لعبة الكراسى الموسيقية مع رؤساء العالم فى 2017.. ترامب وماكرون فى مقدمة الزعماء الجدد.. تيريزا ماى تتعثر فى عقبة "بريكست".. إرهاب "تميم" يعزله.. والإرادة الشعبية تطيح برئيسا جامبيا وزيمبابوى

العالم شهد تنصيب رؤساء جدد وخروج أخرين فى 2017
العالم شهد تنصيب رؤساء جدد وخروج أخرين فى 2017
تقرير يكتبه: محمد رضا

دائمًا ما تبحث الشعوب عن دماء سياسية جديدة تحمل أفكارًا مختلفة ومستنيرة لقيادة الأوطان إلى المستقبل، حيث لا مجال هنا للجمود والثبات فى ظل رؤية الحكام ذاتهم، لذا هنالك مبدأ التداول السلمى للسلطات فى البلدان الديمقراطية، وكذا الثورات الشعبية، كى يتمكن المواطن من اختيار قيادته التى باستطاعتها رسم طريق التقدم والرقى فى سباق الأمم الحضارى والتكنولوجى.

وكما هو حال أى شئ فى الحياة يحتاج إلى التطوير والتجديد كى يستمر ويدوم لفترات أطول، هذا هو حال الأوطان تحتاج أيضًا إلى تغيير دورى فى الحكام حتى لا تكون هناك رتابة وثبات فى الرؤى، أو فى أقل تقدير يكون على الحاكم الباقى على رأس السلطة الاستمرار وفق سياسات وخطط مستقبلية متجددة ومتوافقة مع روح العصر الذى يعيشه.

وعلى مدار 12 شهرًا مضوا، على مدار العام 2017، شهدت عدة دول حول العالم تغير فى قياداتها السياسية التى اختارها الشعب بانتخابات ديمقراطية حرة جاءت بزعماء يحملون أفكارًا مستنيرة تواكب التطورات نحو المستقبل، أو جددوا الثقة فى قادة بلادهم الحاليين أملًا فى المضى قدمًا نحو صدارة الدول، هذا إلى جانب إبعاد بعض الرؤساء عن مناصبهم تحت ضغط شعبى يسانده جيش الدولة.

دونالد ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية

وانطلاقًا من الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب الرئيس الأمريكى الـ45 "دونالد ترامب"، فى نوفمبر الماضى، وتولى منصبه رسميًا فى 20 يناير 2017، حيث جاء رئيس البيت الأبيض الجديد، حاملًا العديد من الوعود لتحقيق أحلام الأمريكيين، تحت شعاره الانتخابى "أمريكا أولًا"، الذى يهدف إلى تحقيق المجد وزعامة العالم لبلاده، إلا أن بعض مرور قرابة عام على ولايته الأولى، فقد "ترامب" شعبيته بسرعة كبيرة.

وأثار الرئيس الأمريكى الحالى، الكثير من الجدل حوله بسبب قراراته المتتالية والمؤثرة على العلاقات الأمريكية الخارجية، بما لم يلق الكثير من القبول لدى المجتمع الأمريكى، ورغم الهجوم والرفض الكبير الذى يواجهه "ترامب"، فى الشارع الأمريكى، إلا أن هذا جعله أيضًا أحد نجوم السياسة الجدد البارزين على مدار العام الجارى، فيما أشار أخر استطلاعات الرأى، إلى أن نسبة 56% من الأمريكيين يعتبرون الرئيس ترامب "ليس أهلًا" للرئاسة، بينما يرضى عن أدائه 36% فقط.

الفرنسيون ينتخبون رئيسًا شابًا للإليزيه

وفى مايو 2017، اختار الإليزيه سيدًا جديدًا خلفًا للرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، حيث فاز الوسطى إيمانويل ماكرون، بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، فى مواجهة منافسته، اليمنية المتطرفة مارين لوبان، ليصبح أصغر رئيس منتخب فى تاريخ البلاد، بنسبة 66.06% من الأصوات مقابل 33.94%.

وبانتخاب ماكرون، البالغ من العمر 39 عامًا، يكون قد سن الفرنسيون مرحلة جديدة ينتظر أن يحذو حذوها كثير من الدول فى اختيار قيادات تقود العالم بروح ورؤية شبابية، وجاء الرئيس الفرنسى الجديد، حاملًا وعوده للشعب الفرنسى بحماية الفئات الأضعف، وضمان أمن الأمة، معتبرًا انتخابة رفضًا للمشروع اليمنى المتطرف.

تيريزا ماى تتعثر فى عقبة "بريكست"

وفى الشهر الذى يليه مباشرة، جدد البريطانيون ثقتهم فى حزب المحافظين، بزعامة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، ما جاء بها على رأس الحكومة من جديد عقب الانتخابات العامة التى أجريت فى 8 يونيو الماضى، وبذلك حصلت "ماى"، على رضى شعبها عن برنامجها السياسى، رغم عدم حصول حزبها على الأغلبية، إضافة إلى أنها شكلت حكومة أقلية بالتحالف مع الحزب الديمقراطى الوحدوى الأيرلندى.

ورغم تجديد الثقة فى "تيريز ماى"، إلا أنها تواجه أزمة كبيرة منذ رئاستها للحكومة السابقة، تتمثل فى قانون "بريكست"، الذى بموجبه تخرج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبى، وهذا القانون بمثابة صداع فى رأس رئيسة وزراء بريطانيا، حيث تواجه انتقادات كبيرة فى الداخل البريطانى، دون أن تصل إلى إنجاز كبير لتنفيذ القانون، وذلك بسبب الأضرار التى ستلحق بالمملكة المتحدة، وعلى رأسها مطالبة بروكسل، من لندن تحمل فاتورة خروجها من الاتحاد، والتى تبلغ قيمتها 60 مليار يوور، وهو الأمر الذى ترفضه حكومة "ماى".

أنجيلا ميركل تفوز بولايتها الرابعة للمستشارية الألمانية

وتحت مظلة القارة العجوز أيضًا، اكتسح حزب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الانتخابات البرلمانية بنسبة 33.5%، لتفوز أنجيلا ميركل بذلك فى الانتخابات التشريعية بمنصب المستشارة الألمانية للمرة الرابعة.

ويبدو أن الحظ لم يكن بالكامل فى صف "ميركل"، التى بالرغم من حصول حزبها على نتيجة تمكنه من تشكيل حكومة ائتلافية، إلا أن جلسات المفاوضات المتتالية التى عقدت مع حلفائها فى التحالف المسيحى الديمقراطى، باءت بالفشل حول الاتفاق لتشكيل الحكومة، ما يعد أول انكسار تتعرض له المرأة الحديدية فى أوروبا، فى أولى تحديات ولايتها الرابعة.

إرهاب "تميم بن حمد" يفرض العزلة على الدوحة

وانتقالًا إلى منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا فى الجزء الأسيوى منها، فرض أمير قطر، تميم بن حمد، عزله على نفسه وبلاده، بسبب إصراره على استكمال مسيرة والده حمد بن خليفة آل ثانى، فى دعم وحماية وتمويل الجماعات الإرهابية، بهدف زعزعة أمن واستقرار الدول العربية، وعلى رأسها مصر، والسعودية والبحرين.

وفى هذا المثال لانخفاض أسهم أمير دولة، خاصة فى ظل ارتفاع صوت المعارضة القطرية ضده، ومطالبتها بحاكم جديد للدولة لا يعادى الأشقاء العرب ولا يتسبب فى تفتيت الوحدة العربية، نجد أنفسنا أمام حاكم دولة يقترب من الابتعاد عن مركز السلطة، وسط غضب ورفض ليس إقليميًا فقط، ولكن من الداخل القطرى أيضًا.

"محمد بن سلمان" خير خلف لخير سلف

وعلى الحدود المتاخمة لقطر، ولكن فى تجربة أخرى ناجحة وأكثر إشراقًا، يتصدر الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، صدارة اهتمامات الصحف العربية والعالمية، لما يحمله من خطط تنموية ومستقبلية للنهوض بالمملكة العربية السعودية، فى ظل حكم العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وينطلق ولى العهد السعودى، بالمملكة فى سباق مع الزمن للحاق بسائر الدول المتقدمة علميًا وتكنولوجيًا لينتقل بها من دولة نفطية إلى دولة تكنولوجية، فى إطار خطة التنمية 2030، ويأتى من ضمن مشاريعها مدينة "نيوم"، التى ستنفذ بالشراكة مع مصر والأردن، ولعل أخر ترجمات لمعان نجم "محمد بن سلمان"، تصدره استطلاعات مجلة "تايم" الأمريكية، لشخصية العام 2017، بنتيجة 21%، ليبعد عن أقرب منافسيه وهو هاشتاج "Me too" الخاص بقصص التحرش الجنسى، بفارق 15%، كما يسبق الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب بفارق 16%، حيث حصل حتى الآن على 5% فقط ليأتى فى المرتبة الثالثة.

الصين واليابان تجددان الثقة بزعيمى الدولتين

وعلى المستوى الآسيوى، أيضًا، تجددت الثقة بزعيمى دولتين متجاورتين فى القارة هما اليابان، والصين، حيث فاز الرئيس الصينى، شين جين بينج، بولاية جديدة من 5 سنوات على رأس الحزب الشيوعى الصينى، وذلك بعدما انتخبته اللجنة المركزية للحزب الشيوعى، أمينًا عامًا للحزب، فى نهاية شهر أكتوبر الماضى.

وكذلك الحال فى اليابان، حيث حقق التكتل الحاكم فوزًا كبيرًا فى الانتخابات التشريعية المبكرة التى جرت خلال شهر أكتوبر الماضى، ما تبعه إعادة انتخاب مجلس النواب اليابانى، فى مطلع شهر نوفمبر، "شينزو آبى"، رئيسًا للوزراء.

انتخاب "مون جيه إن" خلفًا لرئيسة كوريا الجنوبية المتهمة بالفساد

وفى الجارة كوريا الجنوبية، التى أطيح برئيستها السابقة، باك جن هيه، على خلفية فضيحة فساد واسعة النطاق اتهمت فيها بالحصول على رشى من شركات عملاقة، على رأسها شركة سامسونج، انتخب الرئيس الحالى، "مون جيه إن"، حيث إعلن فوز المرشح عن الحزب الديمقراطى، بالانتخابات الرئاسية لكوريا الجنوبية بعد انسحاب منافسيه، وقبل ذلك كانت جميع المؤشرات الأولية تؤكد أنه المرشح الأوفر حظًا لحسم المعركة الانتخابية.

أزمة سياسية والفساد يطيحان بـ"يحيى جامع" من رئاسة جامبيا

وبعد 22 عامًا فى سدة الحكم، غادر رئيس جامبيا السابق، يحيى جامع، بلاده، بعدما وافق على التخلى عن السلطة رسميًا لصالح الرئيس الجديد أداما بارو، تحت ضغط أفريقى تصاعد حتى دخلت قوات عسكرية من عدة دول غرب أفريقيا من ضمنها السنغال، إلى البلاد، وهددت بالإطاحة بـ"جامع"، بالقوة إذا رفض التخلى عن منصبه لصالح الرئيس المنتخب الجديد بارو.

وجاءت نهاية "يحيى جامع"، فى أزمة سياسية استمرت 6 أسابيع فى جامبيا، نتيجة تراجعه عن الاعتراف بفوز منافسه أداما بارو فى الانتخابات الرئاسية فى الأول من ديسمبر الماضى، حتى انتهت الأزمة نهاية شهر يناير 2017، باستلام الرئيس المنتخب منصبه، فيما يواجه الرئيس السابق حتى الآن اتهامات بالفساد خاصة بعدما اكتشف سحبه 11 مليون دولار قبل قبول التنحى، إضافة إلى تورطه فى استغلال مؤسسته الخيرية التى تحمل اسم "مؤسسة جامع للسلام الخيرية"، فى تعظيم ثروته الخاصة.

نوايا توريث الحكم لزوجته تسقط "موجابى" من عرش زيمبابوى

وفى نهاية لم تختلف إلا فى الأسباب، أُجبر رئيس زيمبابوى السابق، روبرت موجابى، على الاستقالة من منصبه، بعد تحركات للجيش وسيطرته على مقاليد الحكم، وتنفيذه حملة اعتقالات لبعض المحيطين بالرئيس المستقيل، الذين اتهموا بالفساد، وأرجعت القوات المسلحة تحركاتها تلك إلى فساد قيادات سياسية فى الحزب الحاكم، إضافة إلى اتجاه "موجابى"، إلى توريث الحكم لزوجته جريس موجابى، التى كانت تتزعم حزب الاتحاد الوطنى الأفريقى الزيمبابوى "الجبهة الوطنية الحاكمة".

ولاقت التحركات العسكرية من قبل الجيش للإطاحة بالرئيس موجابى، رضى شعبى كبير، حيث خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع مشاركين فى مسيرات منددة بحكم الرئيس الطاعن فى السن، والممتد على مدار 37 عامًا، منذ استقلال البلاد عام 1980، كما أكد المتظاهرين ضد حكم "موجابى"، على دعمهم لتحركات القوات المسلحة، واصفين قائد قوات الدفاع فى زيمبابوى، كونستانتينو تشيوينجا، بأنه "صوت الشعب"، وانتهى الأمر باختيار نائب الرئيس السابق، إيمرسون منانجاجوا، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، لحين إجراء انتخابات رئاسية مطلع العام المقبل، وهو النائب الأخير للرئيس المستقيل، الذى سبق وتسببت زوجة "موجابى"، فى الإطاحة به لإفساح المجال أمامها لترث الحكم، إلا أنها لم تنال مرادها بفضل تحركات الجيش والشعب معًا لمواجهة أطماعها فى السلطة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

حفل تنصيب ماكرون×100 صورة"

حفل تنصيب ماكرون×100 صورة" الأحد، 14 مايو 2017 04:24 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بشاير المانجا.. فاكهة الصيف تبدأ غزو الأسواق من الأقصر.. صور

جرائم التنقيب عن الآثار تهدد التراث المصري والداخلية تتصدى

يانيك فيريرا يستعين بتقرير الرمادى لتحديد احتياجات الزمالك وملف الراحلين

أحبت شقيق فريد شوقى وانتهت حياتها بالقتل.. ذكرى ميلاد وداد حمدى

الثانوية العامة 2025.. الطلاب يؤدون اليوم امتحان مادتى الكيمياء والجغرافيا


الفيضانات تضرب السودان.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. وتحذر من تعطيل وصول المساعدات وزيادة تفشى الأمراض.. وتؤكد: تصاعد أعمال القتال يجبر الآلاف على النزوح وتفاقم الاحتياجات الإنسانية

عيادات الموت.. تفاصيل ضبط مهندسة وسكرتيرة انتحلتا صفة طبيبة تجميل

فى انتظار القيد.. الإسماعيلى يتوصل لاتفاق مع عدد من اللاعبين والأفارقة

القانون يُلزم الهيئة الوطنية بتشكيل لجان مراقبة لرصد مخالفات الانتخابات

محمد الننى ضمن أفضل 12 لاعبًا أفريقيًا فى تاريخ أرسنال


فخامة وسرعة.. مواعيد قطار تالجو على خطوط السكة الحديد الخميس 3-7-2025

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الأربعاء 2 – 7 – 2025

5 حالات للإخلاء الإجبارى فى قانون الإيجار القديم.. أبرزها امتلاك وحدة بديلة

"جزار" البنك يعود لحسابات الأهلي لتدعيم الدفاع فى الميركاتو الصيفى

الإفراج عن يوسف بلايلي بعد اعتقاله فى مطار باريس

أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. إسرائيل تستهدف ضم الضفة الغربية وتعتقل متظاهرين قرب قيادة الجيش طالبوا بإنهاء حرب غزة.. وروسيا تشكك فى مذكرتا التسوية الأوكرانية وتطالب بتقريب المواقف تفاوضيا

كمائن الموت تحت غطاء المساعدات.. مجازر الاحتلال تفتك بالجوعى في القطاع.. مؤسسة غزة الإنسانية.. الاسم خادع والمهمة قاتلة.. 125 شهيدًا و700 مصابًا في شهر.. اعترافات جنود الاحتلال تفضح المجازر

بعد جدل حذف أغانى أحمد عامر.. هل الغناء حلال أم حرام؟.. الدكتور على جمعة: لا يوجد حكم مطلق وهناك موسيقى تهذب الروح.. الشيخان محمد الغزالى وعبد الحليم محمود يفتيان ياسمين الخيام.. وهذا ما قاله الشعراوى لـ شادية

اليوم السابع: مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الإيجار القديم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى