سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 نوفمبر 1882.. الإمام محمد عبده يكتب من سجنه إلى «سعد زغلول» شاكياً «الذى قدم له نفعاً» ثم يكتب تقريراً ضده

سعد زغلول ومحمد عبده
سعد زغلول ومحمد عبده
فور هزيمة الثورة العرابية بزعامة أحمد عرابى، ودخول الجيش الإنجليزى إلى القاهرة عصر يوم 24 سبتمبر 1882، بدأ القبض على زعماء الثورة لمحاكمتهم، وكان من بينهم الإمام محمد عبده، وحسب مذكراته التى حققها وعلق عليها طاهر الطناحى، عن «دار الهلال- القاهرة»، فإن «الإمام أودع السجن رهن مثوله أمام المحكمة العسكرية التى ألفها الخديو توفيق، وبقى ثلاثة أشهر وأياما، ثم حوكم، وحكم عليه بالنفى فى بيروت مدرسا بمدرسة جمعية المقاصد الخيرية للأدب والتوحيد وعلوم الدين، ثم فر إلى باريس».
 
لقى محمد عبده صنوفا مختلفة من الإهانات داخل سجنه، ويذكر الإنجليزى صديق العرابيين «بلنت» فى كتابه «التاريخ السرى للاحتلال إنجلترا لمصر» عن «مكتبة الآداب - القاهرة»، أن الخديو توفيق أرسل أغواته لإهانة زعماء الحركة القومية فى السجن، وأن الشيخ محمد عبده كان من أوائل المقبوض عليهم وكان من ضحايا هذه الإهانات، وينقل محمود الخفيف فى كتابه «الزعيم أحمد عرابى المفترى عليه» عن «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة» عن مستر بردلى، محامى العرابيين فى كتابه «كيف دافعنا عن عرابى؟»، أنه زار كلا من، على فهمى وعبدالعال حلمى، والشيخ محمد عبده فى حجراتهم، وذكر له عبدالعال، أن إبراهيم أغا توتونجى الخديو، دخل حجرتى ومعه ثلاثة أشخاص، وقال لى: يا عبدالعال أتعرف من أنا؟ فقلت: كلا، لست أعرفك، فقال: أنا إبراهيم أغا توتونجى الخديو، ثم دنا منى وبصق على وجهى وضربنى بقلم كان فى يده على وجهى مرتين، وقال: انتظروا لقد وقعتم يا أولاد الكلب.. سأريكم».
 
أما الإمام محمد عبده فشكل لـ«بردلى»: «حضر إبراهيم أغا حضر إلى فى الخامس من هذا الشهر «أكتوبر» وأهاننى، وكان معه بعض أتباع الخديو، وفتشونى وأخذوا منى ثلاثة مجلدات، اثنان منها هما «كتاب العقد الفريد، والثالث هو الجزء الأول من تاريخ العصور الوسطى وهو معرب عن الفرنسية، ولما سألتهم: لماذا يأخذون منى الكتب، ألكى يعيدوها إلى بيتى؟ قال لى: ألك بيت؟ فرأيت أن أسكت».
 
كانت هناك معاناة أخرى لكنها أقسى على «الشيخ الإمام» وهى وفقا للطناحى: «الخونة المنافقون الذين انتهزوا فرصة القبض عليه، وكتبوا فيه تقارير حشدوها بالكذب والبهتان»، وعن هذا كتب خطابا إلى أحد أصدقائه من داخل سجنه يرد عليهم، وحسب «الطناحى»: «هو قطعة من الأدب، أما الصديق فلعله سعد زغلول، فقد تبادل معه عدة خطابات أثناء نفيه فى بيروت، وكان زميلا له فى تحرير «الوقائع المصرية» فى عهد الثورة العرابية»، فماذا قال الإمام فى هذا الخطاب الذى يحمل تاريخ 20 نوفمبر «مثل هذا اليوم» عام 1882، ويأتى بنصه فى مذكراته؟
 
يوجه محمد عبده خطابه إلى «عزيز» عليه «لم يذكر اسمه»، ويستهله ببيت شعر: «تقلدتنى الليالى وهى مدبرة/ كأننى صارم فى كف منهزم»، ويضيف: «سقطت الهمم، وخربت الذمم، وغاص ماء الوفاء، وطمست معالم الحق، وحرفت الشرائع، وبدلت القوانين، ولم يبق إلا هوى يتحكم، وشهوات تقضى، غيظ يحتدم، وخشونة تنفذ، تلك سنة الغدر، والله لا يهدى كيد الخائنين، ذهبت أرباب السلطة فى بحر الحوادث الماضية، يغوصون لطلب أصداف من الشبه ومقذوفات من التهم، وسواقط من اللمم، وقد وجدوا لذلك أعوانا من حلفاء الدناءة، وأعداء المروءة، وفاسدى الأخلاق، وخبثاء الأعراق، رضوا لأنفسهم قول الزور وافتراء البهتان واختلاق الإفك، وقد تقدموا إلى مجلس التحقيق بتقارير محشوة من الأباطيل، ليكونوا بها علينا من الشاهدين، كل ذلك لم تأخذنى فيه الدهشة، ولم تحل قلبى منه وحشة، بل أنا على أتم أوصافى التى تعلمها، غير مبالٍ بما يصدر به الحكم أو يبرمه القضاء، عالما بأن ما يسوقه القدر وما ساقه من البلاء، فهو نتيجة ظلم لا شبهة للحق فيه، لأن الله يعلم، كما أنت تعلم، أننى برىء من كل مارمونى به».
 
يضيف الشيخ الإمام: «قدم فلان وفلان تقريرين جعلا فيهما تبعات الحوادث الماضية على عنقى، ولم يتركا شيئا من التخريف إلا قالاه، وذكر أسماءكم فى أمور أنتم جميعا أبعد الناس عنها، ولكن لا حرج عليهما فإنى أعدهما من المجانين، ولم أتعجب من هذين الشخصين إذ يعملان مثل هذا العمل، لكن أخذنى العجب إذ أخبرنى المدافع عنى بتقرير قدمه «فلان» الذى أرسلت إليه السلام، وفيما بلغنى أنه شاهده بأقبح شىء، لا يشهد به إلا عدو مبين، هذا اللئيم الذى كنت أظن أنه يألم لألمى ويأخذه الأسف لحالى، ويبذل وسعه إن أمكنه فى المدافعة عنى، فكم قدمت له نفعا، ورفعت له ذكرا، وجعلت له منزلة فى قلوب الحاكمين».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يبحث التعاون مع بيراميدز فى شكوى أزمة القمة بالمحكمة الرياضية

ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

البنك الأهلى وسيراميكا وزد يسعون للتعاقد مع مطاريد الأهلي

تحطم طائرة إسرائيلية على شواطئ "بات يام" المحتلة.. صور

بحصيلة تجاوزت الـ3 تريليونات دولار.. الرئيس الأمريكى ينهى جولة الـ4 أيام للخليج.. تعزيز حضور أمريكا بالمنطقة والحفاظ على مصالح واشنطن أبرز الأهداف السياسية للجولة.. ترامب من أبوظبى: غزة تتضور جوعًا


ترامب فى ختام جولته الخليجية: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادمة

أشعة الرنين تحسم اليوم مدة غياب وسام أبو علي عن الأهلي

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس

محام يتخلص من حياته داخل مكتبه فى الشرقية.. ويترك رسالة مؤثرة

العثور على رضيعة عمرها 14 شهرا بإيطاليا.. وفحوصات تثبت تعاطيها الكوكايين


شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية

24 يوما تفصل المتهم فى قضية الطفل ياسين عن فرصة النجاة من المؤبد

خطة برشلونة للاحتفال بالثلاثية مع الجماهير

عيد ميلاد جانيت جاكسون.. حكاية سترتها العسكرية التى بيعت بـ 80 ألف دولار

ترتيب الدوري الإسباني بعد تتويج برشلونة باللقب

مرحبا ألكسندر ترامب.. الرئيس الأمريكى يرزق بحفيده "اللبنانى".. صورة

ريفيرو يتابع مباراة الأهلي والبنك من أرض الملعب غداً قبل قيادة تدريبات الأحمر

دغموم يدخل دائرة المرشحين لتدعيم الزمالك بعد سام مرسى والملالى

موعد مباراة كريستال بالاس ضد مانشستر سيتي فى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي

المدارس اليابانية: تدريس الفرنسية كلغة ثانية.. و18 ألف جنيه مصروفات الدراسة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى