صور.. سوريا على طاولة "سوتشى".. قمة "روسية إيرانية تركية" لبحث وقف إطلاق النار فى عاصمة الشام.. و3 سيناريوهات تحكم مصير المباحثات ونتائجها فى ضوء عملية "أستانة"

فى نهار الأربعاء المقبل بمنتجع سوتشى الروسى الذى يعد قبلة السياسة الروسية الراهنة، يجتمع رؤساء تركيا وروسيا وإيران لمناقشة التطورات فى سوريا، وتحديدا مسألة وقف إطلاق النار تطبيقا لمخرجات اجتماعات استانة التى تمخضت عن تقارب فى وجهات النظر بين موسكو أنقرة وطهران.

حول مؤتمر الحوار الوطنى

تسعى روسيا إلى أن تكون القمة المقبلة بمثابة عملية تمهيدية يتم الاتفاق فيها على مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى السورى الذى للمفارقة سينعقد فى سوتشى أيضا، وبالنظر إلى موعد القمة وموعد انعقاد جلسات الحوار المقرر فى الثانى من ديسمبر أى بعد 10 أيام فحسب من أعمال القمة الثلاثية فإن توالى المواعيد يعطى انطباعا عن أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يريد استخلاص مواقف موحدة من ضيفيه أردوغان وروحانى لإعلان انتهاء الحرب فى سوريا وفق الخطة الروسية.

بوتين وروحانى وأردوغان

والدليل على ذلك أن موعد الحوار جاء بشكل يشبه التزامن مع مفاوضات جنيف التى دعا إليها المبعوث الدولى ستيفان دى ميستورا يوم 28 المقبل بعد المؤتمر الموسع للمعارضة السورية فى العاصمة السعودية الرياض بين 22 و24 بالأسبوع المقبل أيضا، أى إن روسيا تريد الانفراد بنتائج التسوية السورية بغض النظر عن اللاعبين الدوليين والإقليميين الآخرين.

وتهدف الخطة الروسية التى يريد بوتين الخروج بها من خلال اجتماعات الحوار الونطى الفلسطينى إما تشكيل هيئة سورية لتعديل الدستور الحالى لعام 2012، ببنود تتوافق مع الاوزان النسبية على الأرض أو صياغة دستور جديد يمهد لانتخابات يكون بشار الأسد جزءا منها.

معارضات روسية ـ إيرانية

وفق هذا التصور فإن المؤكد أن الخطة ستلقى معارضة روسية ـ إيرانية لعدد من الأسباب المكتسبات المنطقية التى سيحصل عليها الأكراد وتحديدا مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) فى الدستور المحتمل، بما يناسب وضعه الميدانية كشريح رئيس فى تحرير الرقة وما حولها، فضلا عن بند تسليم السلاح إلى الجيش العربى السورى.

بوتين وأردوغان

وفى الاستراتيجية الروسية لا تمانع موسكو من أن تتحول سوريا إلى نموذج أشبه بالنموذج اليوغوسلافى بأن تتحول إلى نظام فيدرالى أو حتى الانتقال إلى النظام الكونفيدرالى إذ لزم الأمر وهو السيناريو الذى يسعى إليه أكراد سوريا.

الأمر الآخر هو عدم تمسك روسيا ببقاء بشار الأسد كجزء من الحكومة فى مرحلة ما بعد الدستور وهو الشرط الذى تصر عليه إيران، وبالتالى فإنه من المرجح وفق هذا السيناريو أن تواجه الخطة الروسية معارضة واسعة من اللاعبين فى أنقرة وطهران، خاصة أن أردوغان وروحانى يرفضان بالقطع إعطاء الاكراد فى سوريا أى مكتسبات خشية من أن ينسحب ذلك على باقى الأقاليم الكردستانية فى غربى إيران وجنوبى تركيا.

بين سوتشى وجنيف

يريد النظام الروسى القفز على كل مخرجات اجتماعات جنيف السبعة الماضية، والبناء فقط على اجتماعات سوتشى أو اجتماعات استانة أى الخصم الكلى من الرصيد الغربى فى مفاوضات الحل الشامل حول سوريا؛ ولذلك وصف نائب وزير الخارجية الروسية، غينادى غاتيلوف، تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية حول التواجد القانونى للقوات الأمريكية فى سوريا بقرار الأمم المتحدة بأنها غريبة، مشددا على أن محاربة الإرهاب لا تعطى تفويضا مطلقا لتواجد قوات التحالف فى سوريا.

اجتماعات أستانة

لكن العائق الكبير الذى سيواجه الخطة الروسية لتمرير تلك الاستراتيجية هى ما يوصف بأنه اختلاف التفسير بين واشنطن وموسكو إزاء اتفاقه مع الرئيس الأمريكى دونالد ترمب فى فيتنام، الأسبوع الماضى، خاصة بعد التصريح الروسى الذى أعطى مظلة لتواجد الميليشيات الإيرانية فى سوريا ووصف هذا التواجد بـ"الشرعى".

على كل حال من المؤكد أن قمة سوتشى ستؤدى إلى مخرجات تشكل فى مجملة مجموعة من النتائج تؤثر بشكل مباشر على مؤتمر الحوار الوطنى وما سيتلوه من اجتماعات جنيف 8 المقرر انعقادها فى الأيام الأول من ديسمبر المقبل.