الإرهاب.. مفاتيح وخطوط الداخل والخارج

 أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
لا يمكن الحكم على الإرهاب من عدد الشهداء الذين يسقطون، أو أن نرى أن سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء يستدعى إدانة أكثر، مع الاعتراف بأن العملية الإرهابية التى وقعت ضد أهلنا فى مسجد الروضة هى الأضخم من حيث عدد الشهداء الذين سقطوا، والطبيعى أن نقطة دم واحدة من إنسان هى جريمة إرهابية مكتملة تستدعى الاحتشاد ضد هجمات تترية تسعى لاستعادة تجربة التسعينيات، فقد كانت العملية الإرهابية فى الأقصر إحدى المحطات التى تحولت فيها المواجهة مع الإرهاب، لينحسر بدرجة كبيرة لسنوات، بعد أن تضررت السياحة كثيرا، لكن الفرق أننا أمام تحولات إقليمية، حيث يتلقى تنظيم داعش ضربات فى سوريا والعراق، وهناك احتمالات لدخول فلول داعش إلى دول أخرى، ومنها مصر، فضلا عن ارتباط الإرهاب بقنوات وجهات خارجية متحالفة، والدليل مدى احتفاء قنوات الإخوان التركية القطرية بالعملية الإرهابية بالنشر وعرض فيديوهات فور وقوع العملية، وأيضا بمحاولة تقديم مبررات للإرهاب.
 
ويبدو من قبيل التزيد البحث عن تفسير لسوء فهم الإرهابيين للدين أو الدخول إلى أرضيتهم وتصور أن مناقشتهم يمكن أن تغير عقل الإرهابى وقلبه، وهذا لا يمنع من السعى لفك ألغاز الإرهاب، وتفكيك علاقاته المعقدة إقليميا ودوليا، نحن أمام إرهاب عالمى، يعمل من خلال محطات محلية، فلا يمكن لأى أطراف خارجية العمل والتحرك بحرية من دون وجود غطاء محلى.
 
جريمة الجمعة ضد المصلين تشير إلى أن جرائم الإرهاب موجهة ضد الإنسان بصرف النظر عن عقيدته، وأن الإرهابيين فى سيناء لو أتيحت لهم الفرصة يمكنهم توسيع عملهم فى الداخل، نحن أمام تنظيمات إجرامية تنفذ أهدافا واضحة، ولا يمكن التعامل مع جريمة بهذا الحجم والشكل على أنها جريمة محلية، بل هى تشير لوجود أطراف تمول وتخطط، ولها أهداف تحرك من أجلها التنظيمات المرتزقة وتوجهها إلى مكان مثل مسجد الروضة، حيث المئات من المسالمين يؤدون صلاة الجمعة ولا يمكن أن يخطر ببالهم أن هناك من يستحل دمهم ويقتلهم بكل هذا القصد والبشاعة. وهو نفس الإرهاب الذى يفجر كنيسة فى طنطا أو الإسكندرية.
 
لكن من المهم السعى للكشف عمن وراء هذا الإرهاب بشكل مؤكد، من شهادات الشهود، نحن أمام جريمة نفذها مرتزقة من بينهم عملاء من الخارج، ومن الصعب أن يتحرك عدد يتراوح بين 20 و30 من دون أن يكون هناك شهود فى الطرق التى سلكوها متجهين لتنفيذ جريمتهم، ثم إن هذا العدد من الصعب أن يتحرك وينفذ الجريمة ويختفى من دون وجود مساندة للتمويه والإخفاء، حيث يستحيل أن يتم كل هذا من دون وجود شهود والتعرف على تحركات بعضهم، وبالتالى فإن هناك حلقات مفقودة من عملية التستر على الإرهابيين، يمكن أن تحل كثيرا من ألغاز التحركات الإرهابية.
 
لا يمكن فصل العملية الإرهابية فى المسجد فى جزء  منها عن كونها ردا على ما تحقق فى الواحات، وهو ما قد يجعل الهجوم الإرهابى تعبيرا عن يأس، ومحاولة لإثبات الذات وتعويض خسائر التنظيمات الإرهابية، بعملية تحقق ضجة إعلامية يمكنها أن تعيد للتنظيمات الإرهابية مثل «بيت المقدس» وغيره بعض ما فقدته من صورتها وعجزها عن تنفيذ عمليات ضد الكمائن، وقد يكون من بين أهداف إرهاب الجمعة السعى لتحقيق فتنة طائفية أو مذهبية.
 
كل هذه الاحتمالات تجعل عملية الجمعة إحدى الحلقات الخطرة التى تشير إلى رغبة فى نشر الترويع، وتتعمد أن تسقط الكثير من الشهداء العزل، بعد مرحلة من المراقبة والمتابعة من متعاونين أو عيون تنقل للتنظيم كل ما يحدث.
 
نحن أمام إرهاب ضد مدنيين عزل، قد يكون بداية مرحلة تكشف لأهالى سيناء أن الإرهاب لا يفرق بين الدماء، وأن هناك صلات ضخمة تربط بين الإرهاب المعولم فى الخارج والداخل، وهى خطوط يمكنها أن تكشف عن تفاصيل وتشابكات كبيرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بشائر الخير .. زيارة الرئيس للسعودية تفتح أفقًا أرحب للتعاون الاقتصادى.. بحث سبل تعزيز التكامل الصناعى بين البلدين وزيادة الاستثمارات.. وتفعيل أعمال"مجلس التنسيق الأعلى" والتحضير للدورة القادمة

جوارديولا: جاهزية مانشستر سيتي أولوية.. وسافينيو خارج الحسابات

الحذاء الذهبي ينهي خصومة مكة وكيان محمد صلاح.. اعرف التفاصيل

متحدث الخارجية الأمريكية السابق: نتنياهو أخبرنا أنه سيواصل الحرب لعقود

واقعة لاعبة الجودو دينا علاء.. هل تلقت القتيلة 3 رصاصات من الزوج لتفدى أطفالهما؟


اعترافات صادمة لعصابة الثقب الأسود: نضرب الأطفال ونجبرهم على التسول.. فيديو

زيزو يتصدر قائمة الأفضل في الدوري المصري بعد نهاية الجولة الثالثة

كنوز خفية تحت الجليد.. اكتشاف شبكة وديان عملاقة فى القارة القطبية

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

كنز روما المفقود".. مدينة عيناريا الغارقة تظهر من أعماق البحر بعد 2000 عام


الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

رغم أحزانه.. محمد الشناوى يظهر فى مران الأهلى الجماعى

النصر ضد الأهلي.. يايسله: التفاصيل تحسم نهائي السوبر السعودي

قطع المياه 6 ساعات بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة مساء اليوم

بيراميدز يفقد 4 نقاط في 3 مباريات في انطلاقة الدوري.. تعادلان وفوز

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

ملف التجديد يهدد مستقبل أحمد حمدي مع الزمالك

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح يتحدى هالاند

احتفالات شعبية فى سوق الجمعة وتاجوراء دعما لتشكيل حكومة موحدة فى ليبيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى