طبعة جديدة من رواية عمار على حسن "جدران المدى"

غلاف الرواية
غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

صدرت عن دار الدلتا للنشر والتوزيع طبعة جديدة من رواية عمار على حسن "جدران المدى".

 

وكتب عمار على حسن إهداء يقول فيه: "قبل نحو عشرين عاما، وفى أيام عصيبة، كتبت الجملة الأخيرة من هذه الرواية، التى كنت أجد فى سطورها الصبر والسلوى.. وها أنا الآن أهديها إلى تلك الأيام البعيدة القريبة، وأبلغها امتنانى لها، لأن من أرادوا وقتها الإساءة إلى أحسنوا إلى، وهم لا يدرون".

 

تتخذ الرواية، التى هى من أوائل الروايات التى كتبها مؤلفها، من مصر كلها مكانا لها، بحكم انتماء أبطالها، إلى بقع متفرقة على جسد الوطن، بدءا من الصعيد إلى الدلتا، وصولا إلى الصحراء الفسيحة، التى تعد المكان المركزى، الذى تدور حوله الأحداث بأيدى شخصيات عدة منها الصعيدى والفلاح والبدوى، الريفى وابن المدينة، القاهرة والسكندرى، السواحلى وسكان الجبل.

 

وأبطال الرواية موزعون على التيارات السياسية المصرية، أحدهم يسارى، خانه الرفاق وهجرته الحبيبة ولفظته الوظيفة الحكومية بعد معاناة شديدة، والآخر إسلامى متطرف حكم عليه غيابيا بالسجن أثناء رحلة هروبه، ولم يجد من يسمعه رغم تغييره لأفكاره بحكم تجربة جديدة عاشها وكتب مستنيرة قرأها فى هذه الرحلة، التى انتهت به إلى العيش فى الكهوف.

 

أما الثالث ففلاح مصرى بسيط، تدفعه الظروف الظالمة إلى أن يصبح قاطع طريق. وعلى أطراف هذه الشخصيات المحورية الهاربة من الوادى الخصيب إلى قلب الصحراء الغربية، تحفل الرواية بشخوص عدة، ينتمون جميعا إلى المهمشين، من سعاة وعمال تراحيل وطلبة يعانون فى سبيل استكمال دراستهم.

 

ويبدو الحلم هو القيمة المركزية فى هذه الرواية، لكنه حلم منسى ومقموع، لأبطال مأزومين، انكسروا حين انكسرت أحلام الوطن الضائع، فتاهوا فى الغربة والخوف.

 

ويقول المقطع الأول من الرواية: "كل شيء هالك هنا إلا المرارة المتدفقة إلى فمى، وصخرة عالية تعاند الفناء، امتطياها وخبأت عينى فى عمق الظلام يمنة ويسرة، وتركت أذنى لصفير الريح والغبار، وهواء بارد اصطكت له أسناني"، وكذلك المقطع الأخير الذى تنتهى به الرواية ويقول: "لم يكن هناك مجيب غير صدى يهزأ منى، وصراخى يلف الصحراء ليموت هناك على أسنة التباب البعيدة، ثم يسقط فى الرمال السافية التى ربما تنتظر قدمى المنهكتين فتبتلعنى، فريسة شهية فى ذلك الليل الساكن. صعود وهبوط. قيام وقعود. وقوف وسير بطئ. حركات فى الزمان والمكان لا تعنى شيئا سوى أننى تائه ضائع، أبحث عن ضالتى. وضالتى كهف رطب فى بطن الصخر الصوان، ورجال جاءوا ليقضوا هنا أياما يريدون لها جريانا، لكنها تمضى كسيحة رتيبة، لا يلوح أمل فى الخلاص منها سوى الموت".

 

ترسم الرواية بعض ملامح المرحلة الاجتماعية والسياسية التى كانت تمر مصر قبل ثورة يناير، حيث نجد أحداثا وتفاصيل حياتية عديدة، بدءا من الحياة الوظيفية إلى الفلاحة وحياة العمال وكدحهم وحياة اللصوص وأولاد الليل والمطاريد إلى بدو الصحراء، ومن المهمشين إلى المتمكنين فى الإدارة وعالم الأعمال.

 

يشار إلى أن عمار على حسن قد أصدر عشر روايات هى "خبيئة العارف" و"بيت السنارى” و"جبل الطير" و"باب رزق" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفى” و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، وله ست مجموعات قصصية، هى "عطر الليل" و"حكايات الحب الأول" و"التى هى أحزن" و "أحلام منسية" و"عرب العطيات"، إلى جانب كتب فى النقد الأدبى والتصوف وعلم الاجتماع السياسى.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنسيق المرحلة الثالثة.. 50% حد أدنى للتقدم لطلاب النظامين الحديث والقديم

تنسيق المرحلة الثالثة .. إتاحة تسجيل الرغبات الثلاثاء 26 أغسطس

تايلور سويفت تثير الجدل بعنوان ألبومها الجديد.. هل تلمح لـ كانييه ويست؟

محافظ بنك إنجلترا: بريطانيا تواجه تحديا كبيرا بسبب ضعف النمو

رئيس الوزراء يبحث مع رئيس المركزى للتنظيم والإدارة جهود تطوير العمل الإدارى


إخماد حريق محدود فى فيلا الفنان محمد صبحى بمدينة 6 أكتوبر

والد طالبة تعديل الرغبات يتنازل عن المحضر ضد المتسببة.. ويؤكد: كان يهمنى مستقبل بنتى

التأمين الصحى: 37 مركزا مجهزة بأعلى التجهيزات لعلاج الأطفال المصابين بالسكر

فيلم درويش يحقق أكثر من 25 مليون جنيه في دور العرض المصرية

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص


الأرصاد تزف بشرى للمواطنين وتكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة

الطلائع يهزم الإسماعيلى فى القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة بالدوري

ضبط قضايا اتجار فى العملات الأجنبية بقيمة 5 ملايين جنيه

تعرف على تشكيل الأهلي المتوقع أمام غزل المحلة غدا.. عودة الشناوى

الأمن الإنساني.. الداخلية تنقذ قطة عالقة بمنور في المنوفية

جرعة مخدرات وراء مصرع شاب داخل مسكنه فى الطالبية

طبيب الأهلي يحدد موعد عودة مروان عطية للتدريبات الجماعية

هل تتعرض البلاد لموجات شديدة الحرارة الأيام المقبلة؟.. الأرصاد ترد وتزف بشرى للمواطنين.. مدير الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد لـ"اليوم السابع": لا موجات طويلة المدى حتى نهاية أغسطس.. ونصائح هامة للمواطنين

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

الإجهاد الحرارى يهدد حياة الملايين.. الأمم المتحدة: نصف سكان العالم يعانون من آثار سلبية من ارتفاع درجات الحرارة.. والعمل الدولية: 2.4 مليار عامل يتعرضون للحرارة المفرطة وأكثر من 22.85 مليون إصابة مهنية كل عام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى