قصة عائلة استشهد 65 من أبنائها فى حادث الروضة.. أحد أفرادها: فقدنا أطباء ومهندسين وأطفال.. ونجل عمى بالمستشفى ولا يعلم بحجم الكارثة.. والنيابة تستمع لأقوال المصاب.. ومجلس بئر العبد: تشكيل لجنة لتوزيع المساعدات

فقدت أكثر من 65 من أقاربى فى لحظة، ولم أكن أتخيل أن يحدث هذا الإرهاب ويصل إلى بيوت الله، هكذا بدأ سالمان حسن سويلم 40 سنة مزارع من أهالى سيناء والمرافق لابن عمه، الذى تم نقله لعلاجه بمستشفى الطوارئ بالمنصورة فى سرد تفاصيل الحادث.

وقال سالمان فقدت العشرات من أبناء عمومتى وأبناء أخوالى خلال الحادث الإرهابى الذى أصاب الجميع بصدمة مازالت تسيطر علينا، ولم نتمكن من الإفاقة منه إلى الآن.

وأضاف أنه فى لحظة واحدة فقدت العائلة أطباء وصيادلة ومهندسين وأطفال، قائلا: "نحن نعيش بقرية بنى مزار المجاورة لقرية الروضة، ونعيش فى سلام ولا توجد خلافات أو مشاكل ومعظم الأهالى هناك تعمل كموظفين فى شركة النصر للملاحات".

وأوضح: "لا أعلم سببا حقيقيا لاستهداف مسجد الروضة، بهذا العمل الخسيس الجبان، لافتا إلى أنه سمع بالحادث وهرع على الفور إلى قرية الروضة للاطمئنان على أفراد عائلته وأصدقائه، إلا أنه فوجئ بحجم الكارثة".

 وأكد أنه وصل فجر اليوم مرافقا لنجل عمه سليم سليمان سويلم طالب كلية التربية الذى أصيب فى الحادث الأليم، وذلك بعد أن استشهاد شقيقاه محمد 14 سنة، ومصطفى 8 سنوات، ووالديه فى حالة سيئة، ولم يتمكنا من مرافقته، ويقيمون بقرية بنى مزار التابعة لقرية بئر العبد.

وأشار إلى أن نجل عمه دائم السؤال على شقيقيه، ولكنى لم أستطع إخباره باستشهدهما فى الحادث.

وأكد الدكتور سمير عطية مدير مستشفى الطوارئ بالمنصورة، أنه تم استقبال المريض عقب اتصال من الدكتور حبش النادى رئيس جامعة العريش، للدكتور محمد القناوى رئيس جامعة المنصورة.

وأشار عطية إلى أن الطالب مصاب بكسر وتهتك فى الوجه، وكسر بالجيوب الأنفية، وكسر بعظام الذراع الأيسر، بالإضافة إلى طلقتين مستقرتين بالجسم واحدة بالذراع الأيسر، والأخرى بالفخذ الأيمن، وتم حجزه بالعناية المركزة وتحضيره لإجراء جراحات لتثبيت الكسور بشرائح ومسامير.

كما أصدر رئيس الجامعة أمرا بالسماح لابن عمه وصديقه وهما المرافقان له بالتواجد معه، وتوفير كافة أنواع الإعاشة لهم طوال فترة علاجه.

 ومن جانبها، استمعت نيابة أول المنصورة، بمحافظة الدقهلية، اليوم، إلى أقوال الطالب المصاب فى أحداث الهجوم الإرهابى على مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، بمستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة.

وقال سليم سليمان سويلم، 22 سنة، الطالب بالفرقة الثانية كلية التربية قسم اللغة العربية بجامعة العريش من قرية مزار مدينة بئر العبد، إنه أثناء أدائه لصلاة الجمعة، فوجئ بدوى رصاص، ودخل ملثمون من باب المسجد، وقاموا بتفجير قنابل صوتية، وبدأو فى إمطار المصلين بوابل من الرصاص، ورأيت المصلين يتساقطون داخل المسجد، وأصبت بطلقتين وفقدت الوعى من هول وبشاعة ما حدث داخل المسجد.

وأكد الطالب خلال سرده لأحداث الواقعة، أن الإرهابيين دخلوا من جميع أبواب المسجد، وتمركزوا بالشبابيك، وفجروا كافة السيارات أمام المسجد، وكانوا يرددون صيحات التكبير، مضيفا أن لهجتهم توضح أنهم غير مصريين.

فيما أعلن مجلس مدينة بئر العبد، الثلاثاء، عن تشكيل لجنة برئاسة اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء وبإشراف نصر الله محمد رئيس مركز ومدينة بئر العبد لاستقبال والإشراف على توزيع قوافل ومساعدات الإغاثة على أهالى قرية الروضة.

وقال المهندس صابر خفاجة، مدير العلاقات العامة والإعلام بالمجلس، إن اللجنة تضم فى عضويتها سليمان فرج نائب رئيس المدينة ومحسن سالم سركرتير عام المدينة، بالتعاون مع لجنة من قرية الروضة.

وأشار إلى أن اللجنة المشكلة ستقوم بالإشراف على تلقى وتسجيل وتوزيع جميع المعونات الانسانية الواردة لقرية الروضة، والتعرف على مشاكلهم ومطالبهم.

وأوضح خفاجة أن اللجنة ستكون القناة الشرعية الوحيدة التى يتم من خلالها تلقى وتوزيع المعونات، وسيصدر عنها يوميا تقرير بما تم من أعمال على أرض الواقع.

 ولفت مدير العلاقات العامة بمجلس مدينة بئر العبد، أنه خلال يومى الأحد والاثنين تم تلقى وتوزيع 9 أطنان دقيق و7 أطنان خضار و1400 كجم لحوم و500 كرتونة مواد غذائية و7 أطنان أعلاف و100 أنبوبة غاز و5 أطنان مواد غذائية متنوعة.