طارق البرديسى يكتب: (استفتاء كتالونيا) بين الديمقراطية العربية وديكتاتورية الثيران الإسبانية !

استفتاء كتالونيا
استفتاء كتالونيا

يتصور المتصورون أن الحركات الانفصالية طالبة الطلاق البائن عن (الدولة الأم) اللاهثة وراء الاستقلال بثرواتها والاستئثار بخيراتها بعيداً عن كل ما يعكر الصفو أو ينغص النفس ، الطامحة فى بناء دولة جديدة من رحم الدولة العتيقة ، لا تجدها إلا فى منطقتنا العربية القاحلة ديمقراطياً والمتخلفة حضارياً والمتراجعة ثقافياً.

بيد أن الواقع ينبئك أن النزعات الانفصالية موجودة فى كل بقاع الكوكب التعيس ، حتى فى الدول التى تتجشأ الديمقراطية بعد أن امتلأت أحشائها بحساء تداول السلطة ولحوم حريات التعبير الشهية وحلويات حقوق الإنسان الغربية فضلاً عن مياه منظمات المجتمع المدنى الغازية !

فى كل مكان توجد تلك النزعة الانفصالية تنتظر فرصتها المواتية ولحظتها الحاسمة لتعلن عن نفسها مظهرةً مكنونها كاشفةً رغبتها شاهرةً بغيتها ووجهتها، لكنها تنتظر ظروفاً موضوعية وعوامل بيئية ومفردات جيوسياسية وثروات قد تكون إحفورية أو غير ذلك من أبجديات طبيعية وبشرية !

لن نستطيع أن نذكر كل الحالات بتفصيلاتها وملامح تباينها، لكننا ندرك ما يدور فى الولايات المتحدة وما يموج فى بلجيكا وما كان فى اسكتلندا ونعيش الآن حديث السَّاعَة واتجاهات عقاربها التى تشير إلى كتالونيا ، حيث يقبع فريق برشلونة الذى يعلن رغبته فى استمراره فى الدورى الإسبانى حتى وإن حصل انفصال الإقليم الكتالونى، وهو أمر شاذ لا يستقيم إلا إذا كانت الوحدة مستمرة مع إسبانيا، أما ماعدا ذلك فهو إعوجاج كإعوجاج قرون الثيران الإسبانية الحادة !

أياً ما كان الأمر فإن إسبانيا ترفض انفصال كتالونيا وقد رفعت فى وجهها البيارق الحمراء لكن الحكومة الكتالونية تركض مغمضة العينين غير مكترثة بمضار الانفصال وتبعاته، غير مدركة أن البيارق والثيران والملعب واللاعبين والجمهور منظومة يمسك دفة إدارتها الحكومة الإسبانية ،،أما العالم بدوله الإقليمية وإتحاده الأوروبى وولايته المتحدة فلن يجدوا مقاعد لمتابعة المباراة المثيرة بعد أن امتلأت بالجماهير الإسبانية، وأغلب الظن أنهم سيكتفون بمشاهدتها على الهواء فى فضائياتهم الغزيرة وشاشاتهم الصغيرة .

وأخيراً، الديمقراطية ليست كالقهوة، فإن كانت هناك ديمقراطية ( ع الريحة ) فى كردستان العراق، وديمقراطية (زيادة) فى كتالونيا، فلا يوجد أبداً قهوة (مضبوطة ) عفواً لا يوجد ديمقراطية مضبوطة معتدلة لا تشوبها شائبة !

ويبدو أن الديمقراطية أن كان لها فى صحارينا أنياب، فإن لها فى إسبانيا قرون !

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الميليشيات المسلحة فى طرابلس تطلق الرصاص على متظاهرين يطالبون بإسقاط الدبيبة.. فيديو

جدول ترتيب دورى المحترفين بعد مباريات الجولة 36.. منافسة على البطاقة الثالثة

مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر

استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى


شقيقة سعاد حسنى عن الخطاب المنسوب للسندريلا: مش خطها والورقة تبدو حديثة

التعادل السلبي يحسم الشوط الأول من مباراة النصر ضد التعاون

خارجية أمريكا: إدارة الولايات المتحدة تركز على وقف حرب غزة وتحسين المعيشة

مديرية تعليم القاهرة تعلن جداول البث المباشر لمراجعة مواد الشهادة الإعدادية

أسرة العندليب تظهر جواب بخط يد حبيبة عبد الحليم تكشف حقيقة زواجه منها


اهتمام زملكاوي بضم هادي رياض بعد تأخر الأهلي فى حسم الصفقة

منتخب الشباب يُجهز عمر خضر لمواجهة نيجيريا فى أمم أفريقيا

المدير الفنى يحدد موقف حمزة المثلوثى من قائمة الزمالك فى الموسم الجديد

ترامب يكشف حصيلة جولته الخليجية بالدولار.. ويؤكد: لست محبطًا

موعد مباراة منتخب الشباب مع نيجيريا فى أمم أفريقيا

للمصريين في ليبيا.. أرقام وعناوين مهمة للتواصل حال وقوع أزمات

جامعة نيويورك تحجب شهادة طالب أدان حرب إسرائيل على غزة فى خطاب تخرجه

ترامب فى ختام جولته الخليجية: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادمة

أشعة الرنين تحسم اليوم مدة غياب وسام أبو علي عن الأهلي

محام يتخلص من حياته داخل مكتبه فى الشرقية.. ويترك رسالة مؤثرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى