خالد صلاح يكتب: الثورة الثقافية.. نحن بحاجة لإعادة بناء العقل المصرى على أسس صحيحة.. نريد ثورة تنتج فقهًا جديدًا وتعليمًا مختلفًا وتنهى سيطرة الماضى على الحاضر.. وعلينا العمل كى يسترد المصرى عافيته الحضارية

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 
 
جامعة القاهرة
 
نعم تحتاج مصر إلى ثورة جديدة..
 
ثورة ليست من هذا النوع الذى يهدم الأوطان، ويذبح الهوية، ويبدد كل إنجاز اقتصادى، ويعصف بتماسك المجتمعات، ويفتح الباب للإرهاب، لكى يحكم الأمة باسم الديمقراطية.. مصر تحتاج إلى ثورة ثقافية شاملة، يسترد فيها الإنسان المصرى عافيته الحضارية، علمًا وسلوكًا وانتماء ورقيًّا.
 
فى تقييمى المتواضع للتاريخ المعاصر، فإن بلادنا لم تكن يومًا فى خصومة جذرية مع الأنظمة الحاكمة فيما بعد ثورة يوليو 1952، تستدعى ثورة شعبية لتغيير نظم الحكم، صحيح أن علاقة الشعب بهذه الأنظمة شهدت صراعات واشتباكات وتململًا وغضبًا، لكن لم تكن الثورة العاصفة هى الحل، وتبرهن نتائج ثورة يناير على هذه الحقيقة، إذ إن هذا الغضب الجامح، والإطاحة بالنظام آنذاك لم يجلب سوى الدمار والتفكك، والمزيد من الفقر، وسيطرة الإرهاب على مفاصل الدولة المصرية. 
 
الثورة التى تحتاجها مصر هى ثورة ثقافية، لإعادة بناء العقل المصرى على أسس صحيحة.. ثورة تطيح بسيطرة الماضى على الحاضر.. ثورة تضع الكتب الصفراء على أرشيف المتاحف، ليسترد أهل الحاضر سيادتهم على مقدراتهم.. ثورة تنتج لنا فقهًا جديدًا، وتعليمًا مختلفًا، وفهمًا آخر للعمل العام والديمقراطية، ودور الشعوب فى الحفاظ على كيان الدولة. 
 
ما الذى يمكن أن تنجزه فى أمة يعبد فيها رجال الدين ابن تيمية؟! ويعبد فيها رجال السياسة جمال عبدالناصر؟! ولا نجد قيمة جديدة فى الفن أكثر من مجد زمن «الأبيض والأسود»!.. أمة تفرض نصوص الشعر الجاهلى فى كتب المدرسة، ولا تزال كتب الفقه فيها تسمى «الحمَّام» بكلمة «الخلاء»، رغم الإنجازات المهمة فى عالم السيراميك والبانيو وكبائن الشاور. 
 
نحن «ماضويون» فى الفهم والفقه، والفن والسياسة، والتعليم ونظم الإدارة، وفى الحريات، وفى السلوك السياسى، وفى تطبيق مفاهيم الديمقراطية، نحن «ماضويون» حتى فى رؤيتنا للتعايش والمواطنة والحريات الفردية.
 
نحن نحتاج إلى ثورة ثقافية جامحة تأتى على الأخضر واليابس فى عقولنا «الماضوية». 
كل ما أحلم به أن تعمل الدولة على الصعيد الثقافى والتعليمى بنفس القوة التى عملت بها على الصعيدين، الأمنى والاقتصادى.. الدولة اتخذت قرارات اقتصادية كنا نظن أنه لن تجرؤ عليها فى محنة ما بعد الثورتين، لكن الشجاعة التى أقدم بها الرئيس على هذه القرارات قادتنا إلى الطريق الصحيح، فهل يمكن أن تشهد الملفات «التعليمى والثقافى والدينى» شجاعة مماثلة، لتعيد بناء مصر إنسانيًّا وثقافيًّا؟..
ننتظر..
ونحلم.
 
الأزهر الشريف
 
طلاب
 
 
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل توقيع ترامب وأمير قطر 3 اتفاقيات استراتيجية فى الدوحة

تميم وترامب: اتفاقيات تاريخية ترفع العلاقات القطرية الأمريكية لأعلى المستويات

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

مجلس الوزراء يوافق على 9 قرارات خلال اجتماعه الأسبوعى اليوم.. تعرف عليهم

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

انقضاء دعوى تشاجر المخرج محمد سامى ومالك مركز صيانة بالتصالح

انتعاشة فنية في السينمات.. 5 أفلام تتنافس في دور العرض.. سيكو سيكو يواصل نجاحاته ويتصدر القائمة بـ169.6مليون جنيه.. الصفا الثانوية بنات ونجوم الساحل يتنازعان على المركز الثاني.. استنساخ وفار بـ7 أرواح في الذيل

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة


الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

التحقيق فى اتهام طالب بمحاولة الامتحان بدلا من رمضان صبحى

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

الأهلي يترقب وصول ريفيرو إلى القاهرة لحسم عقود تدريب الفريق قبل المونديال

الخارجية: الدفاع عن مصالح مصر فى مقدمة أولويات العمل الدبلوماسى بالخارج

اتجاه في اتحاد الكرة لرفض مطالبات الأندية بإلغاء الهبوط في اجتماع الثلاثاء

ريال مدريد يستضيف مايوركا لاستعادة الانتصارات بعد صدمة الكلاسيكو

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى