت إيران نفسها وقد نسفت جسور الحوار مع جيرانها على الشاطئ الغربى من الخليج، وخسرت فى المقابل خسارة استراتيجية فادحة، ثم وجدت نفسها أمام لحظة الحقيقة، دولة تقف على موعد مع المزيد من العزلة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أجواء شديدة الحرارة رطبة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة اليوم

بى بى سى: شيكابالا أسطورة الزمالك ينهى مسيرة تاريخية حافلة بـ18 لقباً

بالميراس ضد تشيلسى فى مواجهة ثأرية بمونديال الأندية

مفاوضات فى الأهلى لإنهاء أزمة أحمد عبد القادر

المحكمة العليا تؤيد ترامب في معركته لترحيل مهاجرين إلى جنوب السودان


غدا.. سماع الشهود فى محاكمة 15 متهما بخلية مدينة نصر

رحلة عبر الزمن.. تعرف على أسرار مدينة "ديميه السباع" فى قلب الفيوم (صور)

خطايا مرورية تؤدى لسحب التراخيص من السائق على الطرق ..أقرا التفاصيل

لرحلة آمنة.. نصائح ذهبية لحماية نفسك أثناء استخدام خدمات النقل الذكى

قدم الآن.. 1787 فرصة عمل بمشروع الضبعة النووى بمرتبات تصل لـ11 ألف جنيه


جنش يقود حراسة مرمى الاتحاد السكندري بشكل أساسى فى الموسم الجديد

تحديث شامل.. جدول مواعيد قطارات الصعيد والإسكندرية اليوم الجمعة 4-7-2025

ترامب: أريد الأمان لشعب غزة لقد مروا بالجحيم

الأسئلة المتوقعة.. مراجعة ليلة الامتحان فى الجيولوجيا لطلاب الثانوية 2025

لا تفوت الفرصة.. مميزات مدرسة الضبعة للطاقة النووية لطلبة الإعدادية

قانون الإيجار القديم.. 7 سنين أمان وشقة للمستأجر الأصلى جاهزة قبل الإخلاء

موعد انطلاق الدورى الممتاز فى الموسم الجديد 2025-2026

شاهد لحظة غرق حفار البترول العملاق فى البحر الأحمر.. فيديو

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الخميس 3 – 7 – 2025

مدحت العدل: سندعو كريستيانو رونالدو ومحمد صلاح فى مهرجان اعتزال شيكابالا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى