طبعة جديدة من روايتى "فوق الحياة قليلا" و"الحالة دايت" لـ سيد الوكيل

غلاف الروايتين
غلاف الروايتين
كتب محمد عبد الرحمن

"فوق الحياة قليلا"، و"الحالة دايت"، روايتان فى كتاب واحد صدرتا مؤخرا للروائى والناقد سيد الوكيل. الرواية الأولى يدور موضوعها حول حياة المثقفين، وتجمعاتهم فى مقاهى وسط القاهرة، ورحلات اغترابهم النفسى والمكانى والملابسات التى ترتبط بحياتهم الشخصية وكتاباتهم.

 

وتعتبر الرواية الثانية بمثابة الوجه المقابل للرواية الأولى، فهى تتناول هذه المرة مواجهات المثقفين للموت فى صوره المختلفة، سواء الموت النفسى والأدبى أو الموت الفيزيقى وأفكارهم التى سجلوها عن الموت فى رواياتهم وقصصهم وقصائدهم، وبهذا المعنى فإن الروايتين تمثلان حوارية سردية بين الحياة والموت والكتابة، فتبدو أقرب إلى سوناتا من ثلاث حركات.

 

واللغة التى يستخدمها سيد الوكيل على الرغم من بساطتها، تمر بثلاثة مستويات أيضا لتأكيد الطابع الإيقاعى للسوناتا، فتتراوح بين الرهافة الشعرية، والسخرية الخادشة، والنزعة التحليلية للشخصيات.

 
الحالة دايت
 

وفى الحالة الأخيرة، تنزع اللغة إلى التأمل فى مصائر الشخصيات وتناقضاتهم، وعذاباتهم وهم يتوزعون بين الواقع والخيال. كما تذهب الحركة الأخيرة من رواية "الحالة دايت" إلى لغة النقد الأدبى ليصل إيقاع اللغة إلى أعلى مستوياتها مباشرة ووضوحا، ويسميها الكاتب مارش الوداع، غير أن الرواية، فى كل مستوياتها، تظل ملتبسة بنفس الروح الشجية التى نراها فى المستوى الشعرى ليبدو مثل خلفية جنائزية. وإذا كانت اللغة تلعب دورا مؤثرا ومتباينا فى السرد، فإن حضور الشخصيات التى يتناولها سيد الوكيل هو العنصر البارز فى الروايتين.

 

الطريف أن الشخصيات حقيقية، وبنفس أسماء أصحابها من الأدباء والشعراء المعروفين وعبر أجيال مختلفة، من بينهم إبراهيم أصلان وإدوار الخراط ومحمد مستجاب، ونعمات البحيرى ونجيب محفوظ الذى يحتل مساحة سردية كبيرة.

 

جدير بالذكر أن هذا التناول لكتاب معروفين أثار احتجاج البعض، واعتبروها نوعا من الجرأة، لكن سيد الوكيل يؤكد أن للخيال دورا فاعلا فى رسم الشخصيات، لكنها مكتوبة بدرجة من الصدق الفنى الذى يجعل البعض يعتقد أن كل ما ورد فى الرواية حقيقة، كما أن اللغة التى كتبت بها كل شخصية مستلهمة من روحها وحركتها فى الحياة كما رآها، سواء تميزت بطابع السخرية اللاذعة، أو الشعرية الرهيفة.

 

الروايتان تثيران الكثير من الجدل حولها، فهما تتمتعان بروح تجريبية جريئة وجانحة، حتى أنها تربك النقاد فى تصنيفها، فهى تتراوح بين السرد القصصى والسيرة الذاتية، والكتابة التسجيلية ويقول عنها الناقد مصطفى الضبع إنها تجربة غير مسبوقة فى السرد، ويمكن تسميتها بالوثائقية الجديدة.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب: الرئيس عبد الفتاح السيسى صديق لى وأرغب فى استضافته

«كاف» يعلن تفاصيل حفل افتتاح أمم أفريقيا 2025 بالمغرب.. فيديو

تسرب غاز يسفر عن اختناق 5 أشخاص فى الجيزة

تعرف على قائمة الأهلي لمباراة سيراميكا غدا فى كأس عاصمة مصر

الأردن ضد المغرب.. نهاية المباراة بالتعادل 2-2 واللجوء لوقت إضافي.. صور


الأردن ضد المغرب.. المغرب يخطف التعادل في آخر لحظات المباراة.. صور

ضياء رشوان: صفقة الغاز مع إسرائيل امتداد لصفقات سابقة

أحمد سعد يهدى محمد صلاح أغنية فخر العرب المصرى.. فيديو

جداول امتحانات الفصل الدراسى الأول لطلاب النقل والشهادة الإعدادية بالجيزة

محمد رمضان يسدد كفالة وقف تنفيذ حبسه عامين بسبب أغنية "نمبر 1 يا أنصاص"


الأرصاد: استقرار حالة الطقس حتى منتصف الأسبوع المقبل.. وتحذر من شمس النهار

حقيقة بيع حسام عبد المجيد وبيزيرا لحل الأزمة المالية فى الزمالك

الطقس غدا.. تغيرات حادة بدرجات الحرارة تفاجئ المدن الجديدة والصغرى بالقاهرة 11

الأرصاد: تغيرات مفاجئة فى حالة الطقس غدا والصغرى تصل 10 درجات ببعض المناطق

كأس العرب 2025.. تأجيل مباراة السعودية والإمارات حتى إشعار آخر

نتيجة انتخابات مجلس النواب بالدوائر الملغاة فى محافظة أسيوط

موعد صرف مرتبات شهر ديسمبر 2025

لأول مرة.. الإسكان تطرح أراض ووحدات سكنية للأفراد بنظام التمويل العقارى

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الجو الـ48 ساعة القادمة

كأس عاصمة مصر الفرصة الأخيرة لأوشينج فى الزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى