الإمام الأكبر: كل دعاوى إسرائيل فى أحقيتهم للقدس باطلة

الامام الاكبر شيخ الازهر
الامام الاكبر شيخ الازهر

قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، أنه لاشك أن مدينة القدس مدينة مقدسة حيث اجتمعت فيها العديد من العوامل التى بوأتها مكانة عالية فى قلب كل مسلم، فهى المدينة التي خصها الله تعالى بجعل مسجدها الأقصى مسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، ومنها بدأ العروج إلي السماء، ومسجدها الأقصى هو أولى القبلتين اللتين صلى إليهما المسلمون 16 شهرًا، أو 17 شهرًا، حتى نزل التوجيه الإلهي بالتوجه نحو البيت الحرام بمكة في قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}، وهو أحد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال للصلاة إلا إليها؛ ففى حديث أبى هريرة رضي الله عنه: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالمسْجِدِ الأَقْصَى».

وأضاف فضيلته في حديثه الأسبوعى على الفضائية المصرية أمس، إن القدس والمسجد الأقصى على نفس قدر قدسية وتعظيم المسجد الحرام والمسجد النبوى، وكما يجوز للمسلم أن يرحل إلى مكة للصلاة بالمسجد الحرام، وإلى المدينة للصلاة بالمسجد النبوى، ويجوز له أن يرحل للصلاة بالمسجد الأقصى، ولا يفهم من ذلك -كما يفهم النصيون والحرفيون- أنه لا تشد الرحال لزيارة قبور الصالحين، فشد الرحال للصلاة والعبادة شىء وشد الرحال للزيارة والاعتبار شىء آخر، فالحديث لا يؤخذ منه تحريم شد الرحال للزيارة، وإلا كان يمنع من شد الرحال مطلقًا.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن التاريخ يكذب هذه المزاعم التي يذيعها اليهود فى إعلامهم وأدبياتهم؛ فقد ثبت تاريخيا أن العرب اليبوسيين هم أول من استوطن هذه المدينة، وسميت باسمهم «يبوس» وهم من بطون العرب الأوائل، الذين نشأوا فى صميم الجزيرة العربية ثم انتقلوا إلى مدينة القدس، كما سميت بأرض كنعان، والكنعانيون عرب كذلك، وكان ذلك قبل سنة 3000 من الميلاد، ثم دخلت فى حكم بنى إسرائيل على يد داود عليه السلام عندما غزا هذه المدينة في القرن العاشر قبل الميلاد، فعمر عروبة مدينة  يزيد الآن على ستة آلاف عام، وظل الوجود العربى متصلا عبر هذا التاريخ، بينما الوجود اليهودى فى عهدي داود وسليمان لم يتعد 415 سنة! وهذه المدة بالنسبة لــ 6000سنة قبل الميلاد حتى الآن لا تساوي شيئا بما يعني أن ادعاء اليهود بأحقيتهم في القدس ادعاء باطل، وهم يعلمون هذا الكلام، ومن أجل ذلك هم يزيفون الحقائق والتاريخ حيث لا مستند لهم إلا التزييف، والتزييف دعمته سياسات عالمية أخيرًا لأجل المصالح.

وأكد فضيلته، إن اليهود يتناسون أنهم منذ احتلالهم للقدس سنة 1967م قد قلبوا باطن الأرض بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسى وحوله؛ فلم يجدوا حجرًا واحدًا يثبت أنه قد كان في هذا المكان معبد يهودى في يوم من الأيام، مشيرًا أنه على فرض أنهم كان لهم معبد في القدس فى غابر الأزمان يزعمون أن سليمان بناه للرب فى القرن العاشر قبل الميلاد؛ فهل يمكن أن يعاد رسم خرائط الدول وحدود الأوطان وملكيات الشعوب والجماعات البشرية، بناء على أن أجدادها القدماء كان لها معابد في بعض الأماكن والبقاع؟!.

وشدد فضيلة الإمام الأكبر على ضرورة تعريف أبنائنا في مراحل الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعة بقضايا القدس أو قضايا فلسطين، لأن هذه القضايا بالنسبة لهم  قضايا مجهولة وتاريخها مجهول حيث لا يوجد مقرر واحد يركز على هذا المكان المقدس الذي أهمل تمامًا.

وبين شيخ الأزهر، إن استناد اليهود إلى نصوص من أسفار التوراة لإثبات أحقِّيَّتهم في الأرض الفلسطينية، يبطله أننا إذا نظرنا إلى الأدلة التي يستندون إليها في التأسيس لما يسمونه «وعد الله» هذا الوعد الإلهى بزعمهم لإبراهيم عليه السلام ونسله بامتلاك الأرض المقدسة، ينسبونه إلى نصوص وردت فى «سفر التكوين» ومنها: قول الرب لأبرام بعد اعتزال لوط له: «ارفع عينيك وانظر من الموضع الذى أنت فيه شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا؛ لأن جميع الأرض التي أنت ترى أُعطيها لك ولنسلك إلى الأبد»(سفر التكوين 13: 14،15)، وبعيدًا عن قضية صحة المصدر الذى ورد فيه هذا النص من عدمه؛ فإن سفر التكوين الذي جاء فيه هذا الوعد! كُتِب بعد سبعة قرون من عصر موسى عليه السلام، كما جاء فى «تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث» لزالمان شازار، كما اشتمل على تناقضات تزيد افتقاره إلى المصداقية؛ فقد جاء فيه أن الإنسان آخر المخلوقات(سفر التكوين 1: 27)ثم جاء فيه أنه أولها (سفر التكوين 2: 25) وجاء فيه أن الطوفان دام أربعين يومًا (سفر التكوين 7: 12)  ثم جاء فيه أنه دام مئة وخمسين يومًا(سفر التكوين 7: 24)! حتى هذا النص الذي يعتبرونه وعدًا إلهيًّا يحمل في طيَّاته تناقضًا واضحًا؛ فما هي حدود نظر إبراهيم حتى تُحدَّد مساحة الأرض الموعودة له ولنسله من بعده إلى الأبد؟! إننا أمام وعدٍ بشيءٍ مجهولٍ، ليس عليه ولا على مساحته دليل، فما أشبهه بوعد بلفور وغيره من الوعود الباطلة.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زد يستعجل حسم صفقتى ثنائى الأهلى للحاق بالمعسكر السكندري

الأمم المتحدة تندد بأوامر الإخلاء الجديدة للاحتلال فى غزة

تقرير جديد.. الأمير ويليام يخطط لمستقبل العرش دون أى دور لشقيقه هارى

الصفقات الجديدة تنتظم في تدريبات البنك الأهلي اليوم

"أجهزة تتبع تحت جلد السجناء".. مقترحات تكنولوجية لحل أزمة السجون فى بريطانيا


وزير العمل: قانون العمل الجديد يحقق مزيدا من التوازن فى علاقات طرفى الإنتاج

إصابة مواطنين اثنين في غارة إسرائيلية جنوب لبنان

ترانسفير ماركت يعلن اعتزال شيكابالا وتعليق حذائه بعد مسيرة حافلة

سيدة تتهم سائق تاكسى بالاعتداء عليها أمام أطفالها في بورسعيد.. صور

ضبط متهمين لسرقتهما مهمات سكة حديد فى منشأة القناطر


إصابة 9 أشخاص من المنوفية فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق مصر - الإسماعيلية

لحظة العثور على جثمان الطفلة مريم في عرض البحر.. فيديو متداول

مجلس النواب يحسم قانون الإيجار القديم فى جلسة اليوم

اختفت 3 أيام فى البحر.. عوامة وأمواج وغفلة الأب تفاصيل غرق الطفلة مريم

محافظة القاهرة تفتح باب التحويلات المدرسية بدءا من اليوم وحتى 15 أغسطس

20 % أعمال سنة من مجموع طلاب الشهادة الإعدادية بتعديلات قانون التعليم

استعدادا لامتحان الخميس.. نموذج امتحان في مادة الكيمياء للثانوية العامة

خالد صلاح يكتب: رسالة إلى طلاب الثانوية العامة.. "فكروا في الشغل الأول".. ولا تقعوا في وهم كليات القمة والتفاخر الاجتماعي الأحمق

ليوناردو أفضل لاعب فى موقعة مان سيتي ضد الهلال السعودى بمونديال الأندية

عمر صباغ: أحضر لتعاون جديد ومختلف مع نوال الزغبي بعد نجاح "يا مشاعر"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى