"رفع الأنين"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
العالم بأسره يئن! بعضٌ يئن تحت وطئة الحروب، وبعضُ تُلهيه الصراعات عن معنى الحياة، وبعضٌ ثالث يشهد المجاعات والأوبئة والاضطرابات. أيضًا الطبيعة لم تتمكن من الهروب من تحت وطأة الأعاصير والعواصف والزلازل والبراكين و"تسونامي" وغيرها. وفى ظل جميع الأحداث، ترتفع التساؤلات، وربما الاستنكارات، من بعض البشر: أين الله؟! 
خلق الله الكون فى أجمل صورة وأبهى مشهد، ثم خلق الإنسان ليعمله ويحفظه، وصار الإنسان مسؤولاً فى الحياة عن الأرض وازدهارها. وفى ظل هٰذه المسؤولية، كل منا مسؤول عن إخوته فى الإنسانية، وعما يمكن أن يحدث لهم إثر قراراته وتصرفاته. وكلما ازدادت مكانة الإنسان ومهماته ومسؤولياته، اتسعت وازدادت أيضًا مسؤوليته عن الآخرين. يقول الكاتب المسرحى البريطانى "پيتر أوستينوﭪ": "ما يجب أخذه على محمل الجِد: هو مسؤوليتنا، وليس أنفسنا."؛ نعم، على كل منا أن يُدرِك دوره ومسؤوليته فى رفع الأنين عن العالم إذ هى رسالته الأولى من الله. 
فى أثناء الحرب العالمية الأولى، قال جنديان بريطانيّان أحدهما للآخر وهما ينظران صوب الخنادق الممتلئة بالأجساد المجروحة والمصابة : "أين الله الآن؟!" وما كادا ينتهيان من تساؤلهما حتى شاهدا شخصين صاعدين من داخل الخندق، حاملين نقّالة جرحى يحملان عليها جنديًّا جريحًا يئن من الألم، يجيبانهما: "اُنظرا : الله الآن حاضر هنا"! نعم، فالله يعمل من خلال الإنسان الذى اضطلع بمسؤوليته نحو العالم. وبالمثل، قد يسأل الأطفال الجائعون: "أين الله الآن؟"، لٰكنهم متى وجدوا قلوب البشر تمتلئ بالحب والخير من أجل إسعادهم، فحتمًا سيدركون أن : " الله هنا الآن". وهٰكذا بما يقدمه كل إنسان من خير نحو الإنسانية يقود الآخرين إلى إدراك محبة الله وخيره العظيم؛ مثل ذٰلك الرجل الذى شاهد ذات يوم أطفال بؤساء يعانون فى الحياة، فتساءل فى قلبه : لِمَ تسمح بهٰذا يا الله؟! ثم صلَّى: أرجوك، يا الله، أن تفعل شيئًا لهٰؤلاء البشر التعساء ! وفى الليل، إذا أصداء صوت تتردد داخله: إنى قد فعلتُ شيئًا: لقد خلقتك "أنت"! نعم إنه دورك فى الحياة تجاه كل نفس متألمة ومتعبة، إنها مسؤوليتك نحو الحياة . 
حدثنى أحد الأشخاص عن مسلسل درامى يسمى "لُمِس من ملاك"، ومع أن قصته، يعتبرها البعض خيالية فإنها تحمل كثيرًا من المعانى، ففى كل حلَقة يظهر شخص محتاج إلى المساعدة لعبور مشكلة أو أزمةٍ ما تمر به، فتُسنَد مساعدته إلى أحد الملائكة الذى يتخذ شكل البشر حتى ينهى مُهمته بنجاح؛ وتزداد ثقة هٰذا الشخص بالله وبكل ما هو خير فى الحياة . ما جذب انتباهى هو أن أحد طرق الله لمساعدة البشر يكون من خلال المحيطين به الذين يُعَدون كملائكة تساند وقت الضعف وتنشر الخير ؛ وبذٰلك: على كل إنسان فى طريق الحياة أن يختار ويقرر هدفه ووجهته ودوره فيها: هل يكون حافظًا وعاملاً لما خُلق من أجله؟ أم هل يختار نفسه وذاته على حساب الآخرين؟! أى دور ستختار؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

30 مليار دولار و4 شركات كبرى.. أوروبا تكثف دعمها لأوكرانيا بخارطة إعادة التسلح.. اتفاقيات استراتيجية لدعم التكنولوجيا بكييف.. صفقة تاريخية بين الدنمارك وأوكرانيا بـ67 مليون يورو.. وطائرات مسيرة برعاية فرنسية

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

الرئيس اللبنانى: وفد تقنى قبرصى يصل لبنان الأسبوع المقبل لمتابعة ملف الحدود

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025


السيطرة على حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر وبدء عمليات التبريد

المونوريل يستعد لاستقبال الركاب.. جولة بمحطة المشير بعد تركيب بوابات التذاكر وتشطيب الرصيف.. أبواب زجاجية لحماية المواطنين واهتمام كبير بذوي الهمم وكبار السن.. نسب التشطيب تصل لـ100% والتشغيل تجريبي بدون ركاب

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة المنيا

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة بنى سويف

إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه


فحوصات طبية للاعبى الزمالك غدا.. وراحة من التدريبات الأحد

مصادر طبية فلسطينية: 58 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم

فات الميعاد الحلقة 21.. أحمد مجدي يرفض عرض محمد أبو داود حفاظًا على حضانة ابنته

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

كردون أمنى لتسهيل عمليات إطفاء حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

وعكة صحية مفاجئة تُدخل محمد أبو النجا حارس وادى دجلة العناية المركزة

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

اندلاع حريق فى دبى مول بمنطقة الشيخ زايد.. فيديو وصور

بدون خطوات.. كيفية تعويض المتضررين من حريق سنترال رمسيس تفعل تلقائيا

الأحزاب السياسية تتأهب بقوة لمعركة انتخابات مجلس الشيوخ 2025.. حزب مستقبل وطن: مستعدون بخطة دعائية وتنظيمية شاملة.. "الشعب الجمهوري": التنسيق لا يلغي هوية الأحزاب.. "المؤتمر": ندعم الاستقرار والدولة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى