خالد أبوبكر يكتب من الرياض : السعودية الجديدة.. تحول سريع وإرادة سياسية قوية خلفها رضاء شعبى.. طاقة إيجابية فى الشارع السعودى.. والأجيال الجديدة تكتب تاريخا جديدا للمملكة

المحامى الدولى خالد أبو بكر
المحامى الدولى خالد أبو بكر
الأمانه تقتضى منى أن أقول إننى عندما توجهت إلى الرياض كنت مشتاقا لمعرفة رأى الشارع السعودى فى التطورات التى حدثت فى بلاده فى السنة الأخيرة، وعاهدت نفسى أن أنقلها للقارئ كما هى، وأتحمل كل النتائج فى نقلها حتى وإن كان كتابتها صعبة، والحقيقة أن هذه النتائج جاءت بالنسبة لى مفاجأة، فالشعب السعودى الآن وبكل موضوعية يعيش أياما تاريخية، وحاولت بقدر الإمكان استطلاع رأى الكثيرين، إلا أن ما لفت نظرى وبقوة هى الطاقة الإيجابية الكبيرة التى لمستها فى الشارع السعودى سواء لدى المواطن العادى أو الطبقة المثقفة.
 
 
لمن لا يعرف المملكة العربية السعودية بها 32 مليون شخص، منهم ما يزيد على العشرين مليون سعودى، والغالبية منهم شباب، لكن مواليد الثمانينيات فى السعودية أين تعلموا؟ وما شكل مدارسهم وجامعاتهم؟ وكم عدد من ابتعث منهم إلى الخارج؟ 
 
إن هذا الجيل نشأ فى ظروف جيدة للغاية، وكثير منهم تعلموا فى إنجلترا وأمريكا وفرنسا، وهناك حداثة غير عادية فى عقول وأفكار كل هؤلاء الذين هم الآن يتقلدون المناصب فى كل القطاعات الحكومية السعودية، لكن اليوم مع هذه التركيبة المجتمعية أصبح من الصعب أن تكون المملكة فى معزل ثقافى عن العالم، فجاءت إرادة سياسية جديدة وقوية ولديها رؤية فى تغيير الشكل والأفكار القديمة التى لم تعد صالحة للتواكب، لا مع الجيل الجديد ولا مع التطور العالمى، وذلك كله دون إخلال بالطابع السعودى الأصيل.
 
وتشعر منذ اللحظات الأولى لوصولك الرياض أن هناك رضاء كبيرا عما يحدث الآن وسرعة التغيير وجديته أحيانا تذهل البعض.
 
وحسنا فعلت المملكة أنها بدأت بالثقافة، فهم يريدون انفتاحا حقيقيا على المجتمعات المتقدمة، كما أنهم واجهوا أنفسهم بقوة ببعض الأفكار التى كان المجتمع يتبناها لوقت طويل ويخشى من مناقشتها، بل كان مجرد الاقتراب من تغيير هذه الأفكار يواجهه بشدة وترهيب كبير من بعض الأشخاص فى المجتمع السعودى، وبدأت المرأة السعودية فى الحصول على جزء من حقوقها، وأيضا تم الاعتراف بأهمية النشاط الفنى السينمائى والغنائى إلى أن جاءت إرادة سياسية حقيقية تؤمن بالتغيير، وتملك من القوة كى تجعله واقعا على الأرض.
 
إن المعطيات الحالية واستمرارها بنفس القوة كفيلة أن تخلق للسعودية دورا تنافسيا فى الفعاليات الثقافية، فهناك تحضيرات لأعمال ثقافية وفعاليات يتم التخطيط لها بعلم وإمكانيات وستثبت المملكة للعالم قدرتها على هذا التحول دون أن يخل ذلك بعاداتها وتقاليدها.
 
وماذا عن الشأن السياسى؟ 
الأغلبية العظمى هنا ترى أن ما تم اتخاذه من قرارات جاء فى صالح المواطن السعودى، بل إنك عندما تدخل فى التفاصيل تعلم أن كثيرا من الإجراءات التى تم اتخاذها كانت ضرورية وعادلة، كذلك أصبحت حرب اليمن بكل صعوبتها تحديا جديدا للشعب السعودى الذى يخوض هذه الحرب، معتمدا على أبنائه وعلى جيشه، وباتت مشاهد الشهداء من الجيش السعودى نارا فى قلوب باقى زملائهم الممتلئة بالرغبة فى الانتصار.
 
لكن يبدو أن بعض الدول الإقليمية المجاورة للمملكة تحاول من وقت إلى آخر إثارة المشاكل مثل قطر وإيران، فتخيلوا أن يأتى الزمن الذى يهاجم فيه الإعلام القطرى السعودية وحكامها!! كان هذا أبعد من الخيال فى الخليج.
 
أما إيران فهى تجاهر بالعداء للمملكة ليل نهار، بل إن هناك حربا سعودية إيرانية على أرض اليمن، وحرب تكسير عظام على أرض لبنان، ولا أعتقد أن التهديدات الإيرانية للمملكة تمثل أى قيمة، فالجميع يعرف المكانة الإسلامية والعربية والإقليمية لبلد الحرمين الشريفين. 
 
 
وعلى الجانب الاقتصادى مازالت المملكة واحدا من أكبر موردى النفط فى العالم، وما زالت أرامكو السعودية هى الشركة الأكبر التى ينتظر الجميع طرح بعض أسهمها، وقد غازل ترامب السعودية على حسابه فى تويتر طالبا طرح أسهمها فى البورصة الأمريكية، مما يعكس أهميتها، كذلك جاءت السعودية فى مرتبة متقدمة فى مجال الصناعات الغذائية وأصبحت تصدر لأوروبا وأمريكا منتجات غذائية صناعة سعودية. 
 
والكل هنا يتحدث عن المملكة ورؤيتها لـ2030 وهو كيف يدرس الجميع حال المملكة فى هذا التوقيت وكيفية العمل للوصول إلى نتائج معينة.
 
وباختصار ونقلا عن بلومبرج فإن رؤية 2030 التى استقبلها المجتمع السعودى منذ عامين بكثير من التفاؤل الحذر تسعى إلى تطوير القطاعات غير النفطية، والاعتماد على خطط التنمية المستدامة وإعادة هيكلة وخصخصة العديد من القطاعات والشركات الوطنية، بهدف توفير مبلغ 30 مليار دولار بعد 3 أعوام من الآن، إلى جانب رفع الإيرادات غير النفطية إلى 100 مليار دولار، واستثمار 50% من ممتلكات صندوق الاستثمارات العامة فى استثمارات خارجية بحلول عام 2020، لمضاعفة الناتج المحلى الإجمالى بزيادة قدرها نحو 800 مليار دولار.
 
وعلى الجانب الرياضى تحتفل المملكة بفريقها الوطنى لكرة القدم، الأخضر الذى صعد إلى كأس العالم فى روسيا وكرة القدم تحتل مكانة كبيرة من الأهمية فى الشارع السعودى، وهناك قيادة جديدة فى المجال الرياضى ورؤية أيضا كلها حماس، وأعتقد أنه سيكون لها دور فى الوطن العربى ودوليا أيضا.
 
 
إن استقرار المملكة هو جزء أساسى من استقرار الأمة العربية والمنطقة، وبالطبع أنا لم أكتف بمجرد لقاءات عابرة كى أكوِّن قناعاتى، بل بالعكس فى جلسات خاصة أعطيت لأصحابها مساحة كبيرة من الاطمئنان كى يتحدثوا لم يتغير الأمر، لدرجة أن أحد زصدقائى قال لى: «لو تم استفتاء عن مدى رضاء السعوديين عما يحدث فى بلادهم فإن النسبة ستزيد على 80٪».
 
وأنا هنا كنت أسأل الطبقة المثقفة التى تعلم ماذا تقول، لكننى أدعو إخواننا السعوديين إلى شرح ما يدور فى مجتمعاتهم للعالم كله، وأن تنقل الكاميرات ما شاهدته فى الشارع السعودى من رضاء، فبعد الصور وردود الأفعال كانت تنقل على عكس الواقع.
 
فى النهاية.. أختتم زيارتى للرياض وفى قلبى أمنيات لهذا البلد، ودعوات بنجاحه فى تخطى هذه المرحلة الدقيقة.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم آخر فرصة للتقديم على وظائف بالسعودية بمهنة مندوب مبيعات براتب 7000 ريال

الزمالك يبحث التعاون مع بيراميدز فى شكوى أزمة القمة بالمحكمة الرياضية

ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

البنك الأهلى وسيراميكا وزد يسعون للتعاقد مع مطاريد الأهلي

تحطم طائرة إسرائيلية على شواطئ "بات يام" المحتلة.. صور


الإمارات تهدي ترامب "قطرة نفط واحدة".. والأخير ساخرا: لست سعيد بذلك

ترامب فى ختام جولته الخليجية: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادمة

أشعة الرنين تحسم اليوم مدة غياب وسام أبو علي عن الأهلي

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس

العثور على رضيعة عمرها 14 شهرا بإيطاليا.. وفحوصات تثبت تعاطيها الكوكايين


شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية

سقوط سفاح الكلاب فى كوبا.. حول منزله لمقبرة جماعية

منتخب مصر فى التصنيف الرابع بقرعة كأس العالم للشباب 2025

24 يوما تفصل المتهم فى قضية الطفل ياسين عن فرصة النجاة من المؤبد

الطقس اليوم الجمعة 16-5-2025.. موجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

النصر يستقبل التعاون لمواصلة انتصاراته فى الدوري السعودي

الهلال ضيفا على الفتح بأول مواجهة بعد صدمة الـ9-0 فى الدوري السعودي

عودة الملاحة الجوية إلى مطار معيتيقة فى طرابلس بعد توقف بسبب الاشتباكات

لو بطاقة التموين ضاعت.. تعرف على خطوات استخراج بدل تالف أو فاقد

المدارس اليابانية: تدريس الفرنسية كلغة ثانية.. و18 ألف جنيه مصروفات الدراسة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى