العدالة الاجتماعية = مجتمع الخير

د. أيمن رفعت المحجوب
د. أيمن رفعت المحجوب
د. أيمن رفعت المحجوب
إن المثل الأعلى لسائر الشرائع والنظم السماوية والبشرية يتلخص فى الرغبة لتحقيق " العدالة " ونشدان الحقيقة واحترام الكرامة الإنسانية . إذ أنه لم يكن هناك مطمع آخر للبشرية غير تحقيق مجتمع ذى حرية مع تعاون، ومساواة مع تنوع، وأخوة لا إكراه فيها، وترسيخ دعائم نظام شمولى عام للمجتمع البشرى .
هذا النظام الأفلاطونى يقوم على بناء اليسر بين الغنى والعسر، ويحافظ على كرامة الإنسان، وينمى شخصيته، ويحول دون الظلم والجور والقسوة والسرف، ويحقق الرفاه العام، وهذا ما نسميه نحن "بالعدالة الاجتماعية ". 
ولقد جهل الناس هذه الحقيقة أو تجاهلوها لغرض أو مرض، وراحوا يضيقون حدودها، ويحدون من مراميها، ويقصرون غاياتها على إعادة تنظيم العالم المادى بصورة أكثر عدالة وجدوى، فى حين أن العدالة الاجتماعية فى حقيقتها المطلقة هى نظام كلى اندماجى عام للمجتمع الانسانى يتناول سائر آفاق حياة البشرية والاقتصادية والسياسية والفكرية . 
العدالة الاجتماعية ليست تعريف كما يدعون، إنها هى عقيدة الإنسانية – وهدفها – ومصيرها . إنها عقيدة بمعنى أنها النظرة الشاملة والصورة العامة للمجتمع الذى جهدت الأرض والسماء لتحقيقه، وهو إقامة مجتمع الخير والرفاه العام !.
وحيث أن العدالة الاجتماعية هدف انسانى محض، فتجد أن سائر النظم والمبادئ والعقائد البشرية تطمح على اختلافها إلى تحقيقها وتدعيمها وترفع شعارها، وتخطط لتحقيق الآمال والأشواق التى ترمى إلى مجتمعه، وتأخذ على المبادئ المناقضة بعدها عنها وخلوها منها . وهذه العدالة الاجتماعية هى للإنسانية بمثابة مصير، إذا شهد العالم تدرجاً سريعاً فى الرأسمالية الغربية المعاصرة نحو خط العدالة والاعتدال، إذا أن نضالات القوى الديمقراطية ضد الرأسمالية هى التى طورت النظم الرأسمالية الجشعة، فالديمقراطيات هى القوة الرئيسية التى تنفعل بها الرأسمالية .
وكذلك فقد بدأت تباشر هذا التدرج نحو الاعتدال تظهر فى العشرين عام الأخيرة فى أوروبا وأمريكا من خلال النظام الرأسمالى المعتدل، واذا استمر العالمان ( أعنى الغرب والشرق) فى هذا الاتجاه، فإن مصير الانسانية سيرسم عند خط الوسط، خط العدالة الانسانية والاجتماعية، الذى رسمته من قبل أديان الشرق وحضاراته منذ آلاف السنين، والذى لا مفر من استهدائه ليبلغ الانسان كامل إنسانيته، وينعم بعالمه الفاضل فى ظل الحرية والكرامة والإخاء والسلام. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى


غموض موعد عودة سلة الزمالك للتدريبات بعد اعتذار المدير الفني

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا

فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

عمر مرموش يقتحم قائمة ملوك التسديدات فى "بيج 5" وينافس محمد صلاح


سفير الجزائر لدى القاهرة: الحملات ضد مصر ذات أهداف سياسية مغرضة

استطلاع.. استمرار تراجع شعبية ترامب بين الجمهوريين بانخفاض 9 نقاط فى إدارته الثانية

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

ليوناردو دى كابريو يكشف عن الفيلم الأقرب إلى قلبه

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"

من التحرش إلى الخطف والترهيب.. عقوبات قاسية تنتظر المتهمين فى واقعة فتيات طريق الواحات

مصر تدين بشدة الإعلان عن خطة بناء 3400 وحدة استيطانية بالضفة.. الخارجية تحذر إسرائيل من الانسياق وراء معتقدات وهمية بتصفية قضية فلسطين وتجسيد ما يسمى "إسرائيل الكبرى"..وأي محاولة لتهجير الفلسطينيين مصيرها الفشل

اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

النيابة تستدعى مصور حادث مطاردة سيارة فتيات طريق الواحات لسؤاله حول الواقعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى