د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب:dr Dalia.JPG السؤال الـمُحير

داليا مجدى عبد الغنى
داليا مجدى عبد الغنى

الحب هو أجمل إحساس يمس القلب، وأصدق شعور يختلج النفس، وأجمل ما فيه هو التضحية، فعندما تُضحى لمن تحب، تشعر وكأنك ضحيت من أجل نفسك، وعندما تمنحه السعادة، تشعر وكأن السعادة خُلِقَت من أجلك، ولكن ما أصعب أن تكتشف أنك وهبت إحساسك لشخص يتعامل مع المشاعر على أنها لحظات مرحة، يُضيع بها وقته، وعندما تصطدم بصخرة الواقع، تتهتك تمامًا.

فكم من إنسان يعيش الحياة لحظة بلحظة، ولا يعبأ بمشاعر الآخرين، فيتعامل مع الحب على أنه مجرد كلمات معسولة، تُطرب الأذن، وتُشعل القلب، وتُغيب العقل، وعندما تأتى اللحظة التى لابد فيها أن تُترجم هذه الكلمات إلى واقع ملموس، يكتشف الآخر أن هذه الكلمات كانت مجرد مُخدر سريع المفعول، أطاح بالفكر والعقل معًا، فكم قابلنا أشخاصًا أحبوا أشخاصًا لديهم ظروف خاصة، وتقبلوا هذه الظروف، حتى لو كان الثمن راحة بالهم واستقرار حياتهم، ظنًا منهم أنهم سيجدون التقدير والاحترام من الطرف الآخر، ولكن ما أن تبدأ التضحية منهم، تبدأ الأنانية من الآخرين.

وهذا يُذكرنى بقصة لرجل أحب فتاة عمياء، فسألها ذات مرة: "متى تقبلين الزواج بي؟" فأجابت: "عندما أستطيع أن أرى وجهك الوسيم"، وبعد عدة أيام جاءها اتصال من أحد الأشخاص يتبرع لها بعينيه الاثنتين، ففرحت كثيرًا؛ لأنها أخيرًا سترى حبيبها وتتزوجه، ولكنها عندما رأته صُدمت؛ لأنها وجدته أعمى، فرفضت الزواج منه، فتبسم وهمس فى أذنها: "كما تشائين يا حبيبتي، ولكن أريد أن أقول لكِ شيئًا قبل أن أرحل عنكِ، أريدكِ أن تُحافظى على عيونى التى وهبتكِ إياها". فلمن العزاء الآن، هل للفتاة التى خسرت الحبيب المخلص، أم للرجل الذى فقد نور عينيه وإيمانه بالحب؟!

أغرب ما فى هذه القصة، هى أنها تجعل أى إنسان يُحب شخصًا له ظروف خاصة، ويُصدق كلماته المعسولة، ويثق به لدرجة الإيمان، حتى أنه لا يتوانى عن التضحية بأى شيء، حتى لو كان حياته كلها من أجله، يُفكر هل تضحيته هذه سيندم عليها فى يوم ما أم لا، وما يُحيرنى حقًا، لماذا ماتت أجمل المعانى وانتحرت أصدق الأحاسيس؟ وقطعًا، سؤالى المحير لن يجد إجابة عليه؛ لأن هؤلاء الأشخاص ماتت بداخلهم أحاسيس كثيرة، فهم من ينطبق عليهم "ولا حياة لمن تنادي"، ولكن فى اعتقادى أن العزاء والشفقة من نصيب هذه الفتاة؛ لأنها كانت عمياء قبل أن تلتقى بحبيبها، وستظل عمياء بعد أن فقدته، فما فائدة نور البصر لو عاش فى حضن ظلام البصيرة، أعتقد أننى الآن أجبت على السؤال المُحير.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإدارية العليا تفحص مستندات 32 طعنًا على انتخابات 19 دائرة ملغاة بمجلس النواب

رئيس الوزراء لرجال الأعمال: ضاعفوا استثماراتكم.. الفرص واعدة فاغتنموها

عدي الدباغ ينتظم في تدريبات الزمالك اليوم بعد حل أزمة المستحقات

الإدارية العليا تحسم الجدل في طعون الانتخابات: البينة على من ادعى

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس


الأهلى يحاول إنهاء الخلاف المادى مع حسين الشحات لحسم تمديد عقده

الإدارية العليا تبدأ نظر 31 طعنًا على نتائج 19 دائرة ملغاة في انتخابات النواب

فيفا: محمد صلاح هيمن على الدوري الإنجليزي

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى


اجتماع مرتقب بين وكيل محمد صلاح وإدارة ليفربول

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

التشكيل المتوقع لمنتخب مصر أمام نيجيريا.. الشناوي في حراسة المرمى

وزارة التعليم تكشف آلية سداد مصروفات المدارس الرسمية للغات

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

اليوم الحكم على مدرس متهم بهتك عرض طالبة فى الطالبية

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى