ماى تلتقى قادة قطاع الأعمال الأوروبيين وسط توتر متزايد حول بريكست

تلتقى رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماى، اليوم الاثنين، قادة قطاع الأعمال فى الاتحاد الأوروبى القلقين إزاء خروج بريطانيا من الاتحاد فيما كشف عن رسالة سرية من وزيرين فى الحكومة تتضمن تعليمات لها حول كيفية إدارة بريكست.

والمذكرة المسربة الصادرة عن وزيرى الخارجية بوريس جونسون والبيئة مايكل غوف وهما من أشد المؤيدين لبريكست، تطلب من ماى ضمان تأييد وزراء آخرين للعملية من اجل الاستعداد لفرضية مغادرة الاتحاد حتى بدون اتفاق مع الاوروبيين فيما تراوح المفاوضات بين الطرفين مكانها.

ونقلت صحيفة ميل اون صنداى عن الوزيرين قولهما فى المذكرة "نحن بغاية القلق لأنه فى بعض أقسام الحكومة لا تجرى التحضيرات الحالية بالقوة الكافية".

والرسالة التى حملة عنوان "الخروج من الاتحاد الأوروبى الخطوات التالية" تقول أن عدم الاستعداد لاحتمال الفشل فى ابرام اتفاق فى مفاوضات بريكست "سيتركنا فى وضع صعب جدا فى 2021" اى فى ختام فترة انتقالية من سنتين يمكن ان تلى بريكست المقرر فى 29 مارس 2019.

واثر التوتر على الجنيه الاسترلينى فى اسواق العملات، وخسر 1,0 بالمئة مقابلة اليورو والدولار الاثنين، بتراجع الى 89,13 بنس لليورو و1,3071 للدولار حوالى الساعة 09,25 بتوقيت جرينيتش.

وذكرت صنداى تايمز ايضا ان 30 نائبا من حزب المحافظين الذى تنتمى له ماى، وافقوا على توقيع رسالة بحجب الثقة عن رئيسة الحكومة، وهو عدد أقل بثمانية فقط عن الرقم اللازم لاطلاق اجراءات حجب الثقة.

وأجبر وزيران على الاستقالة فى الأسابيع القليلة الماضية أحدهما وسط فضيحة تحرش جنسى والثانى وزيرة على خلفية اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين بدون علم حكومتها مما أضعف موقف ماى.

تواجه الحكومة البريطانية ايضا ضغوطا لاحترام مهلة مدتها اسبوعين حددها كبير مفاوضى بريكست فى الاتحاد الأوروبى ميشال بارنييه الجمعة، لتوضيح التزاماتها ازاء شروط الخروج قبيل قمة الاتحاد الأوروبى فى ديسمبر المقبل.

وحذرت الشركات من أنها ستضطر إلى تفعيل خطط طوارئ بعضها تشمل نقل مقرات بعض العمليات إلى البر الأوروبى إذا ما استمرت أجواء الشكوك المحيطة ببريكست.

قالت كارولاين فيربيرن رئيسة اتحاد الصناعة البريطانية قبيل اجتماع لها مع ماى "هذا اجتماع مهم لأن المطالب الملحة لدى رجال الأعمال فى أنحاء أوروبا تتزايد يوما بعد يوما".

ويحضر الاجتماع ممثلو نقابات الأعمال الفرنسية والألمانية إضافة الى وفد من "إتحاد الأعمال الأوروبية" بيزنيس يوروب الذى يشمل كل الاتحاد الأوروبى.

ويشهد هذا الاسبوع بدء سلسلة من المناقشات البرلمانية حول "قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبى" وهو تشريع رئيسى ضرورى لادخال آلاف القوانين الأوروبية فى القانون البريطانى والغاء "قانون المجتمعات الأوروبية" الذى يكرس عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى.

وكتب كير ستارمر المتحدث لشؤون بريكست باسم حزب العمال المعارض الذى قدم العديد من التعديلات للقانون، يقول لرئيسة الحكومة "يتضح بشكل متزايد أن ليس بيدك وحدك السلطة للتوصل الى اتفاقية انتقالية مع أوروبا"، وحث الحكومة على دعم التعديلات التى يطالب بها حزب العمال، والتى ستبدأ مناقشتها الثلاثاء.