ضجيج بلا طحن.. كتب صنعتها الأزمة.. وليمة لأعشاب البحر مطبوعة من 2 جنيه للنسخة لـ100 بسبب رفضها.. أبى آدم لـ عبد الصبور شاهين نسمع عنه ولا نقرأه.. نقاد يرون "استخدام الحياة" غير شيقة.. وخدش الحياء السبب الأبرز

تثار كل فترة أزمة جديدة حول كتاب أو رواية أو حتى لوحة فنية، وبالتالى يترتب على ذلك أن يعاقب الكاتب أو يتم منع كتبه أو على الأقل تكون هناك مطالبة بمنع هذه الكتب، لكن الملاحظ أن هذه الأزمة تتسبب فى الإقبال على الكتاب بشكل أكبر بغض النظر عن جودته أو أهميته.

وفى الفترة الأخيرة أثيرت انتقادات واسعة لرواية الكاتبة السعودية بدرية البشر، والتى تحمل اسم "زائرات الخميس" بسبب احتوائها على مواد لم تعجب البعض وزعموا أن بها مواد "إباحية" على حد قولهم، ما ترتب عليها قرار وزارة الثقافة السعودية بسحب الكتاب من العرض بالمكتبات السعودية، وبالتالى صار البحث عن الكتاب أكبر  حسبما أكدت المكتبات التى كان معروضا بها.

ولذلك سوف نعرض لعدد من الكتب التى صنعتها الأزمات، ومن هذه الكتب:

رواية "وليمة لأعشاب البحر" حيدر حيدر

وليمة لأعشاب البحر

رواية للأديب السورى حيدر حيدر صدرت عام 1983 فى سوريا تدور أحداثها حول مناضل شيوعى عراقى هرب إلى الجزائر، غير أنه يلتقى بمناضلة قديمة تعيش عصر انهيار الثورة والخراب الذى لحق بالمناضلين هناك، وفى عام 2000، أعادت وزارة الثقافة المصرية، طبع الرواية، وما إن طبعت حتى أحدثت جدلاً، وصل إلى حد التظاهر ومطالبة  الأزهر بمنعها تحت دعوى "الإساءة إلى الإسلام".

ورغم الضجة الكبيرة التى أثارتها الرواية إلا أنها "جاءت ضعيفة فى البناء الروائى" وذلك بحسب الكاتب الكبير رجاء النقاش فى كتابه " قصة روايتين: دراسة نقدية وفكرية"، والذى ناقش فيها رواية حيدر حيدر بجانب رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى، ذاكرة الجسد، وأوضح "النقاش" السبب الأساسى للضعف، والارتباك الفنى والموضوعى فى "الوليمة" كنص روائى هو أنها قامت فى بنائها الأساسى على نظرة حزبية ماركسية ضيقة، ولذلك فإن الكاتب لا يتعاطف مع الأشخاص من أبطال روايته ما عدا الماركسيين.

وحسبما صرح أحمد عبدالرازق ابو العلا، لموقع "الاتحاد"، فإن الرواية طبع منها 3 آلاف نسخة بيع منها 1200 نسخة بسعر جنيهين للنسخة وبعدها حدثت أزمة تتعلق بموضوع الرواية وفوجئ بسحب باقى النسخ وبيعت بأسعار خيالية تصل الى 100 جنيه للنسخة.

كتاب "أبى آدم" عبد الصبور شاهين

أبى آدم عبد الصبور شاهين

كتاب "أبى آدم" للدكتور عبد الصبور شاهين، والذى أثار جدلاً كبيرًا، لأنه قدم تعريفًا لآدم بأنه "مخلوق بشرى ترابى أرضى ربانى"، وناقش قضايا مراجعة التفاسير التراثية لآيات القرآن الكريم لتكون متفقة مع معطيات العلم الحديث.

الطريف أن مؤلف الكتاب، كان من ضمن الذين اتهموا المفكر الكبير نصر حامد أبو زيد بالتكفير، ورفض مناقشة أحد كتبه ومنحه درجة الأستاذية بحجة أن بها شبهة كفر، لتدور الأيام ويُتهم الكاتب بالتهمة نفسها التى رمى بها "أبو زيد".

والانتقادات التى تعرض لها الكتاب كانت عديدة، منها ما قاله الدكتور زغلول النجار فى لقاء تليفزيونى بأن الكتاب به ترسبات للفكر، وخاض المؤلف أرضًا ليست بأرضه ودخل فى تخصص ليس من تخصصاته، فأخطأ أخطاء كثيرة ما كنت أتمنى أن يقع فيها أبدًا، بحسب وصف النجار.

رواية "استخدام الحياة"

رواية استخدام الحياة

رواية للكاتب أحمد ناجى، صدرت عن منشورات مرسوم، سنة 2014 والتى شارك الرسام ومصمم الأزياء أيمن الزرقانى فى رسوماتها، واجهت الرواية انتقادات عديدة خاصة من النقاد، بعد نشر أحد فصولها –الفصل الخامس- فى مجلة أخبار الأدب، بحجة احتوائها على الفاظ أباحية فجة، قدم على أثرها الكاتب للمحاكمة بتهمة "خدش الحياء"، قبل أن تلغى محكمة النقض لاحقا الحكم وتقرر إعادة المحاكمة.

وعلى الرغم من اهتمام الجمهور، بالاطلاع على الفصل المنشور، وقيام عدد من المواقع بإعادة نشره فيما بعد إلا أن العديد من الكتاب انتقدوا الفصل أدبيا واعتبرها البعض "خالية من التشويق".

أزمة الثلاث روايات

وهى أزمة تعرض لها ثلاثة أعمال روائية صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2001، وهى "أحلام محرمة لمحمود حامد، وأبناء الخطأ الرومانسى لياسر شعبان، وقبل وبعد لتوفيق عبدالرحمن".

أبناء الخطأ الرومانسى لياسر شعبان

صاحب صدور الروايات السابقة أزمة كبيرة، إذ واجهوا اتهامات بأنها تنتهك الآداب العامة وتحتوى مشاهد وألفاظ خادشة للحياء، قدم على أثرها استجواباً فى مجلس الشعب لوزير الثقافة آنذاك الفنان فاروق حسنى، وأقيل بسببها عدد من المسئولين فى الوزارة، خصوصاً فى سلاسل النشر المختلفة التابعة للوزارة.

أحلام محرمة لمحمود حامد

الكتب الثلاثة ورغم صدور قرار بمنع عرضها للبيع فى مصر، إلا إنها حققت مبيعات عالية، بعدما تمت طبعتهم فى دور عربية مثل رواية أبناء الخطأ الرومانسى، والتى صدرت فى طبعة ثانية عن دار العربية للعلوم، وبيع منها أكثر من طبعة على إثر الأزمة.