عبد الرحمن البيلى يكتب: القدس عاصمة فلسطين الأبدية

القصة قصيرة جداً، طالب فى الدراسة لم يفتح كتاباً قط، ولم يحضر للدراسة سوى أياماً معدودة، ولم يعرف عن المدرسة سوى أنها ساحة للشغب واللهو واللعب بين الزملاء، وبعد الانتهاء من الاختبارات النهائية للعام الدراسى وإعلان النتيجة برسوب هذا الطالب، تفاجأ الجميع بأن الطالب حشد جمعاً غزيراً من أهله، وتوجهوا إلى المدرسة منددين برسوب أبنهم وهو من بينهم يصيح ( كيف حدث هذا ياظلمة ياولاد ...) .

هذا هو حال الأمة العربية بعد إعلان ترامب المجرم بأن القدس ستصبح عاصمة الاحتلال الإسرائيلى للأبد، ترك المصرى شيشته الحبيبة، والأردنى ترك قهوته التى أقسم على تناولها حتى الموت، واللبنانى أعتذر عن حضور حفلة المساء، واليمنى ترك سلاحه الذى أعده لقتل أخيه اليمنى، والخليجى غادر حسابه فى تويتر، والسودانى قام من مكانه، ... الخ، وتجمعوا فى الميادين وتركوا العنان لحناجرهم وأطلقوا الصيحات المدوّية ( القدس عاصمة فلسطين الأبدية، الموت لأمريكا وإسرائيل،....الخ )، يبدو أننى قد نسيت هتافاً هاماً وهو( خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود).

عزيزى العربى المندد للقرار هدأ من روعك وعُد من حيث أتيت، فهذا القرار نتاج طبيعى لما حدث فى السنوات السابقة من الانبطاح والتخاذل العربى الآثم تجاه فلسطين والقدس والعروبة بأسرها، نعم نتاج طبيعى لا يتوقعه الا من لديه رؤية مستقبلية ثاقبة، ويعى ويفهم ما يدور حوله من تراشق الشعوب العربية بعضها البعض، والتفرقة التى قسمت ظهورنا جميعاً والعنترية الكاذبة التى يمارسها العربى على أخيه العربي، والمنافسة غير الشريفة بين أبناء العروبة التى يقف الجهل حكماً لها، ناهيك عن الحروب الأهلية التى فرضت خرائط من الدماء على أرضنا،والظلم والرشوة والمحسوبية والسرقة ....الخ، كل هذا وأكثر جعل من هذا القرار الظالم نتيجة متوقعة، فى النهاية دعونى أقول لكم باختصار: سيداتى سادتى، هذه القطعة من الكوكب تحتاج إلى ديتول ومكنسة وشبابيك مفتوحة وشمس قوية لعلها تنظف من الحقد والكراهية والتفرقة.