خالد صلاح يكتب:هل تحب سيناء فعلاً؟ أثبت لى لو سمحت..لماذا نتأخر فى تقديم الأفكار التنموية والمعونات والاستثمارات حتى تقع كارثة تزلزل قلوبنا؟..رد الفعل على ما جرى فى الروضة مدهش..ونحتاج لتحرك دائم دون شهداء جدد

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح

مسجد الروضه

كأن الله خلق قرية الروضة يوم أن حصدت البنادق الغادرة أرواح الشهداء فى صلاة الجمعة، سيل من المشروعات والأفكار التنموية والتبرعات والاستثمارات، التى أعلنتها الحكومة لهذه القرية المظلوم أهلها، جرى الإعلان عنها بين يوم وليلة، دماء الشهداء أحيت ضمير الحكومة ورجال الأعمال والمنظمات المدنية لنتذكر هذه القرية السيناوية الفقيرة، تذكرنا أهلها الذين لا يأكلون لحم الضأن، ولا حول لهم ولا شأن، قرية دعونا أهلها إلى الموت ولم ندعهم إلى المجالسة، قرية تذكرنا أنها تستحق الرعاية عندما سحقتها يد الإرهاب، قرية لم تتكلم أبدًا ولم تشك العوز أو تتململ من ضعف البنية التحتية، أو تشكُ البطالة، أو تتظاهر بحثًا لأبنائها عن فرصة عمل، قرية تكلم عنها الموت، ولم تتكلم عنها صفحات الجرائد أو برامج التوك شو.

رد الفعل على ما جرى فى قرية الروضة، مدهش حقًّا، ويبدو لى أنه جميل جدًّا لدرجة أخشى فيها ألا ننفذ شيئا مما وعدنا به الناس على الصعيد التنموى، يقول المثل الغربى (it is too good to be true) أى أنه جميل جدًّا لدرجة تجعله أكبر من أن نصدقه، وأتمنى ألا ينطبق علينا هذا المثل.

لكن المدهش أكثر فى رد الفعل هو ميلاد سؤال موجع أسأله لنفسى الآن وهو: لماذا نتأخر عن قرى سيناء بكل هذه الأفكار والمعونات والاستثمارات والعمل والتنمية والمشروعات حتى تقع كارثة تزلزل قلوبنا، كما جرى فى الروضة، ما الذى جعل كهف الحكومة يفتح أبوابه الصخرية لتخرج منه مبادرات «على بابا» فجأة بعد الطوفان، ولماذا يجب أن يحل علينا الطوفان حتى نكتشف أن بيننا قرية فقيرة وبيوتًا محتاجة وأطفالا بلا مدارس وعائلات بلا مستشفيات وشبابًا بلا فرص عمل؟ ما جرى فى الروضة يؤكد أننا متأخرون جدًّا فى علاج مشكلات القرى الفقيرة خاصة فى سيناء، التى تحتاج حتمًا إلى رعاية خاصة، وإلى تخطيط من نوع مختلف، وإلى عمل حكومى ومجتمعى لا ينقطع.

خذ نفسًا عميقًا ولا تعتبر كلماتى هذه نوبة معايرة للحكومة، فأنا من الذين يعرفون «البير وغطاه»، وكنت سألتزم الصمت لو أن هذه «البير» لم تكشف عن كل هذه المشروعات الزراعية والصناعية بعد أيام قليلة من المأساة، وكنت سألتزم الصمت لو أن رجال الأعمال الذين تبرعوا لمساندة القرية لم يعلنوا بسخاء عن هذه المعونات الكبيرة، المعنى عندى أننا نستطيع المواجهة بعمل منظم بين الحكومة ورجال الأعمال والمنظمات المدنية، ولكننا لا نتحرك إلا بعد أن نسقط فى كارثة أو نفقد عشرات الشهداء، فإذا كنا قادرين على الحشد من أجل التنمية فى سيناء، وإذا كنا قادرين على إنشاء المصانع والمزارع وجمع التبرعات التى تنقذ واحدة من قرى سيناء، فلماذا لا نفعلها الآن مع كل القرى، ولماذا لا نوجه جهودنا جميعًا إلى هذا المسار أملا فى انتصار شامل على الإرهاب، أمنيًا وتنمويًا؟!

الرئيس أمهل الأجهزة الأمنية ثلاثة أشهر للانتصار الشامل، فكم شهرًا نحتاج لنبرهن أننا نقف جميعًا على خط النار فى المواجهة ضد الفزع والموت، وضد الفقر والجهل والبطالة؟

إذا كنا نحب سيناء فعلا، فلماذا نترك قراها فى مواجهة الفزع نترقب الكارثة؟ وإذا كنا نحب سيناء فعلا فلماذا نتأخر حتى يأتى الطوفان؟

إذا كنا نحب سيناء فعلا فيجب أن نثبت ذلك عملاً دون انتظار شهداء جدد فى قرية أخرى، علينا أن نثبت أننا نحبها فعلاً، وكل مليم ننفقه على أرضها هو سيف ضد الموت، وضد التآمر، وضد مشروعات الاستيطان الخبيثة التى تتحرك فى الظلام وتستهدف أرضنا المقدسة.

 لو بتحب سيناء.. أثبت الآن هذا الحب

مصنع اسمنت بسيناء

بدو سيناء

 

p

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رامى ربيعة وإبراهيم عادل ضمن أفضل 10 صفقات فى ميركاتو الإمارات

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

3 مباريات اليوم فى الجولة الثانية لمسابقة الدورى المصرى.. الأهلى وفاركو الأبرز

حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو


فيريرا يرفع شعار المفاجآت قبل مواجهة المقاولون في دوري Nile

ناشئو اليد أمام النرويج فى تحديد مراكز بطولة العالم

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49


أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الجمعة 15-8-2025

اندلاع حريق فى محطة نووية برومانيا

"بوليتيكو": أوروبا تتأرجح بين الأمل والخوف مع لقاء ترامب وبوتين

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى